وفي الشأن التركي، كتب مصطفى أكيول، نائب رئيس تحرير صحيفة ديلي نيوز التركية، مقالاً نشرته صحيفة واشنطن تايمز تحت عنوان "عبد الله غول، سياسي إسلامي يسعى للتحديث"،
ذكر فيه أن إنتخاب عبد الله غول لمنصب الرئيس التركي الحادي عشر استرعى الكثير من الإهتمام العالمي، وأن هناك الكثير من الأسباب الوجيهة التي تستوجب ذلك. فتركيا هي دولة ذات أغلبية مسلمة وقادتها، وبخاصة رؤسائها، كانوا ذات يوم ذوي خلفيات علمانية، وليس إسلامية. أما غول فهو شخص مسلم ملتزم، كما أن زوجته المتدينة هايرونيسا غول، ترتدي الحجاب الإسلامي. ومن هنا فقد يحق لبعض الناس التساؤل إن كان يرمز هذان الزوجان المتمسكان بدينهما إلى ردة في المسعى التركي طيلة قرنين من الزمن نحو التحديث.
ويقول أكيول "إننا لو افترضنا أن التمسك بالإسلام والأخذ بالحداثة متعارضان بالفطرة- مثلما يؤكد العلمانيون المتطرفون- فقد تأتي الإجابة ب"نعم" متشائمة." لكن هذا الإفتراض يقبل التفنيد وبوسع المرء أن يخط مجلدات حول القرائن التي تثبت عكس ذلك. وبمطالعة قصص لأفراد من أمثال غول يرى المرء كيف يمكن للمسلمين المتمسكين بدينهم أن يكونوا مدافعين عن الديمقراطية والحرية والتقدم.
ويلفت أكيول إلى أن المجتمع التركي كان ُيوصف في القرن العشرين بأنه يقف تائهاً بين النخبة الحضرية العلمانية ذات الميول الغربية في المدن، وبين الجماهير التقليدية والمتدينة العريضة في أناضوليا. ويقول الكاتب إن الأولى عرفت نفسها ب"المستنيرة" وافترضت أن لها الحق في الهيمنة على الدولة والمجتمع لكي تعلم وتنور الأناضوليين، أو تقمعهم إن لم تنجح.
وجاء غول من هذه الخلفية التقليدية المتدينة من مدينة بوسط الأناضول، من عائلة عريقة من الأئمة والفقهاء الصوفيين. وفي الجامعة التحق غول بحركة محافظة مناهضة للشيوعية، ووجد الفرصة لاكتشاف فضائل الغرب الحديث خلال عامين قضاهما في لندن، حيث تأثر بجو الإنفتاح والشفافية والتسامح والتعديدية. ومن أبرز ذكرياته في لندن أثناء دراسته كانت الدعوة التي وجهها له قس مسيحي لتأدية صلواته اليومية في محراب كنيسة الجامعة، فأدرك حينها أن العلمانية الإستبدادية التي تبرأت من تعليم زوجته بسبب ارتدائها الحجاب لم تأت من الديمقراطية على الطراز الغربي، بل جاءت من ضعف النظام التركي ذاته. وفي عام 1991 انضم غول إلى حزب الرفاهية الإسلامي، لكنه لم يعتنق قط الدعاية المناهضة للغرب والمناهضة للسامية التي اشتهر بها زعيم الحزب، نجم الدين أربكان.
وفي أواخر التسعينات أسس غول مع عمدة اسطنبول الكاريزمي رجب طيب أردوغان ما عرف بالحركة الإصلاحية داخل حزب الرفاهية، التي سرعان ما انفصلت عنه لكي تنشئ حزب العدالة والتنمية في عام 2001. ويختم أكيول مقاله بصحيفة واشنطن تايمز بالإشارة إلى أن العلمانيين المتطرفين في تركيا، وفي شتى بلدان العالم الإسلامي، دأبوا على الترويج للحداثة على حساب الإسلام، فلم يكن من المستغرب أن تثور ضدهم المشاعر الإسلامية، في حين أن المصالحة ممكنة بين الإسلام والحداثة، وهذا هو ما يطوق إليه المسلمون حول العالم.
