Announcement

Collapse
No announcement yet.

ما يجتاح الشرق الأوسط ليس ديمقراطية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • ما يجتاح الشرق الأوسط ليس ديمقراطية

    ما يجتاح الشرق الأوسط ليس ديمقراطية"

    تتشكك صحيفة الجارديان في حقيقة تلك النغمة التي يرددها الغرب في الآونة الأخيرة حول بزوغ فجر الحرية في الشرق الأوسط بفضل الحرب على العراق كما يزعم الغرب.
    وتقول الصحيفة إن النغمة تعدد أوجه موجة الحرية تلك بدءا بالانتخابات الفلسطينية ثم العراقية ومرورا باتجاه الأنظمة الديكتاتورية في مصر والمملكة العربية السعودية نحو الديمقراطية تحت وطأة الضغوط الأمريكية.

    ثم تصل الموجة الى لبنان التي تشهد منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري احتجاجات عارمة مطالبة بانسحاب سورية من لبنان.

    غير أن الصحيفة تقول إن التكذيب الأول لتلك القصة الخيالية التي يروق للغرب ترديدها هي ما شهدته العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء عندما تظاهر أكثر من نصف مليون شخص تضامنا مع الوجود السوري في لبنان ورفض التدخل الأمريكي والأوروبي.

    وتضيف الصحيفة أن مظاهرة حزب الله لم تدحض فقط مزاعم الوحدة الوطنية خلف مطالبة سورية بالانسحاب الفوري من لبنان، وإنما كشفت أيضا فساد ما يسمي بالحركة المؤيدة للديمقراطية في لبنان.

    فالمظاهرات المناهضة لسورية في لبنان والتي يتزعمها المسيحيون والدروز لا تطالب، حسب المقال، بديمقراطية وإنما بانتخابات في ظل النظام الفاسد السائد منذ القدم والذي يمنح المسيحيين نصف المقاعد في البرلمان ويعني عدم إتاحة الفرصة أمام أي مسلم لتولي منصب الرئيس.

    ويرى المقال أن تهميش حزب الله الذي اكتسب شعبيته بعد طرد القوات الإسرائيلية من لبنان في 2000، هو أحد الأهداف الرئيسية وراء الحملة الأمريكية لإخراج سورية من لبنان.

    كما يضيف أن الضغوط على سورية ورائها دوافع عديدة من بينها: إضعاف واحدة من آخر الأنظمة العربية المستقلة، وفتح الباب أمام عودة النفوذ الغربي والإسرائيلي في لبنان. كما أن ما تتجاهله الحملة الأمريكية بلا شك، كما يقول المقال، هو دعم الديمقراطية في كل من سورية أو لبنان على حد سواء.

    فقد أصر بوش على أنه يتعين على سورية الانسحاب من لبنان قبل انتخابات مايو/ أيار حتى تصبح تلك الانتخابات "حرة وعادلة". ويتساءل كاتب المقال عن السبب وراء عدم تطبيق المنطق ذاته أثناء انتخابات العراق حيث يبلغ قوام القوات الأمريكية في العراق 140 ألف جندي بينما لا يتجاوز عدد القوات السورية في لبنان 14 ألف جندي.

    كما يتساءل عن السبب وراء المطالب بالالتزام الفوري بقرار الأمم المتحدة بانسحاب القوات السورية من لبنان في حين أن القرارات المطالبة بانسحاب إسرائيل من فلسطين وسورية أمكن تجاهلها 38 عاما.

    ويخلص المقال إلى أن المزاعم بأن الديمقراطية تجتاح الشرق الأوسط ليست سوى مزاعم كاذبة. فما يجتاح الشرق الأوسط فعلا هو القوات الأمريكية. فمنذ أحداث 11 سبتمبر/ أيلول بسطت الولايات المتحدة نفوذها بصورة أوسع على الشرق الأوسط. فالولايات المتحدة لديها قواعد عسكرية في المملكة العربية السعودية والعراق والإمارات والبحرين وقطر عمان، وذلك دون دعوة واحدة من أي من أنظمة تلك الدول.

    ويلمح المقال إلى أن العرب يرغبون في التخلص من الأنظمة الديكتاتورية التي دعمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا معظمها على مر السنين، وهو السبب وراء ثورة الغضب العارمة المعادية للغرب في تلك الدول.

    ويختتم المقال بالقول إن ما يفتح الباب أمام فجر جديد من الديمقراطية هو أن يدعم الغرب وسائل الإعلام المستقلة مثل قناة الجزيرة القطرية، ويوقف الدعم المالي والعسكري للأنظمة الديكتاتورية ويسحب جميع القوات الأجنبية من المنطقة.
    {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}
Working...
X