Announcement

Collapse
No announcement yet.

العراق: حرب لا سبيل الي الفوز فيها..

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • العراق: حرب لا سبيل الي الفوز فيها..




    البصرة: هذه المقالة تعرض لحجم احساس الاوساط السياسية والفكرية الاميركية بحتمية هزيمة المشروع الاستعماري الذي نفذته ادارتهم الفاشية الدكتاتورية المتصهينة في احتلال العراق وذلك بفضل صمود شعب العراق الأبي وكفاح وتضحيات فصائله المجاهدة. ولن تنفع بعض الحلول التي يقترحها بعض الاميركيين في هذه المقالة والتي لا نتفق بالطبع معها:

    مجلة فورين أفيرز الاميركية :الانسحاب الان وليس غدا

    شبكة البصرة

    محمد الخولي - العربي

    علي مدار 3 أعداد متوالية.. فورين أفيرز تحذرمن السقوط النهائي لقوات الاحتلال الأمريكي في العراق

    كبار المفكرين السياسيين الامريكيين يؤكدون: واشنطون قامت بغزو العراق فاضاعت رصيدها من الشرعية الدولية

    دراسة لباحث كبير من مؤسسة راند: العراق تحول إلي ارض الرمال المتحركة او الي مستنقع يكرر ورطة فيتنام

    علي مدار الاشهر الستة الاخيرة.. وعلي مدي ثلاثة أعداد , ظلت مجلة السياسة الخارجية الاميركية"فورين أفيرز"- بكل المامها العميق بما يدور داخل كواليس صنع القرار في واشنطون- تناقش موضوعا يشكل هاجسا مؤرقا ولاشك للادارة الحاكمة بالولايات المتحدة. هذا الموضوع تلخصه كلمة واحدة هي: العراق
    في عدد سبتمبر اكتوبر 2004 بدأت فورين أفيرز مناقشة صريحة للقضية ولأخطاء الادارة الأمريكية في إدارة مجهودها الحربي بأرض الرافدين، فنشرت موضوعا بقلم لاري دياموند كبير الباحثين بجامعة ستانفورد. والعنوان يلخصه سؤال هو:
    - كيف أخطأت أمريكا الحسابات في بغداد؟
    وفي عدد نوفمبر/ديسمبر 2004 فورين أفيرز الي مناقشة قضية العراق فنشرت موضوعا رئيسيا بقلم اثنين من كبار الاكاديميين المتخصصين في السياسة الخارجية هما روبرت تكر وديفيد هندرسون وقد ناقشا فيه ما أسمياه بقضية الوجود الاحتلال الامريكي للعراق وعلاقته بمشروعية سلوكيات أمريكا علي المسرح العالمى.

