صندوق النقد الدولي يحذّر من انكماش عالمي في 2012

[محررة الرياض]

صندوق النقد الدولي يحذّر من انكماش عالمي في 2012

بروكسل ـ وكالات:
حذر صندوق النقد الدولي أمس من أنه لا يستبعد انكماشا على المستوى العالمي في عام 2012 نتيجة تراجع محتمل للنشاط الاقتصادي. وقال أنطونيو بورجيس مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا في مؤتمر صحافي في بروكسل ''ما زلنا نراهن على تحقيق نمو في عام 2012 حتى ولو كان متواضعا جدا لكن النشاط يمكن أن يتراجع. ومن ثم لا يمكننا استبعاد خطر حصول انكماش''. وأضاف ''علينا بالتالي أن نغير سياساتنا الاقتصادية''. وكان صندوق النقد الدولي توقع في تقريره الخريفي الصادر في 20 أيلول (سبتمبر) الماضي استمرار تحقيق نمو بطيء في العالم.

ويأتي التحذير الذي أطلقه الصندوق أمس في بروكسل غداة تصريحات مثيرة للقلق لرئيس البنك المركزي الأمريكي بن برنانكي عن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة. فقد قال برنانكي إن انتعاش الاقتصاد الأمريكي ''يوشك على التراجع'' حاليا.

ودعا صندوق النقد الدولي منطقة اليورو إلى تسوية أزمة الدين بسرعة معتبرا أنه ''لم يعد هناك وقت كبير'' للتوصل إلى حل، وحذر في الوقت نفسه الحكومات من إجراءات شديدة الصرامة يمكن أن تضر بالنمو. وقال الصندوق في تقرير نشر في بروكسل ''لم يعد هناك وقت طويل لإيجاد حل دائم لأزمة الديون السيادية في منطقة اليورو''.

لكنه أضاف أن ''السعي إلى تحقيق أهداف مرقمة في مجال العجز لا ينبغي أن يكون على حساب المجازفة بانكماش على نطاق واسع للنشاط الاقتصادي''. ومن هذا المنطلق ينبغي إعادة النظر في خطة الإنقاذ الثانية لليونان التي تقررت في تموز (يوليو) الماضي حتى ''تتركز أكثر على دين يمكن للبلاد احتماله'' على المدى الطويل وعلى ''انتعاش للنمو الاقتصادي'' كما قال مدير الصندوق لأوروبا أنطونيو بورجيس في مؤتمر صحافي في بروكسل.

لكن صندوق النقد الدولي أبدى ''الثقة في التوصل إلى مخرج إيجابي'' إثر المفاوضات الجارية بين أثينا ومموليها المجتمعين في الترويكا ''صندوق النقد الدولي، الاتحاد الأوروبي، البنك المركزي الأوروبي'' بشأن سداد قسط بقيمة ثمانية مليارات يورو من قروض البلاد. وهذه الأموال ستؤخذ من خطة المساعدة الأولى لليونان التي تقررت عام 2010.

من جهة أخرى، وجه صندوق النقد الدولي انتقادا صريحا لأسلوب تعامل القادة الأوربيين مع الأزمة التي تجتاح منطقة اليورو، في تقرير جديد صدر أمس، تحدث عن توقعات اقتصادية قاتمة بالنسبة للقارة.

كتب الصندوق الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له في التقرير الذي يحمل عنوان ''أوروبا.. الملاحة في مياه هائجة'' وتابع ''إن إدارة الأزمة في منطقة اليورو بحاجة إلى تجاوز نهجها الحالي لضمان النجاح''. وأضاف أنه ''يجب على قادة منطقة اليورو أن يوضحوا ويلتزموا من جديد برؤية مشتركة عن كيفية عمل منطقة اليورو في المستقبل.. هذا من الضروري لترسيخ توقعات السوق وتبديد الغموض السائد''.

قال صندوق النقد إن المسؤولين الأوروبيين اتخذوا ''خطوات في الاتجاه الصحيح'' وعلى وجه الخصوص الإصلاحات واسعة النطاق التي تم الاتفاق عليها في تموز (يوليو) لكنه استاء من ''العراقيل السياسية التي أدت إلى اتباع نهج متدرج أثبت بالتالي أنه لا يزال غير مساير للتطورات''. وأضاف الصندوق أنه يجب على الدول الأوروبية في نهاية المطاف أن تتخلى عن قدر من السيطرة لصالح ''لكيان مركزي لمنطقة اليورو''.

كانت فكرة إنشاء وزارة للمالية الأوروبية قد أثيرت من قبل حيث كان رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه من بين أبرز مؤيديها لكن لم تحظ إلا باهتمام ضئيل حتى الآن في عواصم تخشى على سلطاتها. من ناحية أخرى لم يظهر الاقتصاد أي مؤشرات على التحسن.

ويتوقع صندوق النقد أن يتباطأ النمو الاقتصادي في أوروبا إلى 1.8 في المائة في عام 2012 منخفضا من 2.4 في المائة في العام الماضي مع توقعات بأن تشهد ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا تراجع معدل نموها بمقدار النصف إلى 1.3 في المائة وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع معظم التوقعات. ومع ذلك، يتوقع أيضا عدد متزايد من المحللين أن تبدأ منطقة اليورو في الانزلاق إلى فترة ركود خلال هذا الشتاء.