ناسا تعد لإطلاق مركبة "الفجر" لدراسة نشوء المجرة
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، أنها حددت فجر الخميس المقبل موعداً لإطلاق مركبتها الفضائية الفريدة من نوعها "فجر،" والتي ستخصص لدراسة أسرار نشوء المجرة عبر رحلة تمتد لأكثر من ثماني سنوات، تعبر خلالها المركبة أكبر من ثلاثة مليارات ميل في الفضاء.
وتظهر تقارير الأرصاد الجوية أن التاريخ المحدد لإطلاق المركبة قد يشهد هطول بعض الأمطار، غير أن ذلك لم يدفع "ناسا" حتى الساعة إلى إعلان تأجيل الرحلة.
وكانت الوكالة الأمريكية قد أجلت عملية إطلاق كانت مقررة للمركبة في السابع من يوليو/تموز الماضي، وذلك بعد سلسلة تعقيدات طبيعية وتقنية.
وقد انشغلت فرق عمل "ناسا" بعد ذلك بالإعداد لعملية إطلاق عربة المريخ الجديدة "فينكس" مما آخر إعادة إطلاق "الفجر" حتى غادر "فينيكس" بنجاح في أغسطس/آب الماضي.
وفي هذا السياق، قال كيار باتيل، مدير برنامج ناسا في كاليفورنيا، ممازحاً: "يمكن لسكان جزر الباهامس الخميس أن يتابعوا انبلاج الفجر من الغرب هذه المرة،" في إشارة إلى الضوء الذي ستتركه عملية إطلاق المركبة.
ويتمثل هدف رحلة "الفجر" في الوصول إلى كويكبين هما "فيستا" و"سيريس،" بين المريخ والمشتري، بهدف دراستهما، إذ يعتقد العلماء أن ذلك سيفيد في عملية تحديد تاريخ نشوء المجرة.
وتمتلك المركبة ثلاثة أجهزة علمية تساعدها على أداء مهمتها وهي أداة قياس الطيف بالأشعة تحت الحمراء، وكاشف لأشعة غاما وآخر للنيوترونات.
وكانت الرحلات المشابهة مستحيلة حتى الأمس القريب بسبب المسافة الهائلة التي تفصل تلك الكويكبات عن الأرض، لكن ذلك بات متاحاً اليوم بفضل محرك الأيون الذي طوره العلماء.
وقدرت وكالة الفضاء الأمريكية تكلفة رحلة "الفجر" بزهاء 357 مليون دولار وذلك دون احتساب تكلفة الصاروخ الذي سيطلق المركبة والذي رفضت "ناسا" الكشف عن قيمته.
وكانت العواصف الرعدية قد منعت عملية إطلاق سابقة للمركبة في يوليو/تموز الماضي، حيث قالت "ناسا" إنها تخشى حصول عواصف رعدية قد تعيق عمليات تزويد المركبة بالوقود.
وترافق ذلك مع تقارير حول وجود أعطال في طائرات المراقبة التي ستواكب إقلاع المركبة، إلى جانب تأخر سفن المراقبة البحرية في التمركز ضمن النقاط المحددة لها.
وتملك الناسا، وفقاً للرزنامة الفلكية التي تم بموجبها جدولة الرحلة، فرصة تاريخية لدراسة "فيستا" و"سيريس" لن تكرر قبل 15 عاماً قادمة وذلك بسبب مسار دورانهما.