تعلمت قيادتها وصيانتها على يد زوجها الراحل ... سعودية تحلم بـ «تصليح» السيارات
جدة - إيمان السالم - الحياة
يرفض كثيرون مكيافيلية «الغاية تبرر الوسيلة»، من دون تفكير في أن الوسيلة التي يرون أنها اليوم «محرمة» أو «مخالفة للأعراف والتقاليد»، قد تصبح غداً مشروعة ومقبولة اجتماعياً.
وينطبق هذا الأمر على «غاية» السعودية أم محمد لنيل «الكفاف» لها ولأسرتها، ووسيلتها امتهان «ميكانيك السيارات»، لكن هل يحول الرفض الاجتماعي للوسيلة دون نيلها غايتها في الحصول على كفاف يومها وأبنائها؟
حلم السيدة الخمسينية أم محمد الذي تخشى أن تموت قبل أن تراه، هو أن تحصل على ترخيص رسمي يسمح لها بفتح ورشة صغيرة لصيانة السيارات تديرها شخصياً، وأن تجد إلى جوارها من يساعدها في تمويل حلمها، ووعدها مركز خديجة بنت خويلد لدعم صاحبات الأعمال التابع لغرفة الصناعة والتجارة في محافظة جدة، بمساعدتها على تحقيق هذا الحلم.
بدأت هذه السيدة، التي تتمتع بشخصية القيادية القوية والمثابرة المليئة بالطموح، أكسبتها إياها «تصاريف الدهر» بعد وفاة زوجها وتسلمها مسؤولية إعالة أبنائها السبعة، رحلتها مع السيارات وتعلم ميكانيكيتها على يد زوجها الراحل الذي علمها قيادة السيارات في المناطق الصحراوية، وكيفية إصلاحها إذا تعطلت بها السيارة، فأتقنت هذه المهنة وأحبتها، وسكن قلبها وعقلها منذ تلك اللحظة حلم إدارة ورشة ميكانيك للسيارات الكبيرة.
يقال «من رحم المعاناة يولد الإبداع»، ومن معاناة ترملها بدأت أم محمد رحلة «الإبداع» بـ«بسطة» صغيرة تبتاع فيها «الطرح النسائية» بعد أن نالت قرضاً قدره ألف ريال من مؤسسة عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع، وكان هذا القرض الأول الذي تحصل عليه في حياتها، وساعدها في الانطلاق في تنفيذ مشروعها الأول لخياطة «الطرح النسائية» وتطريزها وبيعها في بسطتها الممتدة على «رصيف» الأمل والطموح.
وتوسع المشروع والحلم معاً، وبدأت هذه السيدة المكافحة من تحت لهيب الشمس الحارقة التي تضرب هامتها كل يوم من دون أن تثنيها عن العمل، والتفكير في مشروع أكبر يبدأ رأسماله بألفي ريال فقط لشراء الأقمشة والمعمول والبخور، وأصبحت تستورد حاجاتها الآن من مملكة البحرين، وتنفق من عائدات بسطتها على أسرتها وتسدد أقساط قرضها المتواضع، من دون أن يغادرها حلم امتلاك ورشة لميكانيك السيارات.
تبسط أم محمد كل يوم بسطتها من شروق شمس النهار إلى مغيبها، وتقول لكل من سألها عن عملها بكل ثقة: «عملي ليس حراماً ولا عيباً، العيب أن أمد يدي لأحد استجديه مالاً».
ومع ذلك، تشكو أم محمد معاناة التنقل كل يوم من بيتها إلى مكان بسطتها إذ تستقطع سيارات الأجرة 30 ريالاً هي نصف إيراداتها اليومية أو أكثر، متمنية إيجاد خدمات مواصلات عمومية ترحم النساء مثلها من عناء التنقل بـ«الليموزينات». وعن أسباب تبني مركز خديجة بنت خويلد لحلم أم محمد في امتلاك ورشة خاصة لميكانيك السيارات، قالت المديرة التنفيذية للمركز الدكتورة بسمة عمير لـ «الحياة»: «التقينا أم محمد في بسطتها تحت شمس ظهيرة أحد أيام شهر رمضان الماضي، وتحدثنا إليها، وأخبرتنا عن شطارتها وحبها لمهنة صيانة السيارات، ورغبتها في افتتاح ورشة خاصة بها في هذا المجال على أن تتولى شخصياً العمل فيها لأنها لا تريد أن يقف رجل مكانها متعهدة بتعليم أقاربها هذه المهنة ليساعدوها في العمل، ووعدناها بدورنا بمحاولة مساعدتها على تحقيق هذا الحلم».
وأضافت الدكتورة عمير: «عجبنا كيف أن المجتمع راضٍ ويتقبل سيدة سعودية تفترش الأرض إلى جوار أحد الشوارع، تحت حرارة الشمس، وتحيطها الأوساخ من كل جانب، وعندما نطالب بأن تعمل المرأة السعودية في سوق مرتبة تبيع للنساء مثلها يرفض الجميع باعتبار أن هذا العمل عيب وغير مسموح للمرأة أن تخوض فيه، فهل هذه هي قيمة المرأة في عين مجتمعنا؟ أترك الإجابة للمجتمع».
