كتبت بينازير بوتو، رئيسة الوزراء الباكستانية الأسبق مرتين، من لندن مقالاً نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز تحت عنوان "لحظة صدق في باكستان:
لمصلحة العالم المتحضر، لابد أن تسود قوى الديمقراطية على قوى التطرف"، ذكرت فيه أن هناك لحظات في التاريخ تثبت أنها لحظات حاسمة ونقطة تحول للمستقبل. فقد كانت الحرب الأهلية الأمريكية لحظة من هذا النوع في تاريخ الولايات المتحدة. وكذلك سقوط حائط برلين بالنسبة لألمانيا والإتحاد الأوروبي. واليوم في باكستان، فهي تكمن برأي الكاتبة في لحظة من الصدق والمصارحة مع النفس، ذلك أن ما يتخذ من قرارات الآن سيقرر ما إذا كان يمكن احتواء التطرف والإرهاب لإنقاذ باكستان من الإنهيار الداخلي وحفظ استقرار العالم المتحضر أجميع، وليس باكستان فحسب.
وتمضي بوتو إلى القول بأن الحركات المتطرفة كانت في أدنى مستويات قوتها في باكستان الديمقراطية. ففي جميع الإنتخابات الديمقراطية لم تنجح الأحزاب الدينية المتطرفة قط في الحصول على أكثر من 11% من الأصوات. لكن في ظل الحكم الديكتاتوري، وبخاصة في عهد الجنرال ضياء الحق في الثمانينات وفي عهد الجنرال مشرف خلال هذا العقد، استطاعت قوى التطرف الديني من أن تكسب موطئ قدم لها في باكستان. وسواء كان القادة من أمثال ضياء الحق يستغلون الدين لمصالحهم السياسية الشخصية، أو أن النظم الديكتاتورية بطبيعتها تولد الحرمان واليأس، تبقى الحقيقة جلية وهي أن التطرف بات يشكل تهديداً على باكستان وعلى المنطقة وعلى العالم أجمع. وتمضي بوتو إلى القول بأنها في أثناء تقلدها لمنصب رئاسة الوزراء في باكستان، فرضت سيادة القانون على جميع ربوع باكستان، بما فيها المناطق القبلية في وازيريستان، وأنها بمساعدة من الأهالي هناك نجحت في استئصال تجارة دولية في المخدرات كانت مزدهرة في عهد النظم الديكتاتورية. واليوم فقد تحول أمراء المخدرات الدوليين إلى متطرفين وإرهابيين دينيين.
وتنازلت الحكومة الراهنة في باكستان عن مساحات شاسعة من البلاد وتركتها لسيطرة قوات موالية للطالبان وتنظيم القاعدة، مدعية بأن هذه المناطق القبلية تستعصي على الحكم، في حين أنها، أي رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وكاتبة هذا المقال، ترى أن الحكومة الديمقراطية قادرة على حكم هذه المناطق التي يدعي النظام الحالي بأنها تستعصي على الحكم وإخضاعها لسلطة الدولة. وتورد بوتو أن مشرف لا زال يتمتع بتأييد المجتمع الدولي والقوات المسلحة الباكستانية له، لكن هذا التأييد لن يعوضه عن التأييد الشعبي الذي ينقصه، بخاصة بعدما أظهر تزايد الفقر والبطالة أنه لا سبيل إلى تلبية احتياجات الناس في غياب الديمقراطية.
وتختم بوتو مقالها بصحيفة لوس أنجلوس تايمز بالإشارة إلى أن حادثة المسجد الأحمر أظهرت أنه لا سبيل إلى إبرام صفقات مع المتطرفين الدينيين، قائلة إن باكستان تقف الآن على مفترق طرق، وأن نجاحها من شأنه أن يبعث بإشارة لأكثر من مليار مسلم حول العالم تفيد بأن الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية والحداثة والاعتدال، قائلة إنها ستعود لباكستان هذا الخريف وتعلم أن أياماً صعبة تنتظرها هناك، لكنها وضعت ثقتها في شعبها وتوكلت على الله.
