Announcement

Collapse
No announcement yet.

200 ريال قيمة تهريب السلاح للداخل!

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • 200 ريال قيمة تهريب السلاح للداخل!

    صفقة رشاشات جاهزة للتصدير
    200 ريال قيمة تهريب السلاح للداخل!


    جولة :طه طواشي-تصوير: سمير محمد

    في حلقاتنا السابقة صحبناكم الى سوق الخميس الأسبوعي وأطلعناكم على عملية بيع السلاح وكيف انني حصلت على مسدس قلم بـ 100 ريال وقمت بتجربته وكيف ان احد الباعة كان على استعداد ان يجلب لي كمية من المسدسات القلم وكيفية عرض الأسلحة وبيعها بكل بساطة من أي شخص مهما كان جنسه او لونه, المهم ان يدفع ثمنها. وقد فكرنا زيارة سوق الطلح هذا السوق الذي يتحدث عنه كل من قابلناه ويوصفه بالسوق الكبير والضخم لكن خشيت ان ننكشف هناك او نتعرض لأي مكروه ونحن في طريقنا اليه خاصة ان العالم برمته يعرف ان الوضع هناك متوتر جداً نتيجة المواجهات مع المتمردين كما تسميهم الحكومة اليمنية من اتباع الحوثي. . .فقررنا العودة الى مدينة حرض وكيف ابرمنا الاتفاق الوهمي مع احد المهربين الذين استعدوا لتهريب الأسلحة المزعومة التي سأدخلها الى ارض الوطن.

