سياسة استفزاز الشعوب
لا تنفصل عملية تسريب صور صدام حسين شبه عارٍ عن عملية تسريب صور تعذيب المساجين في سجن ابوغريب, كما ان العمليتين لا تنفصلان عن تسريب اخبار تدنيس المصحف الشريف في سجون غوانتنامو من حيث آلية التفكير التي تقف وراء هذه العمليات والاهداف التي تستهدفها على الرغم من الفرق الكبير بينها من حيث بشاعة عملية تدنيس المصحف الشريف وما يشكله ذلك من انتهاك للمقدسات واستهانة بمشاعر المسلمين في انحاء الارض وتحد لكل القيم الاخلاقية التي تحكم السياسة الدولية وتشكل جوهر المعاهدات والمواثيق بين دول العالم.
واذا كان من غير المقنع تحميل الاعلام مسؤولية نشر تلك الصور او الاخبار ومن غير المقبول كذلك أخذ هذه الامور على انها تجاوزات اعلامية تمكنت من خلالها الصحف من اختراق المؤسسات الامنية والعسكرية وانتهكت قوانين النشر واعرافه, اذا كان ذلك كله غير مقنع وغير مقبول فإن الامر عندئذ لا يخرج عن كونه بللونات اختبار تطلقها مؤسسات قياس رد الفعل وتأثر الرأي العام والتي تمهد من خلال تحليل نتائجها لسياسات قادمة يمكن ادراجها في الخطط بعيدة المدى للقوى العالمية تجاه المنطقة.
واذا كان ذلك كذلك فإن ردة الفعل عندئذ ينبغي لها ان تكون مدروسة وواعية لا تعتمد على مجرد الاندفاع العاطفي والمتحمس للشعوب والتي عادة ما تنتهي الى انفلات امني يضر بالشعوب نفسها ولذلك فإن ردة الفعل ينبغي ان تتسم بالجدية في الوقت الذي تتسم فيه بالعقلانية وان نتجاوز في ذلك النظر الى المسألة على انها مجرد حوادث فردية او احداث معزولة وان ننظر اليها باعتبارها مؤشرات تستهدف قياس درجة ردة الشعوب حين يتم استفزازها بالمساس بمقدساتها كما حدث في تدنيس المصحف, او بمن تتوهم واشنطن انهم يقودون النضال ضدها كما حدث في صور صدام العارية.
فهل تتمكن شعوبنا من تفهم دور بللونات الاختبار هذه?
عكاظ 22/05/2005
لا تنفصل عملية تسريب صور صدام حسين شبه عارٍ عن عملية تسريب صور تعذيب المساجين في سجن ابوغريب, كما ان العمليتين لا تنفصلان عن تسريب اخبار تدنيس المصحف الشريف في سجون غوانتنامو من حيث آلية التفكير التي تقف وراء هذه العمليات والاهداف التي تستهدفها على الرغم من الفرق الكبير بينها من حيث بشاعة عملية تدنيس المصحف الشريف وما يشكله ذلك من انتهاك للمقدسات واستهانة بمشاعر المسلمين في انحاء الارض وتحد لكل القيم الاخلاقية التي تحكم السياسة الدولية وتشكل جوهر المعاهدات والمواثيق بين دول العالم.
واذا كان من غير المقنع تحميل الاعلام مسؤولية نشر تلك الصور او الاخبار ومن غير المقبول كذلك أخذ هذه الامور على انها تجاوزات اعلامية تمكنت من خلالها الصحف من اختراق المؤسسات الامنية والعسكرية وانتهكت قوانين النشر واعرافه, اذا كان ذلك كله غير مقنع وغير مقبول فإن الامر عندئذ لا يخرج عن كونه بللونات اختبار تطلقها مؤسسات قياس رد الفعل وتأثر الرأي العام والتي تمهد من خلال تحليل نتائجها لسياسات قادمة يمكن ادراجها في الخطط بعيدة المدى للقوى العالمية تجاه المنطقة.
واذا كان ذلك كذلك فإن ردة الفعل عندئذ ينبغي لها ان تكون مدروسة وواعية لا تعتمد على مجرد الاندفاع العاطفي والمتحمس للشعوب والتي عادة ما تنتهي الى انفلات امني يضر بالشعوب نفسها ولذلك فإن ردة الفعل ينبغي ان تتسم بالجدية في الوقت الذي تتسم فيه بالعقلانية وان نتجاوز في ذلك النظر الى المسألة على انها مجرد حوادث فردية او احداث معزولة وان ننظر اليها باعتبارها مؤشرات تستهدف قياس درجة ردة الشعوب حين يتم استفزازها بالمساس بمقدساتها كما حدث في تدنيس المصحف, او بمن تتوهم واشنطن انهم يقودون النضال ضدها كما حدث في صور صدام العارية.
فهل تتمكن شعوبنا من تفهم دور بللونات الاختبار هذه?
عكاظ 22/05/2005