Announcement

Collapse
No announcement yet.

كوسوفا.. استقبلن رمضان بالحجاب ففصلتهن المدرسة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • كوسوفا.. استقبلن رمضان بالحجاب ففصلتهن المدرسة

    هاني صلاح

    فطميرا يشاري، وفالبونا كباشي، وميهاني فاليو.. 3 طالبات كوسوفيات استقبلن شهر رمضان هذا العام 2007 بفرحة غامرة بعد أن قررن ارتداء الحجاب.
    ولكن فرحتهن لم تدم طويلاً؛ فبدلاً من أن يسمعن من إدارة مدرستهن كلمة ترحيب بالعام الدراسي الجديد أو تهنئة بقدوم شهر الصوم،
    استقبلتهن المدرسة بقرار "شفوي" يقضي بفصلهن؛ بسبب ارتداء الحجاب.
    وتعتبر الطالبات الثلاثة أولى طالبات المرحلة الثانوية اللاتي يرتدين الحجاب في مدينة "إسكندراي" شمال غرب العاصمة "برشتينا"
    والتي تقع ضمن مقاطعة درينتسا، وتضم مدرستين ثانويتين و14 مسجدًا. وجميع سكان المقاطعة من المسلمين، وعددهم 70 ألف نسمة.

    وتدرس فطميرا وفالبونا معًا في الصف الرابع الثانوي بمدرسة "حمزة يشاري" العامة، بينما تدرس ميهاني في الصف الثالث الثانوي بمدرسة "أنطون تستا" الفنية.
    والطالبات جميعهن بشهادة الجميع متفوقات دراسيًّا ومتميزات سلوكيًّا، ويثني باكيم لاطيفي، مدير مدرسة "أنطون تستا" على ميهاني قائلاً:
    "إنها متفوقة دراسيًّا، فخلال السنتين الماضيتين حصلت على أعلى الدرجات في كافة المواد، كما أن سلوكها متميز".

    الحجاب أو الدراسة


    لكن الطالبات الثلاث فوجئن في اليوم الثاني من رمضان 14 سبتمبر الجاري بمنعهن من دخول المدرسة، وفصلهن بموجب قرار شفوي من الإدارات المدرسية؛
    لارتدائهن الحجاب مع العام الدراسي الجديد الذي بدأ في الثالث من هذا الشهر.

    وعلى الفور تحرك أولياء أمور الطالبات والمسئولون بالمشيخة الإسلامية في المدينة، كما تدخل وسطاء من رموز المدينة يحظون بالاحترام من كافة الأطراف؛
    سعيًا لإيجاد حل للمشكلة قبل تفاقمها وتوسعها خارج دائرة المدينة، وأجروا عدة لقاءات مع مديري المدرستين وإدارة التعليم بالمدينة.

    إلا أن موقف الإدارة لم يتزحزح عن خيارين "إما الدراسة أو الحجاب"؛ الأمر الذي دفع بالفتيات إلى توجيه نداء للإدارة التعليمية بعدم وضعهن في موقف الاختيار؛ لأنهن بلا شك سيخترن الحجاب.

    إهدار للحقوق


    وفي تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" قال كوراب هيراي، رئيس الأئمة في "إسكندراي"، أحد الشخصيات الرئيسية التي سعت لمعاجلة المشكلة:
    "حاولنا توضيح أن علمانية التعليم بكوسوفا لا تتعارض مع حرية ارتداء الطالبات للحجاب، وأن فصل الطالبات المحجبات يعتبر إهدارًا لأبسط حقوق الإنسان".
    وأضاف: "قلنا لمديري المدرستين إن الحجاب لا يمثل دعاية دينية داخل المدارس، وإنما هو فريضة إسلامية، كما أكدنا أنه ليس عادة عربية أو تركية".

    وبسؤاله عما إذا تمسك كل طرف بموقفه رد هيراي: "سنواصل الدفاع عن حق الطالبات المسلمات في ارتداء الحجاب بكل الطرق القانونية؛
    خاصة أنه لا يوجد في القانون مادة تنص صراحة على منع المحجبات من دخول المدارس، كما أن كثير من المدارس الثانوية بالمدن الأخرى
    تسمح للطالبات المحجبات بالانتظام في الدراسة؛ لذا فإجراء الفصل غير قانوني".

    وتشير الطالبة ميهانى لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن غيابهن عن الدراسة حاليًّا نتيجة لمنعهن من دخولها هو الذي
    "سيتسبب في أن تكون إجراءات فصلهن من الدراسة قانونية لتخطي نسبة الغياب وليس بسبب الحجاب".

