Announcement

Collapse
No announcement yet.

المرأة والقيادة ..!

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • المرأة والقيادة ..!

    المرأة والقيادة ..!

    نبيلة حسني محجوب

    أعني، قيادة السيارة، القضية الملتهبة على الساحة، ككرة اللهب تتقاذفها الآراء المتصارعة، والآراء المتطرفة تأييداً ومعارضة..!

    حول تلك الاراء كتب الأستاذ محمد صلاح الدين يوم السبت 18/5/ 1426هـ في زاويته (الفلك يدور) المدينة.. مقالا، حول قيادة المرأة للسيارة، منتقدا، الآراء المتطرفة، التي ترى أن حل هذه القضية، أي تمكين المرأة من حق قيادة السيارة، هو الحل السحري، لكل قضايانا..! أو تلك التي ترى أن هذا التمكين، سيجلب الكثير من الشرور..!

    المقدمة، التي فند فيها الأستاذ صلاح الدين انتقاداته، توضح أن رأيه ضمن الآراء المعتدلة، التي تقر بالحاجة، ووجود قضية.. لكنها غير ملحة وليست هي القضية الأساسية..!

    ما أثار حيرتي، في مقال الأستاذ صلاح الدين، استشهاده برأي متطرف ليس ذلك فقط بل يعمم قناعة، ويفرض رأيا..!

    الرأي، الذي استشهد به الأستاذ صلاح الدين، تطرف في تقسيم المجتمع الى فئتين: (محدودة من السيدات السعوديات اللائي لا يعانين من هموم اقتصادية وضغوط اجتماعية وانما يعشن في بحبوحة من العيش سمحت لهن بالدراسة في الغرب، أما الفئات الكادحة على أرض الواقع واللاتي يعشن في ضائقة اقتصادية ومشاكل اجتماعية فان توظيف سائق حتى للرجال هو من الرفاهية التي لايستطيعونها...)

    ليس التطرف في تلك القسمة الضيزى فقط.. بل في فرض قناعة خاصة أو وجهة نظر شخصية على مجتمع بأكمله..!

    لست عاتبة على رؤية الكاتبة، أو وجهة نظرها، فهي ربما مضطرة لهذا وهي تتبع جهازا تعليميا لم يتخلص من بقايا هيمنة على منسوباته حتى أفكارهن وآرائهن، كذلك لم أقرأ المقال.. لولا أني قارئة متابعة لزاوية الأستاذ صلاح الدين، وهذا مالفت نظري وأثار دهشتي، تأييد الأستاذ محمد صلاح الدين لما جاء في مقال الكاتبة، بينما هو ينبذ الرأي المتطرف..!

    هو أيضا حر في دعم وجهة النظر التي توافق قناعته، لولا أنه كاتب كبير نستنير برأيه، ونهتدي بفكره، كما أنه انتقد الآراء المتطرفة، مع أن الرأي الذي استشهد به للكاتبة بالاضافة إلى تطرفه، يسوق معلومات لاتستند إلى واقع، أو احصائيات دقيقة، بل تعميم خاطئ يقترب من حافة الخطر عندما يقابل بدعم وتأييد كاتب كبير، دون تصحيح أو تفنيد..!

    مع أن عبارة الأستاذ محمد صلاح الدين (اذا استثنينا هذه ''الفئة'' المرفهة كما اسمتها الأخت ايمان) مطمئنة الى عدم الموافقة الى تلك القسمة، الا أني تمنيت لو أن الأخت الكاتبة ذكرت لنا كيف استطاعت، حصر الفئات المحتاجة؟! وكيف استطاعت فرز هذه الشريحة القليلة التي لم تعش في المجتمع، لأنها مرفهة درست في الغرب؟!

    هذه القسمة لمجتمع بحجم المجتمع السعودي وتنوعه (قليلة مرفهة وفئات كادحة ويعشن في ضائقة اقتصادية) شديدة التطرف وخاطئة..! لذلك ليتها تذكر لنا أيضا كيف تأكدت أن كل الشرائح الأخرى ليست محتاجة الى قيادة السيارة، وانها (في واد وهذه القضية في واد آخر)؟!

    هل كل المجتمع السعودي هو هذه الأغلبية الكادحة التي لاتملك قيمة سيارة واحدة لرب الأسرة كما جاء في الفقرة التي استشهد بها الأستاذ صلاح الدين من مقال الكاتبة؟!

    اذن لن نقول أن قيادة المرأة للسيارة ترف لشريحة تمثل نسبة قليلة من المجتمع فهذا خطأ وتضليل للآخرين الذين يعلمون عنا أكثر منا والمرأة في البادية ترعى الغنم وتركب الابل في البراري وهي الآن تقود السيارة باتفاقات ضمنية داخل المجتمعات كما ذكرت لي الأخت طيبة الادريسي نحن بحاجة الى حل قضية قيادة المرأة للسيارة اعتمادا على مبدا الأولويات كما جاء في مقال الأستاذ صلاح الدين ولأن العصر يتسارع من حولنا، ونحن مكانك سر بالنسبة لقضايا المرأة ، لا أرى مايمنع من دراسة أكثر من قضية، اذا لم يكن هناك تعارض بينها، كما أن جهات الدراسة متعددة، وبامكانها النظر في أكثر من قضية..!!

    المشكلات تتكاثر من أزمة العمالة المتخلفة، والاقتصاد المهدر في تحويلات الرواتب ولأن السائق لايمكن الاستغناء عنه لمعظم شرائح المجتمع لا كما جاء في مقال الأخت الكاتبة ان الاحتياج الى سائق هو لشريحة فقط..! كما أن الحوادث المرورية أكثر ضحاياها أو المتورطين فيها هم أطفال صغارعهد اليهم بمهمة السائق لأن المدارس والجامعات أي أماكن العلم والعمل ليست في كل حي وشارع..!

    اتفق مع أستاذي الجليل محمد صلاح الدين على مبدأ الأولويات، لكن متى نبدأ الدراسة، ثم نتوصل الى الحل؟! بعد ان ينقضي العمر؟! أخشى ذلك..!

    وبالله التوفيق

    المدينة 02/07/2005

Working...
X