    ورطةأمريكية

    وكان طبيعيا أو منطقيا أن تتحول فورين أفيرز من مناقشة قضية الاخطاء المرتكبة في العراق، وبعدها قضية الشرعية الأمريكية الي حيث تناقش ما يمكن أن نسميه ورطة أمريكا علي مسرح العراق.
    من هنا جاء أحدث الاعداد الصادرة من المجلة الأمريكية- عدد يناير/فبراير 2005 ليعتمد نهجا اشد صراحة واكثر مباشرة وقد كتبه جيمس دوبنز الذي يعمل مديرا لمركز دراسات الامن الدولي في احدي مؤسسات هندسة صنع القرار في الولايات المتحدة وهي مؤسسة راند البحثية الشهيرة. وقد اختار الباحث لموضوعه العنوان التالي:
    العراق: حرب لا سبيل الي الفوز فيها..
    نحن اذن بإزاء 3 دراسات يتيح استعراضها رسم صورة لما آلت اليه أوضاع أمريكا في العراق سواء علي مدار عامي 2003 و2004 او مع مطالع العام الحالي الوليد..وهي صورة أقرب الي الموضوعية، باعتبار انها باقلام باحثين وسياسيين امريكيين بالدرجة الأولى. ومن ثم يمكن تحديد معالمها البارزة عبر المحاور الاساسية التالية:
    اولا: أمريكا أخطأت في حملتها من اجل تصفية الأسس البعثية في العراق فما بالك عندما وضعت علي رأس هذه الحملة شخصية مشكوكا في تاريخها وسلوكياتها وانتماءاتها ممثلة في احمد جلبي!
    ثانيا: اخطأت أمريكا ايضا في اصدار القرار بحل الجيش العراقي مايو 2003 فكان ان اطلقت فوضي الامن من عقالها فيما ناصبتها العداء.. قطاعات واسعة من قيادات وافراد ذلك الجيش وكان يمكن أن تضطلع هذه القطاعات بمهام أمنية تشتد الحاجة اليها.
    ثالثا: اخطأت واشنطون ايضا في استبعاد أو تحجيم الأمم المتحدة بكل خبراتها المتراكمة ورصيدها في اضفاء شكل من اشكال الموضوعية، علي ادارة الامور في عراق-ما بعد الاحتلال، وخاصة في فترة الانتقال التي تحكم فيها حكومة علاوي التي لا تستند إلي أي تأييد أو أي قاعدة شعبية.
    رابعا: أن سلوكيات الغزو والتدخل والاحتلال من جانب امريكا في العراق كشفت عن أزمة شرعية اصابت هذه السلوكيات وهي أزمة تتجلي ابعادها كل يوم وتكتسب لواشنطون عداء قطاعات واسعة من جماهير الكرة الأرضية يستوي في ذلك النخب السياسية وجماعات المثقفين فضلا عن المواطنين العاديين.. ومنهم مواطنو أمريكا ذاتها.. ولا يفلح في مواجهة هذه الصورة السلبية ما تعمد اليه الادارة الأمريكية في العراق من استئجار شركات علاقات عامة من انجلترا وأمريكا في محاولة لتزويق أو تجميل واقع الاحتلال البغيض.

    عندما
    ضاعت الشرعية
    في هذا الصدد يقول الاستاذان تكر وهندرسون فورين أفيرز عدد نوفمبر/ديسمبر 2004 ما يلي: - لم يعد خفيا ان ادارة الرئيس بوش قد فقدت عنصر الشرعية بصورة مذهلة.وحتي قبل هجمات سبتمبر 2001، كشفت ادارة بوش عن عدم اقتناع صارخ بالقانون الدولى.
    ففي أواخر عقد التسعينات اعلن جون بولتون، وكيل وزارة خارجية بوش لشئون نزع السلاح والأمن الدولي قائلا:
    - اننا نخطيء كثيرا حين نضفي أي مشروعية علي القانون الدولي!.. لأن هدف الذين يحترمون القانون الدولي ما هو الا تقييد حركة الولايات المتحدة.
    وفي ضوء هذا التنكر لقواعد القانون الدولي أو الشرعية الدولية يتابع الكاتبان طروحات الإدارة الأمريكية التي يصفانها بانها جاءت بعد أحداث سبتمبر في تناقض سافر ومباشر مع المثل والمباديء التي كانت قد صاحبت ارتقاء أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية الي مكانة القوة العظمي انها طروحات من قبيل: اذا لم تكن معنا فانت مع الارهابيين أو من قبيل نحن نعتمد استراتيجية الضربة الاستباقية أو الضربة الاجهاضية أو الضربة الانفرادية، من جانب واحد.
    وكلها.. كلها جاءت لتحل- كما يلاحظ الباحثان- محل مذاهب الاحتواء أو حتي الردع التي طالما اسهمت في حفظ السلام طوال فترات الخطر النووي والحرب الباردة والمنافسة الشرسة بين الشرق السوفيتي والغربي الاوروبي- الأمريكى.
    من هنا يخلص البروفيسور تكر وزميله البروفيسور هندرسون الي نتيجة تنعي علي الولايات المتحدة -بنص كلماتهما- انها انحدرت إلي طريق أصبح فيه استخدام القوة ملمحا مزمنا من ملامح سياستها الخارجية وهو أمر أدي في رأيهما ايضا إلي اضعاف الأمن القومي الأمريكي بدلا من دعمه وتعزيزه.. أين هذا الوضع من الأيام الخوالي بعد الحربين العالميتين الأولي والثانية حين كانت أمريكا- كما يضيف الباحثان- تبدو أملا يرتجي بالنسبة لعالم ذلك الزمان!

