المدينة المنورة: «زيدان» يقتل طفلة في المرحلة الابتدائية
الاقتصادية
أحمد الديحاني من المدينة المنورة
كان غياب الطالبة ''ف'' عن صفها المدرسي الجديد هذا العام هو محور أحاديث المدرسة التي تدرس فيها منذ أعوام قليلة فقط؛ إذ هي في المراحل الأولى من التعليم، الغياب كان مبررا، لكن السبب تحول إلى قصة تستحق أن تروى لما فيها من عبر. قضت الطالبة الصغيرة بطلقة نارية من مسافة قريبة، أما الفاعل فكان أخو الطفلة، وأما الفاعل الحقيقي فكان بعيدا جدا لدرجة عدم القدرة على استدعائه للمحاكمة.
روى من شاهد الحادث: أن الطفل حينما أطلق النار على شقيقته كان يصرخ منتشيا: ''أنا زيدان''، لم يكن أمام الطفلة الضحية أن تصرخ بدورها طلبا للنجدة؛ فلا وقت كان كافيا ولا من يقلدانهما كان بينهم من يصرخون، هم فقط يتساقطون ويعودون بعد حين في مسلسلات أخرى.
تناقل جيران الطفلة قصة مقتلها بعد أيام من انتهاء العام الدراسي الماضي، حيث كان المسلسل التركي الشهير ''الأرض الطيبة'' في أوج ساعات مشاهدته، خصوصا بين الأطفال، لكن التقليد لشخصياته البطلة كـ''زيدان'' ظل محصورا في حالات إيذاء جسدي لم يتوقع أحد ما إن تصل إلى أن تغيب من فرحت للتو بانتهاء عام دراسي عن العودة إلى صفوف صفها الجديد.
ماتت ''ف'' لتدفن في بقيع الغرقد في المدينة المنورة وماتت معها قضيتها الخاصة ضد برامج العنف المستورد التي تذهب بالصغار المقلدين إلى حيث لا يذهب الكبار المنتجون الذين يجنون لقاء ذلك الذهب والشهرة ويوزعون في المقابل مشاهد عنف مجانية يصبح منظر الدم فيها مألوفا، وكذا إطلاق النار.