زيمبابوي: دعوى ضدّ الحكومة بسبب الكوليرا
هراري، زيمبابوي (CNN) --رفعت مجموعة من الزيمبابويين دعوى إلى محكمة في هراري ضدّ مؤسسة حكومية "لأنها لم توفّر لهم الماء الصالح للشراب" مع وصول عدد الوفيات بسبب الكوليرا 400، الجمعة.
وقدّمت مجموعة من سكّان ضاحية شيتونغويزا القضية الجمعة، في المحكمة العليا ضدّ الهيئة الوطنية للمياه التي تديرها الحكومة والمسؤولة عن تزويد المواطنين بالماء.
وتعيش البلاد على وقع أكبر كارثة صحية منذ استقلالها عن بريطانيا قبل 28 عاما.
ومع وصول عدد الوفيات، 400، حذّرت الهيئة الدولية للصليب الأحمر من أنّ هناك أكثر من 9500 إصابة بالوباء.
وتفتقر زيمبابوي أساسا إلى الخدمات الصحية الجيدة فضلا عن افتقارها لأنظمة صرف صحي ملائمة زيادة على الأزمة السياسية التي تعيش على وقعها منذ شهور.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة إنّ الأوبئة التي تتسبب فيها المياه باتت تنتشر بسبب ضعف البنية الأساسية وضعف نظام الصرف الصحي والمياه الملوثة التي يستخدمها المواطنون هناك للشرب وإعداد وجباتهم الغذائية.
وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء بيانا أعرب فيه عن قلقه إزاء انهيار الخدمات الصحية والتعليمية وما خلفته من تدهور انتشار الكوليرا.
ووفقا لخبراء فإنّ العاصمة هراري لم تستورد ما يكفي من المواد الكيميائية الكفيلة بمعالجة المياه مما دفع السكان إلى اللجوء إلى الآبار والأودية.
وأشارت منظمة الصحة العالمية" WHO" إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات في الأسبوعين الأخيرين.
وجاء في بيان لمنظمة الصحة العالمية "التفشي يرجح أن يتواصل بسبب سوء وضع المياه والصرف الصحي، ونقص حاد في مياه الشرب."
ووأكدت منظمة الصحة العالمية أن مستشفيات البلاد أغلقت في وجه المرضى لتغيب الأطباء والممرضين، بحجة قدم المعدات والتعويض الزهيد، وقالت جمعية الأطباء لحقوق الانسان الزيمبابوية إن أربعة مستشفيات رئيسة في العاصمة توقفت عن استقبال المرضى بسبب النقص في الأدوية.
والكوليرا مرض تنقله المياه ويسبب القيء والاسهال الحاد ويمكن ان لم يعالج أن يؤدي الى الوفاة على وجه السرعة نتيجة لما يصيب المرضى من جفاف.
وتعاني زيمبابوي من أزمة اقتصادية حادة ويكابد سكانها التضخم الذي بلغ اعلى معدل في العالم حيث سجل 230 مليون في المائة.
وأرغمت الأزمة كثيرا من المستشفيات العامة على الإغلاق وتعاني معظم المدن والبلدات من تقطع إمدادات المياه وتلف شبكات الصرف الصحي وتراكم القمامة.
كذلك يواجه مستشفى خامس في ثاني أكبر مدن زيمبابوي، "بولاوايو" التي تبعد 439 كيلومتراً عن هراري، نفس المصير في شح أدوية العلاج وما يتصل بها.