    العراق
    و سكة الندامة
    واذن، فلاعجب ان تنشر فورين أفيرز ايضا عدد نوفمبر/ديسمبر 2004 مساجلة فكرية تختار بعنوانها سؤالا يمكن ترجمته علي النحو التالي:
    - هل أصبح العراق هو سكة الندامة أو مشوار الخسارة؟ لا يعود منه المرء سوي بخفي حنين
    وربما جاءت مثل هذه التساؤلات تمهيدا لاحدث دراسة نشرتها في الموضوع هي تلك التي المحنا اليها عن أن العراق حرب لا سبيل إلي الفوز فيها.
    كانت الدراسة الأحدث، المنتمية كما اسلفنا إلي مؤسسة راند يسهل موضوعه قائلا ان عملية الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي أدت إلي تأجيل الحوار القومي الجاد المسئول بشأن تطورات الأمور في العراق، وما اذا كانت واشنطون قد دفعت بقواتها البشرية وبموارد وعناصر مجهودها الحربي إلي حيث تخوض - بكلمات صاحب الدراسة - في بوادي صحراء من الرمال الناعمة الخادعة التي تسوخ فيها الاقدام، أو في اغوار مستنقع من مياه الاحراش والأدغال.. والمعني انه مكتوب عليها في الحالتين أما ان تغوص إلي حد الاختناق في رمال الصحراء أو الي حد الاسفكسيا غرقا في مياه المستنقع.
    الكاتب الأمريكي يستخدم للمعني الأخير كلمة كواغماير وهي مصطلح يثير مواجع تاريخية في البنية النفسية الأمريكية من ايام ورطة فيتنام.

    خيارات
    صعبة امام بوش
    وعليه يؤكد الاستاذ جيمس دوبنز علي انه لم يبق أمام واشنطون سو
    ى واحد من خيارين بغير ثالث وهما:
    إما أن تبقي في العراق فلا يؤدي ذلك سوي إلي اتساع نطاق المقاومة ضدها ومزيد من شراستها حرفيا: زيادة وحشيتها وإما ان تخرج من العراق وقد يؤدي ذلك إلي حرب اهلية وانهيار ودمار واسع النطاق ويخلص من ذلك إلي أن يقول:
    - يبدو أن الرئيس بوش قد بقي امامه أن يختار بين ان يزيد الامور سوءاً ببطء.. أو يزيدها سوءاً بسرعة.
    ثم يضيف مسئول راند قائلا:
    - من هنا فالحكمة مطلوبة واولي خطوات الحكمة هي التسليم بان الحرب الدائرة في العراق لايمكن للولايات المتحدة أن تكسبها.. ذلك لان واشنطون خسرت ثقة العراقيين ورضاءهم ومن المستبعد أن تكسب هذا الرضا أو تستعيد تلك الثقة.. وقد جاء ذلك نتيجة خطأ الحسابات منذ البداية فضلا عن سوء التخطيط وقصور الاستعدادات..

