مطالب بإطلاق معتقلي نظام صدام
عبد الستار العبيدي-بغداد
ناشدت أسر المعتقلين المحسوبين على نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وحقوقيون عراقيون المنظمات الدولية وجامعة الدول العربية التدخل لإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، ولا سيما أولئك الذين يعانون من أمراض خطيرة تهدد حياتهم، واتهموا المجتمع الدولي بتجاهل هذه القضية الإنسانية.
وقال زياد -نجل طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي في عهد صدام- إن المجتمع الدولي لم يعد يولي أي اهتمام بالعراق وقضاياه، وإن هذا البلد أصبح يأتي في الدرجة الرابعة أو الخامسة في سلم اهتمامات المجتمع الدولي رغم أن مشكلته لها تأثير كبير على أمن المنطقة والعالم.
وأضاف زياد في حديث للجزيرة نت أنه وأفراد العائلة سبق وأن ناشدوا المجتمع الدولي والفاتيكان والإدارة الأميركية في ما يتعلق بموضوع والده المصاب بمرض خطير يهدد حياته وفق تقارير الأطباء الأميركيين في المعتقل، والمصاب أيضاً بجلطة دماغية ولا يستطيع الحركة الآن إلا على الكرسي المدولب دون أن يلقوا أي استجابة.
وأكد أن جميع الأعراف والقوانين الدولية تنص على إطلاق سراح مثل هذه الحالات، ويشير بهذا الصدد إلى إطلاق سراح المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي -المدان الوحيد في قضية لوكربي- بسبب إصابته بالسرطان.
وناشد زياد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والجامعة العربية الإسراع بإطلاق سراح والده من المعتقل الأميركي.
من جهته طالب عدي -نجل عضو القيادة القطرية لحزب البعث عبد الغني عبد الغفور- إطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون القوات الأميركية.
وقال للجزيرة نت إن المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لم يستجيبوا للعديد من المناشدات التي أرسلت إليهم لإطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون الأميركية وليس والده فقط، بسبب كون أغلبهم من كبار السن أو مصابين بأمراض تهدد حياتهم.
واتهم عدي الحكومة العراقية بإساءة معاملة والده، الذي سلمته القوات الأميركية لها، وقال إنه يعاني من سوء حالته الصحية، ولا يسمح لأي طبيب بمعاينته أو إجراء الفحوص عليه منذ حوالي عام، مشيرا إلى أن هذه ليست مشكلة والده فقط بل إن 29 معتقلاً آخر في سجن الكاظمية يتعرضون إلى الإساءات وانتهاكات حقوق الإنسان، على حد قوله.
مطالبات قانونية
وبدوره دعا بديع عارف عزت -محامي الدفاع عن طارق عزيز وبعض القياديين في النظام السابق- المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والرئيس الأميركي باراك اوباما والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي التدخل لإطلاق سراح المعتقلين من قياديي النظام السابق الذين يعانون من أمراض خطيرة تهدد حياتهم.
وأشار عزت إلى أن قسما من المعتقلين في سجون تابعة للحكومة العراقية والقسم الآخر في المعتقلات الأميركية، ويلفت إلى أنه بالنسبة للمعتقلين عند القوات الأميركية فإن اتفاقية جنيف المعقودة سنة 1949 تنص على أن أي أسير يعاني من مرض يهدد حياته يجب إطلاق سراحه.
واعتبر أن معتقلي النظام السابق أسرى حرب وفق هذه الاتفاقية، وينوه بهذا الصدد إلى حالة الفقيد غازي العبيدي (العضو السابق في القيادة القطرية لحزب البعث)، الذي كان معتقلاً لدى الأميركيين وأطلق سراحه بسبب إصابته بالسرطان، وتوفي بعد سنة من الإفراج عنه.
وطالب عزت الحكومة العراقية بإطلاق سراح المعتقلين المرضى في سجونها، حسب القوانين والمعايير الإنسانية والدولية التي تحتم إطلاق سراح أي معتقل مصاب بمرض خطير يهدد حياته.
من جهته رأى مدير المركز العراقي لحقوق الإنسان ودود فوزي شمس الدين أن المعتقلين من قياديي النظام السابق لدى القوات الأميركية يعتبرون أسرى حرب وفق اتفاقية جنيف لعام 1949، ويجب أن يعاملوا على هذا الأساس.
ومن هؤلاء المعتقلين –يضيف شمس الدين- مرضى بأمراض خطيرة ويجب وفق اتفاقية جنيف أن يطلق سراحهم بسبب ذلك، إلا أن القوات الأميركية لا تعير أي اهتمام لمثل هذه الاتفاقيات.
ويتهم شمس الدين القوات الأميركية بانتهاك اتفاقية جنيف عندما قامت بتسليم قسم من المعتقلين إلى الحكومة العراقية لمحاكمتهم في محكمة شكلها الحاكم المدني الأميركي السابق في العراق بول بريمر، وهي محكمة غير شرعية لأنها أنشئت في ظل الاحتلال، حسب تعبيره، وناشد الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إطلاق سراح جميع المعتقلين المرضى، سواء في المعتقلات الأميركية أو العراقية.
وتشير المعلومات إلى أن هناك عدداً من قياديي النظام السابق المعتقلين في سجون القوات الأميركية يعانون من أمراض خطيرة، ومنهم طارق عزيز الذي يعاني من جلطة وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، وسبعاوي إبراهيم الحسن الذي يعاني من مرض السرطان، وضياء النقيب الذي فقد بصره في المعتقل، ومحمد مهدي صالح على وشك أن يفقد بصره، وفاضل العامري مصاب بالسرطان، ووزير الدفاع الأسبق الفريق الركن سعد طعمة عباس الجبوري وهو مصاب بالسرطان أيضاً.
المصدر: الجزيرة