ندوة للدفاع عن حقوق المحاميات السعوديات
رغم التطلعات بوجود محاميات سعوديات يدافعن عن حقوق بنات جنسهن، إلا أننا نجد من يقف لهن بالمرصاد، ويتحدث عن أبعاد الموضوع بطريقة سطحية لا تمت للقواعد السليمة بصلة، ويثور الجدل ويحمى وطيسه بين أروقة المحاكم، وتكون علامات الاستفهام والاستغراب: كيف تقف المرأة السعودية أمام جمع غفير من رجال القضاة والعدل مدافعة، بينما صوتها (الذي هو عورة!) يعلو ويجادل في قضية جنائية أو شرعية!ندرك جلياً أن كل أمر جديد علينا وغريب عما تعارفنا عليه تثور حوله زوبعة من الرفض، حتى لو كانت صلاحيته تمتد لقرون بعيدة، وحديثي هنا خاص فقط بالمجتمع السعودي، لأن المرأة في المجتمعات العربية وحتى الخليجية تخطت هذه المعوقات منذ زمن، ومنحت فرصة للإدلاء بصوتها في الانتخابات والبرلمانات، ومازلنا في صراع لتأكيد دور المرأة السعودية، وأحقيتها في ممارسة مهنة المحاماة، والدفاع عن قضايا المرأة فيما يتعلق بالحياة الزوجية والطلاق.
ومن ضمن الافتراءات التي رميت بها المرأة أنها نُعتت بصفات اكتسبتها من مجتمعها، فجعلوا خجلها مرمى لتثبيط هممها، وادعوا أنها لا تتصف بالجسارة، لتخوض مرافعة أمام القضاة، فقد تصاب بلعثمة كون الموقف جديدا عليها، مع أننا نعرف أنه لا توجد في المحاكم السعودية مرافعات علنية، بل تناقش القضايا في سرية ومع الخصوم فقط، كل تلك العراقيل توضع في طريق المرأة للطعن في قدرتها على الدفاع عن نفسها وعن بنت جنسها.
ستواجه المحامية السعودية كثيرا من الصعوبات، وعليها أن لا تتراجع أو تتعثر بالمطبات المفتعلة، والتي من بينها عدم السماح لها بالاستشهاد بالقرآن والسنة في أوقاتها المعذورة، وللأسف كانت هذه الحجة المستندة على عدم دراية بأمور الدين من أستاذ أكاديمي سابق للقانون الدولي والإعلام نشرت مقالته في إحدى الصحف المحلية، فلا أدري كيف فسر الدكتور مدلول الآية الكريمة " لا يمسه إلا المطهرون "وقوله صلى الله عليه وسلم" ناقصات عقل ودين"؟!
ومن الأمور المستنكرة أن يقف في وجه المرأة السعودية وخدمتها لوطنها الأكاديميون وذوو الاختصاص في محاكم بلدها، ويثيرون جدلا لا مبرر له، ولا يعتمد على نصوص شرعية، بل ومن الغريب أن نجد متوسطي التعليم أو الأميين هم الذين يشدون على سواعد المرأة في مطالبتها بالعمل كمحامية، ففي إحدى الجلسات النسائية تطرقت للموضوع، فعلقت على أثره امرأة سبعينية بعبارة "هذي والله بنت البلد ترفع الراس النشمية" آمل من المحاميات السعوديات المطالبة بندوة متخصصة يشارك بها الاختصاصيون، يدافعن فيها عن حقوق المرأة السعودية في العمل بالمحاماة والدفاع عن بنات جنسها في الأمور الشخصية والعائلية..