الزواج ... بين الإسلام والتقاليد
محمود محمد كلزي - الخفجي - الحياة
لقد حض الاسلام على الزواج وجعله الركيزة الاساسية التي تبنى عليها الاسرة السعيدة، لأن الله تعالى جعل الزوجين من نفس واحدة لا يكتمل أحدهما الا بالآخر، ولا تستمر الحياة الا بذلك التلاقح الذي يبث في الكون الرجال والنساء، ليعمروا الأرض منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة.
قال الله تعالى في سورة «النساء»: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيباً).
وقد جعل الله تعالى المودة والرحمة الجناحين اللذين يحلق بهما المرء في اجواء السعادة بقوله: (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
وقد أكد القرآن الكريم في كثير من آياته على أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس من نفس واحدة وقد جعل منها زوجها ليسكن اليها ولتمتد الحياة بالبنين والحفدة، فقد جاء في محكم تنزيله: «هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها».
كما قال عز من قائل: «والله جعل لكم من انفسكم ازواجاً وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون».
وقد أهاب النبي «صلى الله عليه وسلم» بالشباب أن يعجلوا بالزواج خوفاً من ان تهدر طاقاتهم في طرق لا يرضاها الله ورسوله، وقد حصنهم بالزواج كما حصنهم بالصوم عندما تخفق امكاناتهم، وقد جعل الزواج والصوم تلك العبادة السامية يتعاضدان في وقاية الشباب من الانغماس في الملذات المحرمة بقوله: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فاإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء». فكان ذلك تصعيداً لطاقاتهم الجنسية وتوجيهها الوجهة السليمة.
لذلك ربط الرسول الكريم الزواج بالدين وجعله شطراً منه لا يتم الا به بقوله: «من تزوج ملك شطر دينه، فليتق الله في الشطر الآخر».
وقد اختلفت نظرة الناس في عصرنا الذي غرق في حمى المادة والفضائيات بعيداً عن الروح، فأصبح الشاب يعتبر ان الزواج الموفق هو الذي تكلله الميزات الثلاث «الجمال والجاه والثروة»، وهي مقاييس قد تحقق السعادة ولو الى حين، فالجمال يذبل، والجاه قد يزول، والثروة قد تتبدد. لذا حضنا الرسول الأعظم وبشدة على تزويج من نرضى بدينه وخلقه من دون النظر الى اعتبار آخر بقوله: «اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة وفساداً كبيرا». ويا له من فساد أصبحنا نحصده حسرات وغصات يتجرعها شبابنا من خلال المظاهر الزائفة التي اندفع خلفها الناس من دون وعي أو بصيرة.
أشد ما يؤرق الشباب أن الحياة العصرية تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم بعد أن كانت بالأمس أكثر بساطة وعفوية، فقد تغير شكل الحياة وما تتطلبه من تبعات ارضاء لمن اختارها شريكة له في الحياة وارضاء لرغبات والديها وما ينشدانه من حب الظهور والمباهاة والتفاخر، ما يجعل الشاب ازاءه عاجزاً عن القيام بهذا العبء الثقيل الذي تفرضه تلك العادات، وما يزيد في تكاليف الزواج ما يفرضه ذوو العروسين باقامة حفلات العرس التي لا تروق لهم الا بالبذخ والتبذير من دون أي داعٍ سوى المباهاة والزهو والمرح الذي نهانا عنه ديننا الحنيف. فبعد أن كانت الأعراس مظهراً من مظاهر المشاركة والحب الصادق وعدم الكلفة التي كان الرسول الأعظم مثالاً يحتذى به في تزويج بناته، خصوصاً فاطمة حين زفها للامام علي رضي الله عنه، حيث لم يطلب من ازواج بناته سوى الوليمة على قدر الحال للاشهار والاعلان عن هذا الزواج.
فالواجب على الشباب من الجنسين محاربة تلك الحفلات الباذخة والتي أنشئت لها دور وصالات تهدر فيها الأموال والمروءات والاخلاق باشراك مطربين ومطربات وراقصات في ليلة من المفروض ان تباركها الملائكة فاصبحت تدنسها شياطين الانس والجان.
ان المغالاة في المهور هي من الأسباب التي جعلت شبابنا يعزفون عن الزواج، تلك المغالاة التي أصبحت سمة وشرفاً يتذرع به أهل العروس بحجة ضمان مستقبل بناتهم، وما كان في يوم من الأيام الا سبباً في بوارهن حتى يصلن سن العنوسة والقضاء على أية فرصة تلوح في الأفق للحصول على الزوج المنشود ولو بأبخس المهور، وما أعظم رسولنا العظيم حين جرد هذه الرابطة من الذهب والفضة بقوله: «التمس ولو خاتماً من حديد».
ان الشريعة الاسلامية لا تبيح الزواج بالاكراه، إذ لا يصح الزواج من دون رضاء المخطوبة، فقد جاء في صحيح البخاري عن أبي سلمة ان أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنكح البكر حتى تستأذن. قالوا يا رسول الله كيف إذنها، قال: أن تسكت».
فالمرأة إذا أجبرت على قبول زوج من دون رضائها كان الزواج باطلاً، أما إذا كان الزوج مجبراً على الزواج فلا يستتبع ذلك بطلان الزواج، لأنه يستطيع في أي وقت من الأوقات أن يتحلل من رباط الزوجية بالطلاق.