لمصلحة العالم المتحضر، لابد أن تسود قوى الديمقراطية على قوى التطرف"، ذكرت فيه أن هناك لحظات في التاريخ تثبت أنها لحظات حاسمة ونقطة تحول للمستقبل. فقد كانت الحرب الأهلية الأمريكية لحظة من هذا النوع في تاريخ الولايات المتحدة. وكذلك سقوط حائط برلين بالنسبة لألمانيا والإتحاد الأوروبي. واليوم في باكستان، فهي تكمن برأي الكاتبة في لحظة من الصدق والمصارحة مع النفس، ذلك أن ما يتخذ من قرارات الآن سيقرر ما إذا كان يمكن احتواء التطرف والإرهاب لإنقاذ باكستان من الإنهيار الداخلي وحفظ استقرار العالم المتحضر أجميع، وليس باكستان فحسب.
وتمضي بوتو إلى القول بأن الحركات المتطرفة كانت في أدنى مستويات قوتها في باكستان الديمقراطية. ففي جميع الإنتخابات الديمقراطية لم تنجح الأحزاب الدينية المتطرفة قط في الحصول على أكثر من 11% من الأصوات. لكن في ظل الحكم الديكتاتوري، وبخاصة في عهد الجنرال ضياء الحق في الثمانينات وفي عهد الجنرال مشرف خلال هذا العقد، استطاعت قوى التطرف الديني من أن تكسب موطئ قدم لها في باكستان. وسواء كان القادة من أمثال ضياء الحق يستغلون الدين لمصالحهم السياسية الشخصية، أو أن النظم الديكتاتورية بطبيعتها تولد الحرمان واليأس، تبقى الحقيقة جلية وهي أن التطرف بات يشكل تهديداً على باكستان وعلى المنطقة وعلى العالم أجمع. وتمضي بوتو إلى القول بأنها في أثناء تقلدها لمنصب رئاسة الوزراء في باكستان، فرضت سيادة القانون على جميع ربوع باكستان، بما فيها المناطق القبلية في وازيريستان، وأنها بمساعدة من الأهالي هناك نجحت في استئصال تجارة دولية في المخدرات كانت مزدهرة في عهد النظم الديكتاتورية. واليوم فقد تحول أمراء المخدرات الدوليين إلى متطرفين وإرهابيين دينيين.
وتنازلت الحكومة الراهنة في باكستان عن مساحات شاسعة من البلاد وتركتها لسيطرة قوات موالية للطالبان وتنظيم القاعدة، مدعية بأن هذه المناطق القبلية تستعصي على الحكم، في حين أنها، أي رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وكاتبة هذا المقال، ترى أن الحكومة الديمقراطية قادرة على حكم هذه المناطق التي يدعي النظام الحالي بأنها تستعصي على الحكم وإخضاعها لسلطة الدولة. وتورد بوتو أن مشرف لا زال يتمتع بتأييد المجتمع الدولي والقوات المسلحة الباكستانية له، لكن هذا التأييد لن يعوضه عن التأييد الشعبي الذي ينقصه، بخاصة بعدما أظهر تزايد الفقر والبطالة أنه لا سبيل إلى تلبية احتياجات الناس في غياب الديمقراطية.
وتختم بوتو مقالها بصحيفة لوس أنجلوس تايمز بالإشارة إلى أن حادثة المسجد الأحمر أظهرت أنه لا سبيل إلى إبرام صفقات مع المتطرفين الدينيين، قائلة إن باكستان تقف الآن على مفترق طرق، وأن نجاحها من شأنه أن يبعث بإشارة لأكثر من مليار مسلم حول العالم تفيد بأن الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية والحداثة والاعتدال، قائلة إنها ستعود لباكستان هذا الخريف وتعلم أن أياماً صعبة تنتظرها هناك، لكنها وضعت ثقتها في شعبها وتوكلت على الله.