    إشكالية قانونية


    من جانبه، قال باكيم لاطيفي لجريدة "كوها ديتورا" الكوسوفية والتي كانت أول من نشر الخبر الخميس 20-9-2007: "إنه ومدير المدرسة الثانوية الأخرى
    قد استفسر من الإدارة التعليمية عن مدى قانونية الحجاب داخل المدرسة؛ إلا أنهما لم يتلقيا ردًّا قانونيًّا سوى الأمر بضرورة
    إلزام الطالبات بالزي الرسمي للمدرسة، وعدم السماح لهن بدخول المدرسة بالحجاب".

    هذا الأمر دفعهما لاتخاذ قرار شفوي بالفصل لحين حسم الأمر من قبل إدارة التعليم أو تراجع الفتيات عن قرارهن بالحجاب، على حد قوله.

    وفي الوقت الذي اعترف محمد بايراكتاري، مدير الإدارة التعليمية، للصحيفة بأن "فصل الطالبات لم يكن بناء على قاعدة قانونية"،
    أكد أنه لن يسمح للطالبات بالعودة إلى مدارسهن بالحجاب حتى ولو حصلن على حكم قضائي بذلك.

    وأضاف بايراكتاري: "نحن في مدارس حكومية علمانية لا يسمح فيها بالحجاب؛ وفي حالة واحدة فقط ممكن أن نسمح لهؤلاء الطالبات بالعودة
    لمدارسهن بالحجاب هي أن يصدر قانون ينص صراحة على السماح للمحجبات بدخول المدارس".

    يذكر أن القانون الكوسوفي يمنع إلقاء الدروس الدينية أو القيام بأنشطة دعوية داخل المدارس الابتدائية والثانوية، لكنه لم يتعرض للزي المدرسي.

    المدرسات أيضًا


    وانتقدت المؤسسة المدنية غير الحكومية، فوروم مسلمان، في بيان لها السبت 22-9-2007 طرد الطالبات الثلاث المتميزات دراسيًّا.
    ولفت البيان إلى أن هذه ليست الحالة الوحيدة التي يتم فيها طرد الطالبات المحجبات من المدارس، حيث وصل الأمر
    إلى منع المدرسات المحجبات أيضًا من التدريس، كان آخرها رفض تعيين المدرِّستين سيهان جاشي ومايلندا تشولو بكو بالمدارس الابتدائية في مدينة بريزرن بجنوب شرقي البلاد.

    وتوعدت المؤسسة المدنية بعدم الصمت هذه المرة على ما وصفته بإهدار حقوق "الأغلبية المسلمة" في كوسوفا، وأنها ستصعد الاحتجاجات على كافة المستويات الشعبية والرسمية.


    الاستقلال قبل الحجاب


    ويقول محللون: إن هناك اتجاهًا علمانيًّا قويًّا بالحكومة الكوسوفية يرى من الضروري عدم إظهار كوسوفا بمظهر إسلامي،
    حرصًا على كسب تأييد الغرب بشأن قضية استقلال الإقليم الذي لم يحسم بعد منذ دخول قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو"
    إلى كوسوفا في 9 يونيو 1999، وتولي إدارة مدنية تابعة للأمم المتحدة حكم الإقليم حتى الآن.

    إلا أن الأوساط الإسلامية الألبانية في كوسوفا، وفي مقدمتها المشيخة الإسلامية، تذهب إلى أنه على العكس
    لا بد للمجتمع الكوسوفي أن يحاكي الغرب في ديمقراطيته واحترامه لحقوق الإنسان وحرية الأديان.

    وتقول أوساط قانونية محايدة: إن المشكلة تكمن في أمرين أولها: تفسير القانون، حيث يرون ضرورة تدخل الدولة لحسم الأمر،
    ومنع القرارات الفردية التي يتخذها بعض المسئولين الحكوميين، بينما يتعلق الأمر
    الثاني بضرورة نشر ثقافة التسامح مع الأديان في المجتمع واحترام معتقدات كل دين دون تفرقة.

    وتبلغ مساحة إقليم كوسوفا حوالي 11 ألف كم، وعدد سكانه 2،5 مليون نسمة، يمثل الألبان منهم 92%، بينما تشمل الأقليات الأخرى الصرب والمونتنيجري والبوسنيين والغجر والأتراك.

    والإسلام هو الدين الرسمي داخل الإقليم، حيث تزيد نسبة المسلمين هناك عن 95%، وتبلغ نسبة المسلمين بين الألبان حوالي 99%،
    وهناك أقلية ألبانية صغيرة جدًّا تعتنق المذهب الكاثوليكي تتمركز في شمالي كوسوفا.


    نقله لكم برق الحجاز وتقبلوا تحياتي
    اقتراحــات اليوم هي قـرارات الغد
    واحتياجات الغد هي رغبات اليوم
Working...
X