السل الشرس المقاوم للعلاج.. هل يكون الوباء المقبل؟
لندن، إنجلترا (CNN) -- هناك اعتقاد سائد أن الدرن الرئوي (السل) من الأمراض المنقرضة، إلا أن الحقيقة المفزغة أبعد ما تكون عن ذلك، فالمرض يتحور ليعود مجدداً في شكل سلالة أكثر خطورة من قبل، لم يعرف لها علاج ناجع حتى اللحظة.
ومن أخطر السلالات الجديدة هي الدرن الرئوي الشرس المقاوم للعقاقير XDR-TB، الذي لا يتجاوب مع المضادات الحيوية - العلاج المتاح حالياً للمرض، مما يهدد بانتشاره كوباء.
وتقدر منظمة الصحة العالمية ظهور قرابة 40 ألف حالة إصابة جديدة بالسل الشرس كل عام.
ووصف الصحافي الأمريكي الحائز على عدد من الجوائز، جيمس ناشتوي، الذي أرخ بكتاباته وعدساته المآسي التي خلّفها XDR-TB أينما حل في دول العالم، قائلاً إنه "حيوان مفترس بالغ القساوة يتربص بطريدته بين الظلال."
وأضاف محذراً: "إذا لم يتم احتوائه.. فإن العاقبة وخيمة."
وغطى ناشتوي، وعلى مدى ثلاثين عاماً من عمله في حقل الصحافة، الأزمات الإنسانية حول العالم، وحاز على جائزة TED عام 2007.
وكرس أعماله لنشر التوعية حول هذه السلالة الفتاكة من السل، في ظل إحباطه من التقصير في نقل الصورة الكاملة للخطر الذي يمثله المرض على الصحة العالمية.
وطوع الصحفي كاميرته لنقل الحقيقة المفزعة للمرض الذي ينهش الدول النامية، إلا أنه شق طريقه كذلك إلى الدول الأخرى.
ويقول خبراء الصحة إن السل، في حد ذاته، مرض قابل للعلاج، إلا أن سوء استخدام العقاقير المعالجة له، أفرز نوعيات شرسة منه كـXDR.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن العلاج لمرض السل التقليدي لا تتعدى تكلفته 20 دولاراً في الدول النامية، إلا أنه ليست هناك تمويلاً كافياً لمواجهة المرض، المرتبط بقوة بالفقر.
وبالإضافة لذلك، قالت لويس هولي، من "أكشن" وهي منظمة معنية بمكافحة تفشي السل، إنه لم تجر أي تطورات عملية جديدة لمكافحة المرض منذ أكثر من أربعة قرون.
وتحدثت لـCNN عن الاعتقاد الخاطئ الشائع حول السل: السلالة المقاومة للعقاقير، مرض معد وينتقل عبر الهواء، ومع تزايد حركة السفر والعولمة، فأن الجميع عرضة لالتقاط المرض، وحتى في الدول المتطورة مثل أمريكا والمملكة المتحدة."
وأضافت أن المرض يسهل انتشاره في المدن المتحضرة كلندن ونيويورك تماماً كما يحدث في المناطق الفقيرة ذات الكثافة السكانية العالية.
وتنعدم حالياً الوسائل العلاجية للتصدي لهذا السل الشرس.