ضبابية الأسواق تهدد المستثمرين وتعصف بالنظام المالي العالمي

[محررة الرياض]

ضبابية الأسواق تهدد المستثمرين وتعصف بالنظام المالي العالمي

الاقتصادية

ديفيد سميك - - 28/10/1429هـ

يعد مؤلف الكتاب واحدا من أهم واضعي استراتيجيات الأسواق المالية في العالم. فلأكثر من عقدين من الزمان كان مستشارا لعدد من محافظي البنوك المركزية ولكبار المديرين والمستثمرين في البورصة الأمريكية وكذلك كان يسعى إليه عدد من القادة السياسيين طلبا للمشورة.
يبدأ هذا الكتاب من حيث انتهى الكتاب الشهير لتوماس فريدمان "العالم مسطح" مصطحبا القارئ في جولة عبر المكاتب الخاصة في البنوك المركزية ومكاتب وزراء المالية ورؤساء الوزراء.
يطرح الكتاب سؤالين أساسيين يدوران بالفعل في أذهان الكثير من الناس وهما: إلى أي درجة يمكن للأمور أن تسوء بالفعل في الاقتصاد حاليا؟ وما الذي يمكننا أن نفعله حيال هذا الأمر؟ كما توقع أن تكون فوضى الرهن العقاري بداية لمشكلات اقتصادية شديدة الوطأة. يتناول الكتاب مجموعة من الموضوعات الأخرى.
على النقيض من كتاب توماس فريدمان الذي يرى أن العولمة جعلت العالم مسطحا، يؤكد هذا الكتاب أن عولمة الأسواق المالية العالمية أوجدت جوا من عدم الاستقرار يجعل من الصعب توقع الأحداث وتوابعها.
على الرغم من أن الخسائر الناجمة عن أزمة الرهن العقاري الأمريكية تعد ضئيلة في سياق الأسواق المالية العالمية، إلا أن الافتقار إلى الشفافية أدى إلى تضاؤل ثقة المستثمرين وتجفيف السيولة المالية وتهديد أساس النظام المالي العالمي، حيث أدى نمو الأسواق العالمية إلى صعوبة تدخل البنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بفعالية في أوقات الكوارث.
يعقد الكتاب مقارنات بين أزمة الرهن العقاري الحالية في الولايات المتحدة وبعض الأحداث السابقة مثل الخفض القسري لقيمة الجنيه الإسترليني عام 1992 والركود الاقتصادي في اليابان في التسعينيات من القرن الماضي.
يحذر الكتاب من الأخطار الموقوتة مثل التضخيم من شأن التنمية الصينية والدعوات التي يطلقها بعض السياسيين الأمريكيين لاتخاذ إجراءات حمائية لتخفيف أثر هذا النمو الصيني على الاقتصاد الأمريكي. ويقف الكتاب في صف نظام عالمي مالي مبني على الشفافية والثقة.
يؤكد الكتاب أن العولمة وسيلة لإضعاف النظم الاقتصادية الوطنية، إلا أن تحرير الأسواق المالية العالمية وتحرير التجارة كانا هما السبب وراء تكوين ثروات كبيرة في الربع قرن الأخير (والذي ارتفع فيه متوسط مؤشر داو جونز الصناعي من 800 إلى أكثر من 12 ألف نقطة).
كما يرى الكتاب أن عدم الاستقرار صار الأساس في الأسواق العالمية، إذ يبدو أن النظم الاقتصادية حاليا بدأت تفلت من سيطرة الحكومات الوطنية.