جدة - إيمان السالم - الحياة
يرفض كثيرون مكيافيلية «الغاية تبرر الوسيلة»، من دون تفكير في أن الوسيلة التي يرون أنها اليوم «محرمة» أو «مخالفة للأعراف والتقاليد»، قد تصبح غداً مشروعة ومقبولة اجتماعياً.
وينطبق هذا الأمر على «غاية» السعودية أم محمد لنيل «الكفاف» لها ولأسرتها، ووسيلتها امتهان «ميكانيك السيارات»، لكن هل يحول الرفض الاجتماعي للوسيلة دون نيلها غايتها في الحصول على كفاف يومها وأبنائها؟
حلم السيدة الخمسينية أم محمد الذي تخشى أن تموت قبل أن تراه، هو أن تحصل على ترخيص رسمي يسمح لها بفتح ورشة صغيرة لصيانة السيارات تديرها شخصياً، وأن تجد إلى جوارها من يساعدها في تمويل حلمها، ووعدها مركز خديجة بنت خويلد لدعم صاحبات الأعمال التابع لغرفة الصناعة والتجارة في محافظة جدة، بمساعدتها على تحقيق هذا الحلم.
بدأت هذه السيدة، التي تتمتع بشخصية القيادية القوية والمثابرة المليئة بالطموح، أكسبتها إياها «تصاريف الدهر» بعد وفاة زوجها وتسلمها مسؤولية إعالة أبنائها السبعة، رحلتها مع السيارات وتعلم ميكانيكيتها على يد زوجها الراحل الذي علمها قيادة السيارات في المناطق الصحراوية، وكيفية إصلاحها إذا تعطلت بها السيارة، فأتقنت هذه المهنة وأحبتها، وسكن قلبها وعقلها منذ تلك اللحظة حلم إدارة ورشة ميكانيك للسيارات الكبيرة.
يقال «من رحم المعاناة يولد الإبداع»، ومن معاناة ترملها بدأت أم محمد رحلة «الإبداع» بـ«بسطة» صغيرة تبتاع فيها «الطرح النسائية» بعد أن نالت قرضاً قدره ألف ريال من مؤسسة عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع، وكان هذا القرض الأول الذي تحصل عليه في حياتها، وساعدها في الانطلاق في تنفيذ مشروعها الأول لخياطة «الطرح النسائية» وتطريزها وبيعها في بسطتها الممتدة على «رصيف» الأمل والطموح.
وتوسع المشروع والحلم معاً، وبدأت هذه السيدة المكافحة من تحت لهيب الشمس الحارقة التي تضرب هامتها كل يوم من دون أن تثنيها عن العمل، والتفكير في مشروع أكبر يبدأ رأسماله بألفي ريال فقط لشراء الأقمشة والمعمول والبخور، وأصبحت تستورد حاجاتها الآن من مملكة البحرين، وتنفق من عائدات بسطتها على أسرتها وتسدد أقساط قرضها المتواضع، من دون أن يغادرها حلم امتلاك ورشة لميكانيك السيارات.
تبسط أم محمد كل يوم بسطتها من شروق شمس النهار إلى مغيبها، وتقول لكل من سألها عن عملها بكل ثقة: «عملي ليس حراماً ولا عيباً، العيب أن أمد يدي لأحد استجديه مالاً».
ومع ذلك، تشكو أم محمد معاناة التنقل كل يوم من بيتها إلى مكان بسطتها إذ تستقطع سيارات الأجرة 30 ريالاً هي نصف إيراداتها اليومية أو أكثر، متمنية إيجاد خدمات مواصلات عمومية ترحم النساء مثلها من عناء التنقل بـ«الليموزينات». وعن أسباب تبني مركز خديجة بنت خويلد لحلم أم محمد في امتلاك ورشة خاصة لميكانيك السيارات، قالت المديرة التنفيذية للمركز الدكتورة بسمة عمير لـ «الحياة»: «التقينا أم محمد في بسطتها تحت شمس ظهيرة أحد أيام شهر رمضان الماضي، وتحدثنا إليها، وأخبرتنا عن شطارتها وحبها لمهنة صيانة السيارات، ورغبتها في افتتاح ورشة خاصة بها في هذا المجال على أن تتولى شخصياً العمل فيها لأنها لا تريد أن يقف رجل مكانها متعهدة بتعليم أقاربها هذه المهنة ليساعدوها في العمل، ووعدناها بدورنا بمحاولة مساعدتها على تحقيق هذا الحلم».
وأضافت الدكتورة عمير: «عجبنا كيف أن المجتمع راضٍ ويتقبل سيدة سعودية تفترش الأرض إلى جوار أحد الشوارع، تحت حرارة الشمس، وتحيطها الأوساخ من كل جانب، وعندما نطالب بأن تعمل المرأة السعودية في سوق مرتبة تبيع للنساء مثلها يرفض الجميع باعتبار أن هذا العمل عيب وغير مسموح للمرأة أن تخوض فيه، فهل هذه هي قيمة المرأة في عين مجتمعنا؟ أترك الإجابة للمجتمع».
Comment