محمود محمد كلزي - الخفجي - الحياة
لقد حض الاسلام على الزواج وجعله الركيزة الاساسية التي تبنى عليها الاسرة السعيدة، لأن الله تعالى جعل الزوجين من نفس واحدة لا يكتمل أحدهما الا بالآخر، ولا تستمر الحياة الا بذلك التلاقح الذي يبث في الكون الرجال والنساء، ليعمروا الأرض منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة.
قال الله تعالى في سورة «النساء»: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيباً).
وقد جعل الله تعالى المودة والرحمة الجناحين اللذين يحلق بهما المرء في اجواء السعادة بقوله: (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
وقد أكد القرآن الكريم في كثير من آياته على أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس من نفس واحدة وقد جعل منها زوجها ليسكن اليها ولتمتد الحياة بالبنين والحفدة، فقد جاء في محكم تنزيله: «هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها».
كما قال عز من قائل: «والله جعل لكم من انفسكم ازواجاً وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون».
وقد أهاب النبي «صلى الله عليه وسلم» بالشباب أن يعجلوا بالزواج خوفاً من ان تهدر طاقاتهم في طرق لا يرضاها الله ورسوله، وقد حصنهم بالزواج كما حصنهم بالصوم عندما تخفق امكاناتهم، وقد جعل الزواج والصوم تلك العبادة السامية يتعاضدان في وقاية الشباب من الانغماس في الملذات المحرمة بقوله: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فاإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء». فكان ذلك تصعيداً لطاقاتهم الجنسية وتوجيهها الوجهة السليمة.
لذلك ربط الرسول الكريم الزواج بالدين وجعله شطراً منه لا يتم الا به بقوله: «من تزوج ملك شطر دينه، فليتق الله في الشطر الآخر».
وقد اختلفت نظرة الناس في عصرنا الذي غرق في حمى المادة والفضائيات بعيداً عن الروح، فأصبح الشاب يعتبر ان الزواج الموفق هو الذي تكلله الميزات الثلاث «الجمال والجاه والثروة»، وهي مقاييس قد تحقق السعادة ولو الى حين، فالجمال يذبل، والجاه قد يزول، والثروة قد تتبدد. لذا حضنا الرسول الأعظم وبشدة على تزويج من نرضى بدينه وخلقه من دون النظر الى اعتبار آخر بقوله: «اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة وفساداً كبيرا». ويا له من فساد أصبحنا نحصده حسرات وغصات يتجرعها شبابنا من خلال المظاهر الزائفة التي اندفع خلفها الناس من دون وعي أو بصيرة.
أشد ما يؤرق الشباب أن الحياة العصرية تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم بعد أن كانت بالأمس أكثر بساطة وعفوية، فقد تغير شكل الحياة وما تتطلبه من تبعات ارضاء لمن اختارها شريكة له في الحياة وارضاء لرغبات والديها وما ينشدانه من حب الظهور والمباهاة والتفاخر، ما يجعل الشاب ازاءه عاجزاً عن القيام بهذا العبء الثقيل الذي تفرضه تلك العادات، وما يزيد في تكاليف الزواج ما يفرضه ذوو العروسين باقامة حفلات العرس التي لا تروق لهم الا بالبذخ والتبذير من دون أي داعٍ سوى المباهاة والزهو والمرح الذي نهانا عنه ديننا الحنيف. فبعد أن كانت الأعراس مظهراً من مظاهر المشاركة والحب الصادق وعدم الكلفة التي كان الرسول الأعظم مثالاً يحتذى به في تزويج بناته، خصوصاً فاطمة حين زفها للامام علي رضي الله عنه، حيث لم يطلب من ازواج بناته سوى الوليمة على قدر الحال للاشهار والاعلان عن هذا الزواج.
فالواجب على الشباب من الجنسين محاربة تلك الحفلات الباذخة والتي أنشئت لها دور وصالات تهدر فيها الأموال والمروءات والاخلاق باشراك مطربين ومطربات وراقصات في ليلة من المفروض ان تباركها الملائكة فاصبحت تدنسها شياطين الانس والجان.
ان المغالاة في المهور هي من الأسباب التي جعلت شبابنا يعزفون عن الزواج، تلك المغالاة التي أصبحت سمة وشرفاً يتذرع به أهل العروس بحجة ضمان مستقبل بناتهم، وما كان في يوم من الأيام الا سبباً في بوارهن حتى يصلن سن العنوسة والقضاء على أية فرصة تلوح في الأفق للحصول على الزوج المنشود ولو بأبخس المهور، وما أعظم رسولنا العظيم حين جرد هذه الرابطة من الذهب والفضة بقوله: «التمس ولو خاتماً من حديد».
ان الشريعة الاسلامية لا تبيح الزواج بالاكراه، إذ لا يصح الزواج من دون رضاء المخطوبة، فقد جاء في صحيح البخاري عن أبي سلمة ان أبا هريرة حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنكح البكر حتى تستأذن. قالوا يا رسول الله كيف إذنها، قال: أن تسكت».
فالمرأة إذا أجبرت على قبول زوج من دون رضائها كان الزواج باطلاً، أما إذا كان الزوج مجبراً على الزواج فلا يستتبع ذلك بطلان الزواج، لأنه يستطيع في أي وقت من الأوقات أن يتحلل من رباط الزوجية بالطلاق.