Announcement

Collapse
No announcement yet.

هل حان وقت رحيل الإبل؟

Collapse
X
 
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • هل حان وقت رحيل الإبل؟

    هل حان وقت رحيل الإبل؟



    الاقتصادية

    فواز حمد الفواز

    تأتي الأخبار من أستراليا عن نية الحكومة الأسترالية التخلص من الإبل لارتفاع تكاليف الاحتفاظ بها، وبخاصة تكاليف التغذية، بينما تعتبر المملكة من أكبر مستوردي الشعير على المستوى العالمي لتغذية الإبل. ما زال العالم في نقاش حول أسباب انقراض الديناصورات، يرى البعض أن التغيرات البيئية الطويلة الأجل جعلت من الصعب على الديناصورات الاستمرار في الحياة، لعل البيئة اليوم أصبحت غير مواتية لحياة الإبل. في المملكة خلط كبير بين اتجاهين، الأول: يرى أن الحياة الصحراوية المعتمدة على الإبل قد انتهت، والآخر: يرى أن هناك موجة ترف تجلت في مسابقة مزايين الإبل.

    للمجتمع العربي عامة وفي الجزيرة خاصة ارتباط حياتي تاريخي مع الإبل ويصعب عاطفياً إقناع العربي بالتخلص من أحد رموز حياته وانتمائه، ولكن لعل التخلص من الإبل مثال صارخ في المرونة التقدمية لإنهاء باب وبداية باب جديد.

    أرسل لي أحد الإخوة المهتمين إحصائية معبرة عن اقتصاديات تربية الإبل، حيث إنها توضح أن معدل أكل البعير نحو سبعة كيلو جرامات في اليوم بقيمة سبعة ريالات/كيلو(منها 20 هللة إعانة في الكيلو)، ويعيش في المتوسط 36 سنة وتلد الناقة نحو 12 حواراً وتدر نحو 60 ألف لتر من الحليب ويعطى الواحد من الإبل 100 كيلو من الصوف والجلد القوي والجلاتين، وأخيرا الذبح يباع بنحو 5,000 ريال وللحاشي بنحو 4,500 ريال، مقارنة بتكاليف الشعير التي تبلغ في العام 17,640 ريالاً منها 510 ريالات دعماً حكومياً، وهذه التكاليف لا تشمل الماء والنقل والرعاية، تصل هذه التكلفة على مدى عشر سنوات نحو 200,000 ريال والدعم 7,000 ريال للبعير الواحد، بعد خصم العوائد التي تقدر في الفترة نفسها، بنحو 20,000 ريال، علما بأن هناك عوائد أخرى في المتاجرة يصعب قياسها وفصلها عن عوامل المباهاة والترف، فنحن إذاً ندفع تكلفة عالية في التغني على الماضي وترف البعض وكمية من اللحم لها بديل وغير مسعرة اقتصادياً.

    تكلفة دعم الشعير نحو 1.6 بليون ريال، وتشكل سوق الشعير المتداول في المملكة ما نسبته 60 في المائة من حجمه عالمياً. أخذت وزارة المالية خطوات جيدة بالاستيراد المباشر بدلا من استغلال تجار الشعير ولكن هذه خطوة أولى نحو الإصلاح. فهذه الأرقام تدل على أننا أبعد ما نكون عن التصرف العقلاني لخدمة الاقتصاد والتوافق مع العوامل البيئية الطويلة الأجل في المراهنة على الإبل في بيئة أصبحت غير ملائمة، حيث إن حياة البدو المعتمدة على الإبل انتهت، فالراعي أصبح مستقدما والشعير مستوردا "المملكة أكبر مستورد للشعير في العالم" والماء مهدرا وأخيراً لدى المملكة خطط لزراعة الشعير في الخارج بغرض استيراده وبالتالي مزيد من ترحيل القيمة المضافة.

    ما الحل؟

    أصبحت تربية الإبل تعبر عن حالة انفصام بين ثقافتنا وممارستنا، للدعم مكان في الاقتصاد، خاصة لمَن هم في حاجة، بل إن البعض في البادية في حاجة لتعويضهم عن التغير في نمط الحياة، مع أن للهواية والترف مكاناً في الحياة.

    بسبب هذه العوامل لا بد من رفعه في خلال ثلاث سنوات وتعويض أبناء البادية بنقد موحد مكافئ، هناك مَن يقول إن هذه نظرة اقتصادية أحادية لموضع حياتي، ولكن مسائل الدعم كلها تستخدم هذا الأسلوب المصلحي لحماية قلة تساهم في تشويه وإعاقة قدرتنا على الأخذ بعقلانية والتحول الاجتماعي الاقتصادي لخدمة المجتمع كافة.

    الزيتون عندما يُضغط يخرج الزيت الصافي فإذا شعرت بمتاعب الحياة تعصرقلبك فلا تحزن انه "الله" يريد أن يخرج أحلى ما فيك ايمانك دعاءك وتضرعك




Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