    ** ماذا لو استمر الوضع علي ماهو عليه الآن؟
    - يجيب
    مقال فورين أفيرز في الدراسة المنشورة:
    - في هذه الحالة تستمر المقاومة المحلية كرد فعل لاستمرار العمليات العسكرية الأمريكية
    تلك إذن هي سياسة الخروج أو المغادرة إكزت بوليسي كما يقول المصطلح الانجليزي الذي يفيد ايضا معني البحث عن المخرج والنجاة. وهي سياسة يراها المفكر الامريكي بحاجة إلي مراجعة السلوك السياسي الامريكي عبر المراحل القريبة الماضية. وفي هذا السياق يقول:
    ان استنقاذ الولايات المتحدة من الصراع الباهظ التكاليف في العراق، وإنهاء موجات التمرد هناك بما يترك المجال امام نظام عراقي نيابي قادر علي أمن البلد وحماية سكانه- أمر لا يمكن تحقيقه بغير تأييد الشعب العراقي نفسه وبدون تعاون من جانب جيران العراق.. والمشكلة أن الحملات التي تقودها واشنطون ضد الارهاب ومن أجل الديمقراطية- هذه الحملات شوهتها في أعين اهل العراق علاقتها بمبدأ الضربات الإجهاضية والهجوم الاستباقي والمبادرة الانفرادية، الي ضرب الخصوم، ناهيك عن تطبيق هذا المبدأ سواء في العراق المحتل أو في فلسطين المحتلة نص مقال فورين أفيرز
    ماذا يتعين علي إدارة بوش الجديدة.. أو المجددة أن تصنع إزاء هذه الورطة التي غاصت خلالها اقدام أمريكا في الرمال المتحركة أو في مياه الأهوار الخادعة من أرض العراق؟ يجيب صاحب المقال الذي نحيل اليه في هذا السياق..
    فيقول:
    - علي ادارة بوش أن تؤكد من جديد أهمية السلام والاستقرار ومبدأ السياسة في العراق ووحدة أراضيه.
    - عليها أن تعلن التزام الولايات المتحدة بانسحاب عسكري كامل من العراق فور أن يتأمن لحكومة عراقية استقرار مقاليد المسئولية في يدها.
    - عليها أن تشن حملة مركزة لمكافحة حالات التمرد بحيث تشدد علي تعزيز الامن العام وتؤازر جهود الحكومة العراقية في استمالة عناصر المقاومة إلي صفوف المسار السياسي العام.
    - عليها أن تعاود من جديد تصدر جهود التوسط والتنسيق للتوصل إلي اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي كل حال:
    يلاحظ المراقب السياسي أن الفكر الذي تتبناه مؤسسة راند بكل نفوذها في عملية صنع القرارات ورسم معالم الاستراتيجيات في الولايات المتحدة- هذا الفكر علي نحو ما عبرت عنه كلمات البروفيسور جيمس دوبنز ما برحت تلح عليه وساوس وهواجس لا تفارقه بالليل أو بالنهار.
    انها هواجس الانسحاب..خروج قوات أمريكا من أرض العراق.. أو فلنقل انقاذ واشنطون من ورطة رهيبة اسمها احتلال العراق.



    وصفة
    فاشلة للانقاذ
    من منطلق هذا الهاجس المزمن يختم دوبنز مقاله بعبارات تقول:
    - علي أمريكا أن تتخذ من الترتيبات ما يكفل اشراك جميع جيران العراق، وجميع حلفاء أمريكا عبر المحيط الاطلسي يقصد الاتحاد الاوروبي في تحقيق هدف استقرار العراق من خلال تعاونهم الفعال.. وبهذا تتوافر الشروط وتتهيأ الظروف التي تكفل تخفيف عبء الاستنزاف التي تنوء به واشنطون ومن ثم تحقيق الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من هناك.
    ولقد عمدنا الي استخدام مصطلح هاجس الاستنزاف وهاجس الانسحاب لوصف ما آلت اليه الاحوال.. كيف لا وقد عمدت فورين أفيرز- في نفس العدد الذي نرجع اليه- الي نشر مقالة أخري في نفس الموضوع وبنفس الاتجاه لكاتب أخر هو ادوارد لوتواك ويعمل بدوره كبيرا للباحثين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطون العاصمة.
    والنغمة الاساسية التي تشيع في هذا المقال تكاد ترفع عقيرتها محذرة لتقول:
    - ان الانسحاب من العراق صار أمرا مطلوبا وشديد الالحاح. الآن.. الآن وليس غدا.
    وفي هذا السياق يختم ادوارد لوتواك مقاله بعبارات أشبه بالنذير يصوغها علي النحو التالي:
    - ان الولايات المتحدة تبدد امكاناتها العسكرية في العراق كما تضيع نفوذها الدبلوماسي وتهدر الأموال من خزائنها وكل ذلك من أجل هدف غير واقعي لا سبيل الي بلوغه لا من قريب ولا من بعيد..


    شبكة البصرة

    الخميس 9 ذي الحجة 1425 / 20 كانون الثاني2005
    المؤمن: قوة في لين ، وحزم في دين ، وإيمان في يقين ، وحرص على الحلم ، واقتصاد في نفقة ، وبذل في سعة ، وقناعة من فاقة ، وإعطاء في حق ، وبر في استقامة
Working...
X