بعث نجاح تجربة زرع خلايا منشأ في مستشفى برتغالي الأمل في نفوس آلاف الاشخاص الذين اصيبوا بالشلل اثر تعرضهم لحادث في أن يستعيدوا يوما القدرة على السير من جديد.
وتتمثل الطريقة في اقتطاع انسجة من غشاء الانف الغني بخلايا المنشأ البالغة وزرع هذه الخلايا في المكان المصاب في النخاع الشوكي. وتملك خلايا المنشأ القدرة على التحول الى خلايا وأنسجة أخرى، ولا سيما الى خلايا عصبية تحل محل تلك التي اتلفها الحادث.
وقال الدكتور كارلوس ليما (49 سنة) رئيس الفريق الطبي الذي اجرى هذه الابحاث في مكتبه في مستشفى ايغاس مونيز في لشبونة ان "الطبيعة تقوم بكل العمل تقريبا. انه اسلوب بسيط وطبيعي للغاية".
واظهرت التجارب الاولى نتائج واعدة. فقد اجرى الفريق الجراحي 41 عملية تستغرق ست ساعات منذ تموز/يوليو 2001. ولم تحصل للذين اجريت لهم اي التهابات او حالات وفاة، ويقولون جميعا انهم استعادوا بعض الاحساس منذ العملية. والان اصبح نحو 10في المئة من هؤلاء قادرين على السير بعكاز.
ويتوقع ليما ان تكون امرأة من تكساس جاءت الى لشبونة للعلاج قادرة تماما على السير من جديد هذه السنة.
وقال في هذا الصدد: "انه احساس رائع عندما نرى حصول شيء كان من شبه المستحيل حصوله قبل ذلك". لكنه شدد على ان نجاح العملية يتوقف الى حد كبير على علاج فيزيائي مكثف لنحو سنتين من اجل اعادة تدريب العضلات التي اصابها الضمور لسنوات.
ولا يعلم ليما ما اذا كان التقدم سيكون دائما بعد الجراحة الا انه يزداد ثقة بذلك مع عدم تسجيل اي تراجع.
وقد اثارت هذه العملية الاهتمام في جميع انحاء العالم، فمن ايسلندا الى ايطاليا جاء العديد من المصابين بالشلل الى العاصمة البرتغالية لتجرى لهم الجراحة. من هؤلاء الشابة ايمي فويلز (20 عاماً) والتي جاءت من الولايات المتحدة في كانون الثاني الماضي اثر سماعها عن هذه الجراحة وكلها امل في استعادة القدرة على السير بعدما اصيبت بشلل نصفي اثر تعرضها لحادث في تشرين الثاني 2002.
ومنذ اجراء الجراحة تقول ايمي انها تشعر بحالات تنميل في ساقيها تزداد عندما تحاول تحريك اصابع القدمين او الساق. وقد بلغت النفقات الطبية ونفقات الرحلة التي تحملتها اسرتها نحو 38 الف أورو. وتستعد ايمي للخضوع لتدريبات اعادة تأهيل مكثفة لمدة سنتين تنوي على اثرها استكمال دراستها الثانوية حالمة بالزواج وتكوين أسرة "لكن ليس على مقعد متحرك" كما كتبت في بريد الكتروني ارسلته من منزلها في الكادير في ولاية ايوا الاميركية. واضافت: "بعد العملية شعرت فعلا بتحسن. لقد قمت بمجازفة لا يتاح للكثيرين القيام بها وآمل ان تكون نتيجتها جيدة".
ولا يصلح لهذا العلاج سوى الذين تقل اعمارهم عن 35 عاما واصيبوا بالشلل منذ اقل من ست سنوات. الا ان كارلوس ليما ينوي تطوير التقنية حتى يتمكن الاشخاص المصابون بالشلل منذ فترة اطول من الإفادة منها.
واوضح ان زرع خلايا المنشأ سيطبق في دول اخرى حيث من المقرر ان يبدأ مستشفى كولومبي وآخر نيوزيلندي اجراء هذه الجراحة هذه السنة.
وقال طبيب الاعصاب الذي تلقى تعليمه في الجامعة الجديدة في لشبونة وامضى نحو عشرين سنة في تطوير هذه الطريقة في مستشفى ايغاس مونيز: "كنت اؤمن دائما بان الامر سينجح".
دانيال سيلفا (و ص ف)