علاج طبيعي للفصام
لا تزال الحكمة القديمة القائلة «العقل السليم في الجسم السليم» هي المقولة السائدة على الرغم من مرور أكثر من ألفي عام على رواجها وتثبت صحتها لدى الناس العاديين كما العلماء.
وتشير أحدث الدراسات إلى أن التدريبات البدنية والذهنية تقلل من تأثيرات الفصام. فقد قام باحثون من معهد هاورد فلوري بإنتاج سلالة من الفئران عليها أعراض شبيهة بأعراض فصام الشخصية عند البشر.
ونظرا لأن الأطباء طالما يجدون صعوبة في تشخيص مرض فصام الشخصية عند البشر، فلاحظوا أن تلك الحالة المرضية عند فئران مختبرات تمثل دائما تحديا بالنسبة لهم. لكن الفئران أظهرت ملامح استجابة لمنبهات ذات أصداء التي تشبه تلك العلامات التي تظهر على البشر المصابين بالتنكس النفسي مثل الفصام. وتم التأكد من فعالية هذا النموذج عندما استجابت الفئران بصورة جيدة لعقاقير طبية مضادة للتشوش الذهني.
واكتشف فريق الباحثين المكون من الدكتور أنتوني هانان والدكتورة كيتلين ماكاوميش والدكتورة إيما بوروز أن وضع عجلات تدور في أقفاص الفئران وخلق بيئة غنية بالأحاسيس والحركة أدت إلى تحسين تلك الأعراض. وأظهرت الفئران النشطة قدرة أعظم على التعلم والتذكر كما تحسنت قابلية تلك الفئران النشطة على معالجة معلومات معقدة فضلا عن الاستجابات بصورة طبيعية أكثر للمعلومات للوسائل الحسية التي وضعت في الأقفاص.
وللإيضاح أكثر فإن الفئران التي قامت بتدريبات جيدة لم تعد تتصرف بنشاط مفرط عندما تم نقلها إلى بيئة جديدة. وتصرفت أيضاً فئران برية بالطريقة ذاتها عندما وضعت في بيئة جديدة سواء كانت بيئتها السابقة مشحونة بالمنبهات أم لا.
كما أن تحسنا كاملا طرأ على ناقل كيماوي عصبي كان قد لحقت به تلفيات عند الفئران غير الطبيعية بعد أن منحت وسائل يمكن استخدامها لتدريبات رياضية بدنية.وبدا أن الناقل العصبي مشابه لتلك الناقلات العصبية التي لحقت بها أضرار عند الأشخاص المصابين بالفصام.
وقال الدكتور أنتوني هانان إن العلاج الدوائي قد لا يكون الحل الأوحد لعلاج مرض دماغي. إذ لا يزال المرضى بحاجة لمستويات عالية من النشاط البدني والذهني فضلا عن تناول وجبات غذائية صحية والحصول على وصفة دوائية مناسبة».
وأعرب فريق الأطباء عن الأمل أن تسهم النتائج التي توصلوا إليها في تطوير عقاقير جديدة. وقال الدكتور هانان «لاشك أن هناك فارقا بين الفئران والبشر ولذلك نحن بحاجة إلى تجارب سريرية على مستوى واسع لتحديد أكثر الأدوية فائدة للمشكلات ذات الصلة بالأمراض الدماغية». وينوي الفريق القيام بالمزيد من الدراسات حول إمكانية أن تكون التدريبات البدنية والذهنية مؤثرة على الكائن البشري مقارنة بتلك الدراسة التي أجريت على الفئران.
والجدير بالذكر أن الدكتور هانان كان أجرى في السابق دراسة اكتشف فيها أن الفئران المصابة بمرض هنتنجتون يمكن أن تستفيد عند إخضاعها لتدريبات.