ذكر فيه أن إنتخاب عبد الله غول لمنصب الرئيس التركي الحادي عشر استرعى الكثير من الإهتمام العالمي، وأن هناك الكثير من الأسباب الوجيهة التي تستوجب ذلك. فتركيا هي دولة ذات أغلبية مسلمة وقادتها، وبخاصة رؤسائها، كانوا ذات يوم ذوي خلفيات علمانية، وليس إسلامية. أما غول فهو شخص مسلم ملتزم، كما أن زوجته المتدينة هايرونيسا غول، ترتدي الحجاب الإسلامي. ومن هنا فقد يحق لبعض الناس التساؤل إن كان يرمز هذان الزوجان المتمسكان بدينهما إلى ردة في المسعى التركي طيلة قرنين من الزمن نحو التحديث.
ويقول أكيول "إننا لو افترضنا أن التمسك بالإسلام والأخذ بالحداثة متعارضان بالفطرة- مثلما يؤكد العلمانيون المتطرفون- فقد تأتي الإجابة ب"نعم" متشائمة." لكن هذا الإفتراض يقبل التفنيد وبوسع المرء أن يخط مجلدات حول القرائن التي تثبت عكس ذلك. وبمطالعة قصص لأفراد من أمثال غول يرى المرء كيف يمكن للمسلمين المتمسكين بدينهم أن يكونوا مدافعين عن الديمقراطية والحرية والتقدم.
ويلفت أكيول إلى أن المجتمع التركي كان ُيوصف في القرن العشرين بأنه يقف تائهاً بين النخبة الحضرية العلمانية ذات الميول الغربية في المدن، وبين الجماهير التقليدية والمتدينة العريضة في أناضوليا. ويقول الكاتب إن الأولى عرفت نفسها ب"المستنيرة" وافترضت أن لها الحق في الهيمنة على الدولة والمجتمع لكي تعلم وتنور الأناضوليين، أو تقمعهم إن لم تنجح.
وجاء غول من هذه الخلفية التقليدية المتدينة من مدينة بوسط الأناضول، من عائلة عريقة من الأئمة والفقهاء الصوفيين. وفي الجامعة التحق غول بحركة محافظة مناهضة للشيوعية، ووجد الفرصة لاكتشاف فضائل الغرب الحديث خلال عامين قضاهما في لندن، حيث تأثر بجو الإنفتاح والشفافية والتسامح والتعديدية. ومن أبرز ذكرياته في لندن أثناء دراسته كانت الدعوة التي وجهها له قس مسيحي لتأدية صلواته اليومية في محراب كنيسة الجامعة، فأدرك حينها أن العلمانية الإستبدادية التي تبرأت من تعليم زوجته بسبب ارتدائها الحجاب لم تأت من الديمقراطية على الطراز الغربي، بل جاءت من ضعف النظام التركي ذاته. وفي عام 1991 انضم غول إلى حزب الرفاهية الإسلامي، لكنه لم يعتنق قط الدعاية المناهضة للغرب والمناهضة للسامية التي اشتهر بها زعيم الحزب، نجم الدين أربكان.
وفي أواخر التسعينات أسس غول مع عمدة اسطنبول الكاريزمي رجب طيب أردوغان ما عرف بالحركة الإصلاحية داخل حزب الرفاهية، التي سرعان ما انفصلت عنه لكي تنشئ حزب العدالة والتنمية في عام 2001. ويختم أكيول مقاله بصحيفة واشنطن تايمز بالإشارة إلى أن العلمانيين المتطرفين في تركيا، وفي شتى بلدان العالم الإسلامي، دأبوا على الترويج للحداثة على حساب الإسلام، فلم يكن من المستغرب أن تثور ضدهم المشاعر الإسلامية، في حين أن المصالحة ممكنة بين الإسلام والحداثة، وهذا هو ما يطوق إليه المسلمون حول العالم.