فرصة أولمرت الأخيرة
بقلم: يونتان شيم أور
عن "معاريف"
أنت رئيس حكومة. في الاستطلاعات التي يُجرونها من اجلك كل يوم، لا تنجح في الحصول على عشرة نواب. الذئبان الكبيران، باراك وبيبي، يتجولان أحدهما أمام الآخر في دوائر قتالية. إن قفزاتك لا تصرف أعينهما بعضهما عن بعض. انهما لا يحسبان لك حسابا.
في بيتك ينظرون اليك مثل الأبناء في رواق الشيوخ في القسم الداخلي. لا تزال حيا، لكنهم أخذوا يحسبون الميراث، وتقسيم الأملاك، وانتقال الشقة. الشرطة تحقق، والمراقب ينبش عن كبدك، والأسياد من فينوغراد يشحذون السكاكين.
فكِّر مثل اولمرت. ليس هذا صعبا. فهو يفكر مثلك. انه لا يحيا داخل دماغ ونفس أنانيين، غير موضوعيين مثل باراك أو بيبي. فهو مثلك بالضبط يريد مجرد العيش. مثل هاري ترومان، التاجر من كنساس الذي فاز فجأة بالرئاسة بعد أن مات روزفلت، أكبر رؤساء اميركا في القرن العشرين في منتصف ولايته الرابعة، يعلم اولمرت ايضا جيدا أنه لن يُعطى أبدا فرصة الرجوع. هذا الآن، أو أن يخرج من التاريخ كخاسر من لبنان.
أُنظر الى العالم بعيني اولمرت. ليست لك مشايعة عامة أو حزبية. كل ما يوجد لك، لوقت محدد مستعار، هو المنصب. أنت رئيس الحكومة، اذا ما قمت بشيء ما كبير، وحاسم، فسيصبح كل ما تبقى قزما. المراقب، ولبنان، وتسيبي لفني. ولكن يجب عليك أن تفعل هذا، الآن، من الغد صباحا، لان فينوغراد ستكون بعد غد.
العمل، على التحقيق، لكن ماذا؟ فكِّر، عملية عظيمة. تفجير المفاعلات الفارسية. قتل نصر الله. شيء ما كهذا. حسن، ماذا؟ فكّر مرة اخرى، مثل اولمرت. لم يعد يجلس في وزارة الدفاع شخص مثل بيرتس من سديروت مع غطاء على النظارة. كل نجاح أمني الآن يدخل في حساب استحقاق ايهود باراك. ألم تكن مجنونا بتعزيزك من يريد قتلك؟.
مضت العملية. أربما سلام؟ ليس سيئا. تعلم أن أبو مازن ضعيف، مثلك تماما، وأنت تعرف الفقرة من المصادر القديمة عن الأعمى الذي يقود الأعرج. لكنك لست من المصادر القديمة بل أنت من هنا. منذ ألفي سنة لم يبلغ الضرير والأعرج أي مكان لانهما لم يتغيرا. لو كان الأعرج يقود الأعمى الذي يؤيده لكان يمكن التقدم على نحو حسن جدا.
السلام فرض عليك، ويحتاج شريكك من رام الله الى هذا ايضا. انه شريك جيد، أنقذ لك ضابطا وسينقذك، الآن. تعلم انه بعد اقامة دولة "حماس" في غزة، لم تعد لأبو مازن أي مشكلة مع رجال "فتح" في الضفة. على العكس. انهم يريدون دولة حُرة، ومفتوحة، مع مطار وجيش، وأن ينظروا من غزة، وأن يحسدوا، وأن يقطعوا أعناق ذوي اللحى الذين سيطروا عليهم، وأن يتدفقوا عليهم في قوافل من السيارات على الجسر المرتفع الكبير الذي سيصل القطاع بجبل الخليل.
فكِّر يا اولمرت. لا وقت لك لاتفاقات مبادئ، ولمؤتمرات، ولضباط مع خرائط. لا احتمال أن تفعل ذلك في وضح النهار، ولا تحت ضوء شمعة تبدأ تُسرّب بخفقها ما تم الاتفاق عليه بحيث ينفجر كل شيء. يجب عليك فعل ذلك بهدوء، وسراً، وحسم كل شيء. كل شيء تماما. اتفاق سلام أبدي بين اسرائيل وفلسطين.
أنت اولمرت. هذا ما تفكر فيه، وهذا ما تفعله. لا تقول هذا لانسان، ولا لكوندوليزا خاصة. يجب على أحد ما أن يدفع عن هذا الجسر الكبير، من اجل توطين مائة ألف لاجئ، من اجل أمن اسرائيل، ومن اجل اقامة فلسطين. سيدخل الاميركيون الصورة في اللحظة الأخيرة، وسيُقدمون شيكا ويحصلون على اعتماد.
فكِّر يا اولمرت وسيكون لك سلام. لا بعد غد بل غداً.
