سد الصين "العظيم" يثير مخاوف من كوارث بيئية
حذر علماء ونشطاء بيئيون من أن مشروع سد "ثري جورجس"، الذي انتهت السلطات الصينية من إنشائه على نهر "يانغتسي"، قد يؤدي إلى تأثيرات "كارثية" شديدة الخطورة على النظم البيئية والموارد الطبيعية وسكان المنطقة المحيطة بهذا المشروع "المثير للجدل."
وفي ختام منتدى حواري عُقد بمدينة "ووهان" في وسط شرقي الصين، استمر لمدة يومين، خُصص لبحث الآثار المحتملة للمشروع، الذي يُعد الأكبر في العالم، قال المشاركون إن التأثيرات قد تشمل حدوث المزيد من كوارث الانهيارات الأرضية، بالإضافة إلى تزايد معدلات تلوث المياه والهواء بالمنطقة.
وقالت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن المشاركين في المنتدى اتفقوا على أن سد "ثري جورجس" ستكون له "انعكاسات خطيرة" على منطقة الخزان خلف السد، والتي تمتد سواحلها لأكثر من 600 كيلومتر (475 ميلاً) في شرقي وسط الصين.
ويوصف سد "ثري جورجس" بأنه أكبر مشروع إنشائي في العالم، ويتوقع أن تبلغ الطاقة الكهربائية المتولدة منه حوالي 22 ألف ميغاواط.
وبدأت الأعمال الإنشائية للمشروع في العام 1994 واستمرت لنحو 12 عاماً، إلى أن تم الانتهاء منها في العام 2006، ولكن ليس من المتوقع أن يتم تشغيل المشروع بكامل طاقته قبل العام 2009.
وتسبب هذا المشروع في نزوح أكثر من مليون و200 ألف شخص من منازلهم، في حوالي ألف و400 مدينة، فيما تجاوزت تكلفة إنشائه 22.5 مليار دولار.
وجاء في تقرير صدر بنهاية المنتدى: "بينما يعمل السد كحاجز أمام الفيضانات الموسمية، فإنه يهدد المناطق الأكثر انخفاضاً على نهر يانغتسي بالغرق، كما أن الطاقة الكهربائية المتولدة عنه سوف تؤدي إلى زيادة معدلات انبعاث الغازات الكربونية في هواء المنطقة، بأكثر من مائة طن."
وحذر التقرير السلطات الصينية من أنه إذا لم يتم اتخاذ "إجراءات وقائية ملائمة"، فإن المشروع قد يتسبب في حدوث "كارثة طبيعية خطيرة."
ونقلت شينخوا عن مسؤول صيني يدعى تان كيوي، وهو عمدة سابق لمدينة "تشونغكينغ"، القريبة من موقع خزان السد، أن المياه تسببت في حدوث انهيارات أرضية في حوالي 91 منطقة حول الخزان، بالإضافة إلى انهيار مسافة تمتد لنحو 36 كيلومتراً (25 ميلاً) على ساحل الخزان.