Announcement

Collapse
No announcement yet.

مواجهة مفتوحة بين السعودية وصحيفة «الأخبار» اللبنانية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مواجهة مفتوحة بين السعودية وصحيفة «الأخبار» اللبنانية

    مواجهة مفتوحة بين السعودية وصحيفة «الأخبار» اللبنانية

    سفير المملكة كلف محامين بمقاضاتها و«حزب الله» اعتبره «تهديدا سافرا»


    بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: تحولت الحرب بالواسطة في اليمن بين السعودية وإيران إلى مواجهة مفتوحة بين السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري، وصحيفة «الأخبار» المقربة من حزب الله، التي دأبت على شن أعنف الهجمات غير المسبوقة على من سمتهم «أمراء آل سعود»، مستخدمة التوصيف ذاته الذي استخدمه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

    وتحت عنوان «كيف خسر تنابل آل سعود اليمن؟» كتب رئيس تحرير «الأخبار» إبراهيم الأمين «تنبل أو تنابل، هي المرادف الشعبي لكلمة كسول أو كسالى، لكن في العقل الجمعي الشعبي، عند العرب، هناك إضافة عندما يصل الحديث إلى أمراء آل سعود، وهي هؤلاء يقضون وقتهم يداعبون أصابع أقدامهم». وأضاف «السيد حسن مهذب، لكنه كسر الحرم الذي أنفقت عليه مملكة القهر عشرات مليارات الدولارات طوال العقود الماضية. حتى صار من الصعب أن تجد صحافيا واحدا يقول عنهم الأشياء كما هي».
    في المقابل، رد السفير السعودي على مقالات الجريدة وأعلن «أن هذه الصحيفة اعتادت على الترويج لأكاذيب واتهامات للمملكة وقياداتها، وجاء وقت لوقفها عند حدها». وأفيد أن السفارة السعودية كلفت فريقا قضائيا لمحاسبة ومقاضاة الصحيفة.

    من جهتها، اعتبرت إدارة صحيفة «الأخبار» ان «تصريحات السفير السعودي علي عواض عسيري تشكل تهديدا مباشرا يمس حياة العاملين في الجريدة، بالإضافة إلى كونه يمثل اعتداء سافرا على حرية التعبير في لبنان، وتجاوزا فاضحا للأعراف والقوانين»، وحملت الجريدة عسيري وحكومته «المسؤولية الكاملة عن أي نوع من الأذى المعنوي والمادي والجسدي تتعرض له، واحتفظت لنفسها بحق مقاضاته وملاحقته أمام كل الجهات القضائية والهيئات المعنية لبنانيا وعربيا ودوليا».

    وسأل ابراهيم الأمين «ما الذي تريد أن تفعله بعد يا سفير آل سعود؟»، متهما السعودية «بسياسة كم الأفواه وبالترغيب والترهيب بقصد وقف انتقاد حكومتكم وأفعالها في المنطقة». وانضم حزب الله إلى الحملة، فأعرب مسؤول العلاقات الإعلامية فيه محمد عفيف عن إدانة الحزب لتصريحات السفير السعودي بحق جريدة «الأخبار»، معتبرا أنها تمثل تهديدا سافرا ومباشرا للصحيفة ولحياة وسلامة العاملين فيها، واعتداء مباشرا على كرامة وحرية الصحافة في لبنان، فضلا عن أنها تمثل تدخلا فظا ومرفوضا في الشؤون الداخلية اللبنانية». وفي تصريح له، لفت عفيف إلى «أننا نعتبر أن الذنب الوحيد الذي ترتكبه جريدة «الأخبار» من وجهة نظر السعودية وحلفائها هو أنها تفضح وما تزال أهداف العدوان السعودي على اليمن الشقيق، وتكشف الأستار عن السياسة السعودية التي تعمل باستمرار على خلق الفتن وإثارة القلاقل في الوطن العربي والإسلامي طيلة تاريخها»، مؤكدا «أننا نرى أن من حق أي جهة اللجوء إلى القضاء اللبناني المختص لفض النزاعات والخلافات في إطار القانون بدل إطلاق التهديدات»، معربا عن «تضامننا الكامل مع الزميل إبراهيم الأمين وأسرة تحرير الجريدة والعاملين فيها».

    من جانبه أكد نائب حزب الله نواف الموسوي التضامن مع جريدة «الأخبار» التي كما قال «تعرضت لعدوان غاشم أيضا وكأن الهيمنة السعودية المطبقة على وسائل الإعلام العربية لا تكفي، حتى تمتد أيدي التهديد والتطاول إلى صوت لبناني حر، تهدده بالملاحقة أو الإقفال أو القضاء عليه تحت عبارة وضع حد له».

    في المقابل أكد عضو قوى 14 آذار الياس الزغبي لـ»القدس العربي» أن «حملة جريدة «الأخبار» هي حلقة متقدمة من الحملة الكبرى التي نسّقتها إيران مع جميع الأذرع التابعة لها وخصوصاً حزب الله في لبنان. لذلك فإن كل الوسائط الإعلامية والدعائية التي يملكها هذا الحزب تمّ توظيفها في حملة شعواء ضد المملكة العربية السعودية التي حققت انجازاً نوعياً في عملية «عاصفة الحزم» ولذلك نحن نتوقع كثيراً من هذه الحملات التي ليست سوى حملات مكشوفة ومفضوحة تكشف عن مدى الارتباك والضعف الذي يعتري الجبهة التي باتت معروفة بجبهة الممانعة والمقاومة، ودلائلها تتمدد من العراق إلى سوريا ولبنان. وفي لبنان هناك مؤشرات تراجع لكل أداء حزب الله سياسياً، ومن هذه المؤشرات شنّ حملات من هذا النوع. فعندما كان حزب الله قوياً بمعنى أنه يفرض سيطرته واتجاهاته على كل لبنان لم يكن يعير اهتماماً لمسائل التظاهر والتعبير والحريات وما إلى ذلك، فإذا بنا نراه يرفع دعوى ضد الصحافية نانسي فاخوري في صحيفة «الوطن» السعودية، ثم يحاول اليوم الظهور بمظهر المدافع عن الحريات والأقلام وغيرها، وكل ذلك ليس سوى تنفيذ دقيق ومباشر للأمر الصادر عن الولي الفقيه في إيران للتصدي للمملكة العربية السعودية والتحالف العربي».

    وعن تعليقه على تصوير صحيفة «الأخبار» كضحية قال الزغبي «المضحك المبكي أن رئيس تحرير «الأخبار» يشكو وكأنه يتعرض للتأديب فيما هو يمثّل الجهة التي هددت وقتلت الإعلاميين والصحافيين والسياسيين والقادة في 14 آذار، بينما لم يتعرض أحد بالسوء لأي إعلامي أو صحافي من قوى 8 آذار. وينطبق على هذا الواقع الكلمة الشهيرة التي قالها الأستاذ سعيد تقي الدين: يحاضرون في العفاف».
    وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

Working...
X