Tweet
التأمين عند مشاهير الرياضة السعوديين!
الاقتصادية
د.فهد بن حمود العنزي
حينما كنت أرأس تحرير إحدى المطبوعات المتخصصة في التأمين اقترح عليّ أحد الصحفيين العاملين في المطبوعة مشروع تحقيق صحافي عن التأمين ودوره في خدمة مشاهير الرياضة السعوديين، وكان التأمين حينها لم يدخل في قاموس ثقافة المواطن بشكل يشجعنا كصحافيين أن نستضيف مشاهير الرياضة عندنا ليتحدثوا عن دور التأمين بالنسبة لهم.
كان التأمين على الرخصة هو النوع الوحيد المعروف الذي تتم ممارسته في السوق السعودية للتأمين ويمس المواطنين بشكل مباشر، ومع ذلك فلم أشأ أن أقتل حماس هذا الصحافي المجتهد في سبر أغوار هذا الموضوع وشجعته على الفكرة واجتهدت معه في عمل محاور غنية وشاملة للقاء المرتقب مع أحد مشاهيرنا في الرياضة، وطلبت منه أن يشرع في الاتصال بأحد لاعبينا المشهورين في هذا المجال، فأخذ الزميل أوراقه وغادر ليقوم بعمل الاتصالات الصحافية اللازمة، وبعد وقت قصير عاد إلي هذا الصحافي مملوءا بالإحباط، فسألته عن سر إحباطه فذكر لي أنه اتصل بأحد لاعبي كرة القدم في أحد الأندية المشهورة وطلب منه عمل لقاء حول هذا الموضوع إلا أن اللاعب المعني أبدى استغراباً واضحاً من هذا التحقيق وسأل الصحافي عن المقصود بالتأمين وماهيته وقد حاول هذا الصحافي حينها أن يعطيه فكرة عن التأمين ودوره بالنسبة للمشاهير من أهل الفن والرياضة، وقال لي هذا الصحافي: (حاولت أن أقرب له الصورة أكثر وأكثر فذكرت له أنه يوجد لدينا في السعودية أحد أهم أنواع التأمين حينها وهو (التأمين على الرخصة) وسأل اللاعب إن كان يعرف مثل هذا النوع من التأمين إلا أن إجابة اللاعب كانت غير متوقعة، حيث قال: إن اللاعب صرخ في وجهه من خلال هاتفه الجوال قائلاً: (وهل تعتقدون أنني سيارة حتى أقوم بالتأمين على نفسي .. وأقفل الخط). وحاول هذا الصحافي تكرار الاتصال معه مرة أخرى إلا أنه لم يجد إجابة من هذا اللاعب.
وينبغي أن نعلم أن السر في أن معدل إحباط هذا الصحافي كان عالياً بسبب أنه كان معجبا جداً بأداء هذا اللاعب وبفنه المميز داخل المستطيل الأخضر إلا أن هذا اللاعب لم يكن موفقاً في التعبير عن عدم معرفته بالتأمين بشكل أكثر دبلوماسية، ولذلك كان إحباط زميلنا الصحافي مضاعفاًً.
بعدها اضطر هذا الزميل أن يطلب مني تحويل مسار التحقيق الصحافي نحو الوطن العربي الكبير وعمل تحقيق مع مشاهير الرياضة العرب، إلا أنني اقترحت عليه أن يتجه نحو مشاهير العالم من الرياضيين أمثال رونالدو وزيدان وغيرهما ممن يتربعون على عرش الرياضة في العالم، وبالفعل لم يمر وقت طويل حتى جاء هذا الصحافي بمعلومات غنية ووفيرة وأتى كذلك بأرقام فلكية عن قيمة عقود التأمين الخاصة بهؤلاء اللاعبين ثم قام بعمل تحقيق صحافي موسع حول أهمية التأمين على هؤلاء المشاهير والمجالات والمخاطر التي تغطيها عقود التأمين الخاصة بهم وعمَلَ مقارنات جميلة بين فئات المشاهير من أهل الفن والرياضة وأسباب اختلاف المخاطر تبعا لطبيعة مجال عمل كل فئة.
بعدها طلبت من هذا الصحافي أن يقوم بتوزيع أعداد مجانية على بعض مسؤولي الأندية الرياضية لدينا وكذلك بعض مشاهير الرياضة السعوديين حتى تكون لديهم فكرة عن التأمين وفوائده في مجال الرياضة، وبذلك أصبح لدينا انتصاراً لهذا الزميل الصحافي الذي تلقى صدمة غير عادية عن مستوى ثقافة التأمين لدى مشاهيرنا من لاعبي كرة القدم السعوديين.