بقلم: يونتان شيم أور
عن "معاريف"
أنت رئيس حكومة. في الاستطلاعات التي يُجرونها من اجلك كل يوم، لا تنجح في الحصول على عشرة نواب. الذئبان الكبيران، باراك وبيبي، يتجولان أحدهما أمام الآخر في دوائر قتالية. إن قفزاتك لا تصرف أعينهما بعضهما عن بعض. انهما لا يحسبان لك حسابا.
في بيتك ينظرون اليك مثل الأبناء في رواق الشيوخ في القسم الداخلي. لا تزال حيا، لكنهم أخذوا يحسبون الميراث، وتقسيم الأملاك، وانتقال الشقة. الشرطة تحقق، والمراقب ينبش عن كبدك، والأسياد من فينوغراد يشحذون السكاكين.
فكِّر مثل اولمرت. ليس هذا صعبا. فهو يفكر مثلك. انه لا يحيا داخل دماغ ونفس أنانيين، غير موضوعيين مثل باراك أو بيبي. فهو مثلك بالضبط يريد مجرد العيش. مثل هاري ترومان، التاجر من كنساس الذي فاز فجأة بالرئاسة بعد أن مات روزفلت، أكبر رؤساء اميركا في القرن العشرين في منتصف ولايته الرابعة، يعلم اولمرت ايضا جيدا أنه لن يُعطى أبدا فرصة الرجوع. هذا الآن، أو أن يخرج من التاريخ كخاسر من لبنان.
أُنظر الى العالم بعيني اولمرت. ليست لك مشايعة عامة أو حزبية. كل ما يوجد لك، لوقت محدد مستعار، هو المنصب. أنت رئيس الحكومة، اذا ما قمت بشيء ما كبير، وحاسم، فسيصبح كل ما تبقى قزما. المراقب، ولبنان، وتسيبي لفني. ولكن يجب عليك أن تفعل هذا، الآن، من الغد صباحا، لان فينوغراد ستكون بعد غد.
العمل، على التحقيق، لكن ماذا؟ فكِّر، عملية عظيمة. تفجير المفاعلات الفارسية. قتل نصر الله. شيء ما كهذا. حسن، ماذا؟ فكّر مرة اخرى، مثل اولمرت. لم يعد يجلس في وزارة الدفاع شخص مثل بيرتس من سديروت مع غطاء على النظارة. كل نجاح أمني الآن يدخل في حساب استحقاق ايهود باراك. ألم تكن مجنونا بتعزيزك من يريد قتلك؟.
مضت العملية. أربما سلام؟ ليس سيئا. تعلم أن أبو مازن ضعيف، مثلك تماما، وأنت تعرف الفقرة من المصادر القديمة عن الأعمى الذي يقود الأعرج. لكنك لست من المصادر القديمة بل أنت من هنا. منذ ألفي سنة لم يبلغ الضرير والأعرج أي مكان لانهما لم يتغيرا. لو كان الأعرج يقود الأعمى الذي يؤيده لكان يمكن التقدم على نحو حسن جدا.
السلام فرض عليك، ويحتاج شريكك من رام الله الى هذا ايضا. انه شريك جيد، أنقذ لك ضابطا وسينقذك، الآن. تعلم انه بعد اقامة دولة "حماس" في غزة، لم تعد لأبو مازن أي مشكلة مع رجال "فتح" في الضفة. على العكس. انهم يريدون دولة حُرة، ومفتوحة، مع مطار وجيش، وأن ينظروا من غزة، وأن يحسدوا، وأن يقطعوا أعناق ذوي اللحى الذين سيطروا عليهم، وأن يتدفقوا عليهم في قوافل من السيارات على الجسر المرتفع الكبير الذي سيصل القطاع بجبل الخليل.
فكِّر يا اولمرت. لا وقت لك لاتفاقات مبادئ، ولمؤتمرات، ولضباط مع خرائط. لا احتمال أن تفعل ذلك في وضح النهار، ولا تحت ضوء شمعة تبدأ تُسرّب بخفقها ما تم الاتفاق عليه بحيث ينفجر كل شيء. يجب عليك فعل ذلك بهدوء، وسراً، وحسم كل شيء. كل شيء تماما. اتفاق سلام أبدي بين اسرائيل وفلسطين.
أنت اولمرت. هذا ما تفكر فيه، وهذا ما تفعله. لا تقول هذا لانسان، ولا لكوندوليزا خاصة. يجب على أحد ما أن يدفع عن هذا الجسر الكبير، من اجل توطين مائة ألف لاجئ، من اجل أمن اسرائيل، ومن اجل اقامة فلسطين. سيدخل الاميركيون الصورة في اللحظة الأخيرة، وسيُقدمون شيكا ويحصلون على اعتماد.
فكِّر يا اولمرت وسيكون لك سلام. لا بعد غد بل غداً.