الإسلاميون أمام اختبار شعاراتهم

Collapse
X
 
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مشرف عام
    مشرف عام
    • Nov 2004
    • 9419

    الإسلاميون أمام اختبار شعاراتهم

    الإسلاميون أمام اختبار شعاراتهم
    تاريخ النشر: السبت3/3/2012, تمام الساعة 06:43 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة

    تركي الرشيد:الإسلام السياسي أمام تحد كبير
    جمال خاشقوجي:الإخوان أكثر نضجا والسلفيون مبعثرون
    حسن الصفار:دخولهم السياسة سيصقل تجربتهم
    الرياض - عبد الحي شاهين :



    ينظر محللون سياسيون في السعودية إلى الصعود السياسي للإسلاميين في دول الربيع العربي باعتباره فرصة لكي تعيش التيارات الإسلامية على أرض الواقع وتختبر شعاراتها التي ظلت ترفعها لوقت طويل، متوقعين أن تسهم مشاركتهم في العمل السياسي إلى تغيرات كبيرة تدفع المتشددين منهم إلى الوسطية والواقعية والاعتراف بحقوق المواطنة وقيم الديمقراطية.


    ويذكر هؤلاء المحللون وهم نخبة من مشارب فكرية مختلفة بالمملكة على أن التيارات الإسلامية الآن أمام تحد واختبار حقيقي لأفكارها ورؤيتها وما إذا كانت ستنجح في إرساء نظام ديمقراطي يؤمن بالحرية للناس كلهم ويقيم العدل أم أن دورتهم في قيادة شعوبهم ستكون تكرارًا لمسالك الإخفاق التي سلكها كثيرون قبلهم؟.
    الباحث في شؤون الفكر والسياسة الدكتور تركي بن فيصل الرشيد شدد على ضرورة أن يعترف الإسلاميون بأن الإسلام السياسي أمام تحد كبير بعد خروج أتباعه من صورة الدعاة والمصلحين الاجتماعيين إلى دوائر الحكم والسلطة وصناعة القرار، فالناخبون يريدون أن يشاهدوا الإسلام السياسي وهو يلعب دورا أكبر في الحياة السياسية بعيدا عن الزعم بأنهم يحكمون باسم الله، فينزلون إلى واقع مجتمعاتهم يعالجون ما حل بها من دمار وتخريب على مدار عقود ماضية، وإن لم يفعلوا فقد تكون الثورة القادمة عليهم هم بعدما عرفت الجماهير طريق الشارع.


    ويرى الرشيد بأن أكبر تحد أمام الإسلاميين في دول الربيع العربي هو كيفية التوصل إلى توازن بين طموحاتهم الدينية والسعي نحو خطط وبرامج سياسية واقتصادية مقنعة لشعوبها.
    ويتفق المحلل السعودي مصطفى الحسن مع سابقه في أن الحركات الإسلامية الآن أمام اختبار حقيقي لأفكارها ورؤيتها وزاد قائلا "لقد طال زمن وعود الإسلاميين بالفردوس الأرضي، بالحياة العادلة والهنيئة، وهم يرفضون كثيرا من النماذج التي تُنسب إليهم، كنموذج حركة طالبان، وحكومة الإنقاذ في السودان، أما بعد الربيع العربي فهم أمام فرصة إثبات الوجود، بعد عقود من الانتظار، وهم أمام شعوب جربت وعرفت النزول إلى الشارع، وفهمت كيف تكون الثورة، وكيف تُسقط الأنظمة، لذلك لن تسمح بمستبد جديد، فإما أن يتحاكم إلى صناديق الاقتراع وإما أن يرحل.. إن صعود الإسلاميين هو فرصة حقيقية للشعوب العربية لاختبار ما لم يتم اختباره من قبل".


    الكاتب الصحفي جمال خاشقوجي يشير إلى ضرورة التفريق في العمل السياسي بين الإخوان والسلفيين، وقال مركزا حديثه عن مصر إن الإخوان المسلمين هناك أكثر نضجا ومارسوا العمل السياسي في البرلمان ولهم تجاربهم، وتركيزهم الآن منصب على كيفية تحقيق نهضة حقيقية وشاملة لمصر من خلال علاج مشكلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بينما السلفيون رؤيتهم تبدو مبعثرة، وربما سيتجهون إلى الاهتمام بإزالة الأضرحة ومعاهد الفنون كما تقول أطروحاتهم، وتوقع خاشقوجي أن تؤدي تجربة انخراط السلفيين في العمل السياسي إلى اندماج بعضهم في جماعة الإخوان المسلمين بينما قد يجنح البعض الآخر إلى التفرغ للعمل الدعوي.


    أما المفكر الاجتماعي الدكتور عوض القرني فيميل إلى أن التيارات الإسلامية ستقدم تجربة سياسية ناجحة معربا عن اعتقاده بأن هذه التيارات أدركت ضرورة انفتاحها وتغيرها باتجاه المطالبة بالحرية للجميع وضمانها لهم، مؤكدا على أن انفتاح الإسلاميين سيكون مفيدا للشعوب العربية ولتجربة الإسلام السياسي لتقدم ممارسة سياسية مختلفة عما كان سائدا في المنطقة العربية قبل الربيع العربي.


    الشيخ حسن الصفار أكد أيضا بأن التيارات الإسلامية الصاعدة لسدة الحكم بعد ثورات الربيع العربي تقف اليوم أمام تحد لشعاراتها وإصلاح الواقع السياسي والتنموي في بلادها، وذهب إلى أن الجميع الآن ينتظر كيفية استفادة الحركات الإسلامية من التجارب من حولها وتقديم بديل سياسي ناجح يمكن أن يقودها مرة ثانية إلى اكتساح صناديق الانتخابات.
    وأكد الشيخ الصفار وهو رمز شيعي أن دخول الحركات الإسلامية حتى التقليدية منها في معترك السياسة سيصقل تجربتهم، وينمّي قدراتهم وكفاءاتهم السياسية.

    واعتبر أن هناك ملامح نضج في هذه الحركات، تتجلى في القبول بالديمقراطية، والاعتراف بالآخر، وأخذ الواقع بعين الاعتبار "أي ما يعرف بفقه الواقع" وليس الفقه الموروث.
    وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

Working...