Announcement

Collapse
No announcement yet.

فكر في الحاضر لكن انس نفسك!

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • فكر في الحاضر لكن انس نفسك!

    فكر في الحاضر لكن انس نفسك!




    الاقتصادية

    د. عمار بكار
    الحاضر هو الحياة، ومن يتقن عيش الحاضر وتناسي آلام الماضي وهواجس المستقبل، ويستطيع السيطرة على عقله من التشتت ويبعد عنه كافة أنواع الضغوط اليومية فهو يتقن فن الحياة!

    في الأسبوع الماضي تحدثت عن النظريات العديدة التي تناولت هذه الظاهرة، وقدمت «عيش اللحظة» كحل سحري لمشكلاتنا، خاصة تلك المشكلات التي تتزايد مع تزايد سرعة الزمن وتكاثف ضغوطه على الإنسان المعاصر. سأتحدث اليوم عن نصيحتين تساعدان على القدرة على عيش الحاضر والاستمتاع به، وسأتناول أربع نصائح أخرى في الأسبوعين المقبلين.

    أستطيع أن ألخص إحدى أجمل النصائح التي وجدتها فيما كتب عن هذا المجال بعبارة «انس نفسك»، فعيش اللحظة والتركيز على الحاضر يعني أن تبذل جهدك للتخلص من أسر أفكارك الذاتية, وأن ترى العالم من حولك بشكل يسمح لك في النهاية بأن تشعر وكأنك جزء من عالم أكبر، وجزء من المكان الذي أنت فيه، وجزء من الأهداف العامة لمجموعة الناس الذين تعمل معهم أو أفراد أسرتك وجيرانك والحي الذي تعيش فيه.

    إن هواجسنا الذاتية وتحليلنا الدائم لأنفسنا والحساسية المفرطة بحثا عن حماية أنفسنا من النقد تجعلنا غارقين ضمن عقولنا، وهذا يخالف فن عيش الحاضر الذي يحاول دائما دفع الإنسان للسيطرة على عقله ليتعامل معه وكأنه شيء مستقل عنه. هذا هو بالضبط سر نجاح الرياضيين والمبدعين الذين يستمدون كثيرا من الثقة بنفوسهم من خلال التقليل من تقييم أنفسهم والمبالاة المحدودة بالمخاطر على شخصهم. هذا النوع من الثقة بالنفس هو أيضا سر نجاح رجال الأعمال والمديرين والناجحين الكبار الذين يمضون في حياتهم بسلاسة وطبيعية ويحققون كثيرا من النجاحات لأنهم لا يقلقون كثيرا على المخاطر، وفي الوقت نفسه تمنحهم هذه الثقة بالنفس وعدم السماح للقيود بأن تسيطر عليهم، طاقة رهيبة للعطاء والنمو.

    النصيحة التالية في فن عيش الحاضر هي الاستمتاع إلى حد الانغماس بالحاضر، وهو ما يسميه علماء النفس: Savoring، حيث تشير الدراسات العلمية إلى أن أكثر الأفكار السلبية هي أفكار مرتبطة بالماضي والمستقبل وهي التي تمنعنا من الاستمتاع بالحاضر. عندما تكون في مكان جميل وتتساءل إذا ما كنت ستأتي إليه مرة ثانية, فهذا قلق سلبي على المستقبل، وعندما تتحسر على ما فاتك في الماضي وتعيش الندم فهو أيضا من التفكير في الماضي، وأسوأ أنواع القلق عندما تقلق على شيء لم يحصل وقد لا يحصل على الإطلاق.

    ليس من السهل دائما التخلص من القلق، خاصة في الحياة العملية التي تطرح علينا سؤالا كل لحظة عن النجاح والنمو والتفوق, وهو ما يدفعنا دائما إلى التفكير في المستقبل والماضي، لكن النصيحة لهؤلاء هي أن يبذلوا كل جهد لأخذ راحة يتناولون فيها الغداء أو الشاي وينسون تماما ما يحصل في حياتهم اليومية ويستمتعون باللحظة. هؤلاء عادة ـ حسب إحدى الدراسات العلمية - لديهم مستويات أفضل من السعادة وطاقة الإنتاج والعطاء وتحمل المشكلات ومعالجتها.

    في كل لحظة من حياتنا هناك أشياء صغيرة يمكننا الاستمتاع بها بحيث ننسى مكدرات الحياة ومعكرات الصفاء.

    بل هناك من يقول إن السعادة هي فقط «الاستمتاع بالأشياء الصغيرة الحاضرة».

    خذ نفسا عميقا مرة أخرى، ارفع نظرك نحو الغرفة من حولك، ابتسم في وجه زميلك أو حتى عامل الشاي، انفصل عن الماضي والمستقبل وتأمل اللحظة بانتشاء.

    الزيتون عندما يُضغط يخرج الزيت الصافي فإذا شعرت بمتاعب الحياة تعصرقلبك فلا تحزن انه "الله" يريد أن يخرج أحلى ما فيك ايمانك دعاءك وتضرعك




Working...
X