أميركا تستورد متسوقين لتنشيط اقتصادها
قالت صحيفة واشنطن بوست إن أميركا التي استوردت طويلا غذاءها ووقودها، وسياراتها وألبستها، بدأ اقتصادها المنهك يستعد لنوع جديد من الواردات، إنه المتسوقون.
نعم -تقول الصحيفة- متسوقون أغنياء من الصين والهند والبرازيل، حيث يستعد المشرعون ورجال الأعمال وحتى مسؤولو البيت الأبيض لفتح الباب أمام هذه الشريحة من الناس لملء المتاجر والأسواق الأميركية، ويقدمون إغراءات من قبيل قسائم الشراء، وعروض ملكات الجمال ووعود بإصلاح نظام التأشيرة.
وقالت الصحيفة إن الفائدة الإجمالية يمكن أن تكون كبيرة حيث سيتم توفير 1.3 مليون وظيفة عمل جديدة و859 مليار دولار يستفيد منها الاقتصاد في العقد المقبل.
وقال ديفد فرنش نائب رئيس قسم العلاقات الحكومية بالفدرالية الوطنية للتجزئة "لقد وضعوا نظام تحفيز خاص بهم".
وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتجاه يؤكد عمق اعتماد الولايات المتحدة على البلدان التي كانت تُعتبر من قبل في الجزء السفلي من القطب العالمي. فأميركا تعتمد بالفعل على الصين ودول أخرى لتصنيع منتجاتها، وهذا ما خلق خللا في الميزان التجاري بقيمة 45 مليار دولار التي تدفع بأموال مقترضة من خزائنها، والآن يسعى المسؤولون الأميركيون لتشجيع المسافرين الأجانب على شراء بعض من هذه المنتجات مرة أخرى.
وقالت الصحيفة إن غوو هوي (37 عاما) الذي يعيش في بكين، عاد مؤخرا من جولة دامت أسبوعين في حديقة يلوستون الوطنية، وهيوستن ولوس أنجلوس. ويقدر أنه صرف ألفي دولار لاستئجار سيارة ودفع ثمن الوقود واستئجار مسكن لنفسه وزوجته. ثم هناك منتجات أميركية مثل قمصان إد هاردي، وأجهزة كمبيوتر أبل، وإتش بي، وحتى مواد غذائية وحليب الأطفال لولده، بلغ مجموعها مبلغا إضافيا قدره ستة آلاف دولار.
وأوضح هوي أن الأسعار منخفضة مقارنة بالصين، وحمل زوجا من حذاء رياضي من ماركة أديداس ثمنه 25 دولارا وقال "هذا المبلغ لا يمكنك حتى من شراء حذاء مشابه غير أصلي".
وأكدت الصحيفة وجود تباين في سلوك الاستهلاك بأميركا، فالمواطنون الأميركيون الذين كانوا لفترة طويلة يحركون عربة الاقتصاد الأميركي، خفضوا استهلاكهم بسبب معاناة العائلات من ارتفاع نسبة البطالة وانكماش أسعار العقارات، وفي العام الماضي نما الناتج المحلي الأميركي الخام بنسبة ضعيفة جدا وهي 3%، مقابل 10% لكل من الصين والهند و7.5% للبرازيل.
وكشفت الصحيفة وجود توجه رسمي لترويج صورة أميركا كوجهة سياحية وذلك بتسهيل قدوم الأجانب للتسوق.
وأوضحت الصحيفة أن الجزء الأكبر من مداخيل السياحة لأميركا يأتي من كندا واليابان وبريطانيا. لكن الإنفاق الصيني ينمو أسرع، بزيادة 39% في عام 2010، ليبلغ خمسة مليارات دولار. وكان نمو إنفاق البرازيليين قريبا من ذلك، مع زيادة 30% إلى ستة مليارات دولار. وارتفع إنفاق الهنود 12% إلى أربعة مليارات دولار.
وقال بريان بيتون، وهو أستاذ الاقتصاد في كلية امهيرست "لا أعتقد أن تقدم السياحة الأجنبية حل سحري للاقتصاد، ولكنها تُحدث تغييرا ملموسا".
المصدر: واشنطن بوست