فرصة عالمية لجنوب إفريقيا
الاقتصادية
كأس العالم فتح الباب لجنوب إفريقيا للحاق بالصين والهند، إن هي أحسنت التصرف.
مساء الجمعة انطلقت أصوات غابة من الفوفوزيلا (أبواق لدائنية طولها متر تبث صخباً يخرس الأسماع) في الملعب الرياضي الباهر في سويتو مع مباراة جنوب إفريقيا مع المكسيك في اللقاء الافتتاحي لكأس العالم 2010. عقب كل الهواجس بشأن الاستعدادات، بدأ المهرجان. طوال شهر كامل ستكون أعين العالم على أمة ألوان الطيف.
في حين أن المواطنين يتعاملون مع الدورة بروح الأمل الوطني، فإن الواقعيين بينهم سيقبلون بتوقعات متواضعة بالنسبة لمنتخبهم. ما يسمى بافانا بافانا (وتعني الأولاد، الأولاد) هو الحلقة الضعيفة ضمن واحدة من «مجموعات الموت» العديدة. صعودهم، ولو إلى المرحلة الثانية، أبعد ما يكون عن التأكيد. لكن على جنوب إفريقيا أن تتعامل مع كأس العالم بطموحات أعلى لصالح الأمة ككل.
الحاجة إلى الإعداد للدورة حفّزت الاستثمار في الاقتصاد الذي لطالما تعطل جراء البنى التحتية غير المناسبة. حقيقة، بعض الملاعب كانت مكلفة وقد تنتهي إلى أطلال بلا معنى، لكن جنوب إفريقيا وضعت يدها أخيراً على جذوة الاستثمار في بُناها التحتية للنقل. هذا يتجاوز إلى العمق أكثر من المشاريع البرّاقة، مثل الجوترين، وهو وصلة سكة حديد فائقة السرعة بين جوهانسبيرج وبريتوريا، افتتحت أجزاء منها تزامناً مع الدورة. وتشمل مشاريع أقل لمعاناً، لكن أكثر حيوية، مثل خدمات الحافلات الحديثة. في بلد فقير نسبياً، من شأن كل ذلك أن يفيد السكان قاطبة.
وتحتاج جنوب إفريقيا إلى الحفاظ على هذا الزخم. الاستثمارات العامة والخاصة ارتفعت من مستويات خفيضة في بدايات الألفية، وهي تقف الآن بالضبط دون 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. لكنها تحتاج إلى الاستمرار في الارتفاع صعوداً إلى 40 في المائة فما فوق، على غرار الصين والهند، إذا كان لجنوب إفريقيا أن تدفع معدلات نموها إلى المستويات التي يحظى بها هذان البلدان. هذا ينبغي أن يكون ممكناً إذا كانت الحكومة راغبة في استدامة التحرير الاقتصادي لجذب مزيد من الرساميل الخاصة – الضرورية، لأن الدولة ليس بوسعها تمويل المطلوب وحدها. بريتوريا بحاجة كذلك إلى جذب مزيد من الاستثمارات من الخارج.
اشتهار جنوب إفريقيا بالجريمة والعنف أعاق الاستثمار الأجنبي المباشر. وكأس العالم يتيح الفرصة لخلق انطباع أكثر تفضيلاًً. جنوب إفريقيا بلاد جميلة ودورة جيدة التنظيم ومسالمة تشع عبر المليارات من أجهزة التلفزيون في أرجاء العالم، من شأنها استعادة سمعتها، أكثر من مجرد فعل أي شيء آخر.
البافانا بافانا ربما لا يرفعون الكأس الشهر المقبل، لكن بوسع جنوب إفريقيا رغم ذلك أن تخرج فائزة بالدورة.