    بعد خروجنا من سوق الخميس انطلقنا عائدين إلى مدينة حرض كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا لتناول الغداء وللبحث عن بعض المهربين لنعقد مهمة اتفاق لتهريب بعض الأسلحة, وبعد قرابة نصف ساعة تقريبا وصلنا مدينة حرض وتوجهنا إلى مطعم لتناول وجبة الغداء هناك ثم ذهبنا إلى الفندق لأخذ قسط من الراحة ونحن في الفندق قال لي مرافقي / سمير كيف ستتعرف على المهربين هل تعرفهم من قبل او هل لهم اماكن معينة فقلت له لا عليك لقد فكرت في الطريق] التي ستجعلهم ينكبون ينهالون علينا كالنحل فضحك وقال كيف (يا خبير) قلت له اذا خرجنا هكذا بلباسنا العادي واقصد (البنطلون والتي شرت ) دون تميز فلن نلفت انتباه أي من المهربين لكن لو خرجت بهذا الشكل ولبست جراب المسدس الذي اشتريناه من البائع المحتاج فسوف يكون منظري ملفتا للانتباه فرد سمير قائلا فكرة ممتازة ولكن كل ما أخشاه ان يفتكروك من الغربيين وما ان نجلس حتى يمطرونا بوابل من الرصاص قلت له ان سحنتنا عربية مائة في المائة ولن يحدث ذلك , بعد ان تجهزت ولبست جارب السلاح نزلنا من الفندق ومن اول وهلة نزلنا فيها الى الشارع كانت الانظار تتحول الينا فمنظري يدل على انني مجرم .. هذا ما وصفني به مرافقي العزيز / سمير توجهنا صوب أحد المقاهي في قرية حرض الحدودية جلسنا على سرير حديدي فاتجهت الينا الانظار, ترقبنا وتتفحصنا .. حضر المباشر طلبت منه ان ينقل لي السرير الى مكان بعيد قليلا عن مدخل المقهى حتى انعم بقليل من الراحة فقام ونفد طلبي بعد ذلك طلبت براد (( شاهي عدني )) ليعدل مزاجي الذي تعكر بفعل الأصوات المرتفعة في المقهى فأغلبية من في المقهى كانوا (مخزنين) ولاحظت ان ثمة شخصين يتحدثان ونظرهم مصوب نحونا فقلت لمرافقي اعتقد أن الصنارة غمزت فابتسم وقال الله يعجل به علينا لم تمر اقل من ربع ساعة إلا واحدهم يتقدم نحونا (شكل التخزينة ضاربه معه غلط ) هيئته تدل على انه من العمال الغلابة وتم إرساله ألينا من قبل من يستطيع التهريب ليستكشف امرنا لأنه لا تبدو عليه علامات مهرب فالمهربون تكون بنيتهم الجسمانية قوية فقال هل انتم من السعودية? فقلت: نعم ,أي خدمات? فقال: الظاهر أنكم سوقتم احد أسواق السلاح فقلت وما أدراك فقال خمنت ذلك فحاولت ان ابدوا ساخرا وغير مبال به فقلت له (آهلين) ونظرت إلى مرافقي وقلت الظاهر ان صاحبنا من الذين يقرأون الكف فضحك الرجل تم قال أي خدمات نحن مستعدون أجبته قائلا اعتقد ان النمرة غلط فقال يوضع سره في اصغر خلقه, فضحكت وقلت له أنت حكيم أيها الأخ ما اسمك? قال أخوك / سعيد فقلت عاشت الأسامي يا أخ سعيد فقال أتحتاجون مساعدة? فقلت له: وماذا تملك منها? فرد بثقة كل ما لا تتوقعه فطلبت منه ان يجلس فذهب واحضر احد الكراسي وجلس. فقلت له هل تعمل في التهريب? فقال بثقة نعم فقلت في أي نوع من التهريب فقال في أي شيء فقلت له لقد اشتريت هذا المسدس وأريد ان اخذه معي فهل تستطيع ان تدخله لنا قال انا ادخله لك فقلت له بكم قال لن اطمع فانا أريد ان أكسبك زبونا سوف ادخله لك الى غاية قرية مبخرة السعودية بـ(( 200 )) ريال فقط فقلت له 200 يمني فضحك وقال لا يا حبوب قلت له قيمة تهريبه تعادل نصف سعره فقال هذا سلاح وليس تخزينة يا حبيب فقلت حتى لو كان سلاح غيرك يوصله الى صامطة بـ((50 )) ريالاً سعودياً او اقل, فرد الوضع الأيام هذه صعبة وحرس الحدود السعودي مشدد وكثير من أصدقائي تم القبض عليهم فقلت وماذا لو كانت الكمية اكبر فبكم ستوصلها نظر إلي وقال عندها نعيد الاتفاق والتسعيرة فقلت هل ستنخفض ام سترتفع فقال على حسب نوع السلاح قلت له لنفترض انها أكثر من 20 سلاحا فقال هل أنت جاد أم تمزح قلت له أتراني لم أجد غيرك لأمزح معه فنظر إلي بتمعن ومسح العرق الذي يبلل وجه و قال: إذا كنت صادقا فالوضع يحتاج الى جلسة وأردف قائلا ماهي نوعية السلاح قلت له رشاشات ((3ا )) قال اوه انها ثقيلة وتتعبنا عند السير بها فقال وأين هي البضاعة فقلت ستعرف عندما نتفق قال بصراحة العملية كبيرة فقلت له لا العملية ليست كبيرة أنت الصغير واخشى إن أضيع وقتي معك قال بصراحة: أنا اهرب قات أو مسدس أو متسلل لكن أسلحة بهذه الكمية لم أهربها لكن معي صديق في قرية الملاحيط وهو يعمل في تهريب السلاح سأرتب لك لقاء معه لان هذه الكمية لا تصلح ان تهرب من هذه المنطقة لأنها مكشوفة وتحتاج ان تهرب من منطقة وعرة لكي يسهل إخفاؤها ولكن لي عمولتي فقلت له إذا كنت صادقا وتعاملت معي بنزاهة وصدق فسوف أكرمك وستكسبني زبونا دائما لأنني اعمل في هذا المجال قال إذن انتظرني سوف اجري بعض الاتصالات وأعود إليك بعد قليل.
    المهرب الأكبر
    لم تمر ربع ساعة الا وصاحبنا قادم هو وشخص آخر يبدو من هيئته انه المهرب المطلوب فهو قوي البنية وكل شيء فيه يدل على جلده بعد ان تبادلنا التحية قال لي هذا هو الشخص المطلوب ويدعى (شوعي , م ) فقلت له هل أخبرته بطبيعة المهمة قال نعم , عند ذلك اتفقت مع المهرب شوعي أن يقوم بتهريب الكمية المطلوبة فأستعد بذلك على أن يوصلها إليّ بالطرق التي أعتاد على سلوكها وقد وجدت من الرجل تجاوبا سريعا ومعلومات دقيقة عن الطرق وبعض الشواهد التي تثبت مهرب متمرس في عمليات التهريب وكان استعداده في إيصالها وفق الصفقة التي اتفقنا عليها وذلك مقابل مبلغ قدره ثلاثة الآف ريال سعودي وقد حددنا موعدا في اليوم التالي بعد صلاة المغرب لنلتقي بقرية الملاحيط لأقوم بتسليمه الكمية المطلوب تهريبها لي إلى الاراضي السعودية شريطة أن أسلمه ربع المبلغ عند استلام البضاعة وكان من ضمن الشروط ايضا أنه لو تم ضبط الأسلحة فانه لا يتحمل مسؤولية ذلك , وبعد أن اتفقنا مع المهرب شوعي طلب منا عربونا فقلت له لا تستعجل يارجل فلن اعطيك أي عربون حتى تصل بضاعتي الى الملاحيط واسلمها اليك ولم يخرجوا مني الا بخمسين ريالا اعطيتها لهم على ان يشتروا بها تخزينة هو وصديقه / سعيد الذي جلبه. بعد ذلك ذهبت إلى منزل صديقنا البائع ـ الذي باع منا مسدسه ووفقا للاتفاق المبرم بيننا أن أعيد له سلاحه المستعمل الذي اشتريته منه بخمسمائة ريال سعودي بغرض حمله معي للحماية وان يرجع لي نصف المبلغ بعد تسليمه مسدسه , فوجدناه في منزله وعند لقائنا قام بتفحص مسدسه وقال لا يوجد معي الآن إلا ((200 )) ريالا فقط حقيقة كنت مستعجلا ولم أدقق في الخمسين ريال المتبقية لديه لأنني أود التخلص من هذا السلاح بأي وسيلة لأنني سأعود حالا إلى بلدي بعدها رجعنا لأخذ امتعتنا من الفندق وعدنا فورا إلى الوطن , وعند دخولي منفذ الطوال حمدت الله تعالى إلى أنني عدت سليما معافى الى وطني الذي يتربص به الحاقدون والمرتزقة وليذهب المهرب شوعي وأمثاله الى الجحيم وبينما أنا في طريقي إلى منزلي استعرضت الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال حرس الحدود والمجاهدين لإحباط مثل هذه العمليات التي تخل بأمن الوطن فالمتابع لأعداد الأسلحة والمتفجرات المقبوضات يشعر بجحم الجهود المبذولة من قبل رجال الأمن في وطننا.

    عكاظ 04/07/2005

Working...
X