الأسـد وحـيـداً ..
بقلم : سمدار بيري
عن "يديعوت"
يشكل شهر رمضان دوما ذريعة ناجعة لحكام العالم العربي وبخاصة المتنازعون الواحد مع الاخر كي يرفع أحدهما الهاتف ليتمنى لنظيره صوما مقبولا. وهكذا هاتف الرئيس الايران احمدي نجاد خصمه المرير عبدالله ملك السعودية. وهكذا وصلت عشرات المكالمات الى قصر مبارك في القاهرة وقصر الملك محمد السادس ملك المغرب. ولكن الهاتف في قصر الشعب في دمشق صامت. لا أحد يرن لبشار الاسد. باستثناء القذافي ورئيس السودان، فانه لا احد من قادة العالم العربي معني به.
بعد سبع سنوات من الرئاسة حظي الاسد لدى الحكام العرب بتعابير التحقير. في أحاديث مغلقة يسمونه الاهبل، ويشيرون الى صهره الجنرال آصف شوكت، رئيس المخابرات الذي يحرص على البقاء في الظل اعلاميا بأنه "رجل سورية القوي". وهكذا فان الرئيس السوري منعزل في القيادة. وحتى عمرو موسى، امين عام الجامعة العربية، الذي لم يفوت حتى اليوم فرصة لمهاجمة اسرائيل بكلمات حادة، يصمت.
لدي شكاوى شديدة، لم يخفِ وزير الخارجية السوري وليد المعلم غضبه تجاه زعماء العالم العربي الذين لم يسارعوا الى الاعراب عن التضامن مع سورية بعد غارة الطائرات الاسرائيلية. اين التضامن؟ اشتكى. وكان المعلم قد تبنى توقعات كبيرة قبل اللقاء مع ملك السعودية الذي كان فرصة للمصالحة بين الرياض ودمشق. غير أنه في اللحظة الاخيرة، بعد أن استوعب الملك السعودي ما يتخفى خلف تسلل الطائرات الى سورية، كما نشر في الصحف الاجنبية، الغي اللقاء. دون مبررات.
في الاسبوع الماضي قررت دمشق ان تكون هي أول من ينشر نبأ تسلل الطائرات. غير أن ردود الفعل ظهرت غير منسقة ويتضارب الواحد مع الاخر: الناطق بلسان الجيش السوري بدأ بلاغه بالاعتذار وفي الحال تباهى بأن منظومة الدفاع الجوي السورية طاردت طائرات العدو. وبعد نحو ساعة تحدث وزير الاعلام د. محسن بلال بنبرة مغايرة فعدل البلاغ العسكري. لم نجبر الطائرات على الفرار بل فرت هي بنفسها بعد أن انكشفت على شاشات الرادار. وفي السياق سارع فوزي الشعيبي المقرب من الرئيس بالتهديد بأن "سورية تحتفظ لنفسها بحق الرد"، فيما قال نائب وزير الخارجية، فيصل مقداد: "نحن لا ندرس امكانيات الرد".
وكان الاسد قضى الاسبوع الماضي في لقاءات مع وجهاء محليين: جوائز للحكام المتميزين، شهادات اعتبار للتلاميذ في المدارس، احاديث مع منظمي احتفالات؛ لم يسبق لجدول اعمال الرئيس السوري أن كان مليئا بهذا العدد الكبير من الجلسات المملة.
صباح أول من أمس بشرت الصحف الرسمية بنهاية موسم السياحة والاسعار الزهيدة في الفنادق وهاجمت الرئيس بوش في كل المقالات الافتتاحية على سياسته في العراق. ولم تُذكر أية كلمة عما حصل في سماء سورية قبل عشرة ايام. وفي الموقع الاخباري الشعبي "ايلاف" وجدوا السبيل لاستفزاز قصر الرئاسة في دمشق: صورة كبيرة لمنظمي اجتماع المعارضة السورية في برلين بنجومية نائب الرئيس القديم المنفي في باريس عبدالحليم خدام، وبرعاية الادارة في واشنطن. الرئيس بوش، كما كتب الصحافي يقول، يعتزم انعاش قائمة "محور الشر" وادخال سورية اليها، الى جانب حلفائها المخلصين، كوريا الشمالية وايران.
بقلم : سمدار بيري
عن "يديعوت"
يشكل شهر رمضان دوما ذريعة ناجعة لحكام العالم العربي وبخاصة المتنازعون الواحد مع الاخر كي يرفع أحدهما الهاتف ليتمنى لنظيره صوما مقبولا. وهكذا هاتف الرئيس الايران احمدي نجاد خصمه المرير عبدالله ملك السعودية. وهكذا وصلت عشرات المكالمات الى قصر مبارك في القاهرة وقصر الملك محمد السادس ملك المغرب. ولكن الهاتف في قصر الشعب في دمشق صامت. لا أحد يرن لبشار الاسد. باستثناء القذافي ورئيس السودان، فانه لا احد من قادة العالم العربي معني به.
بعد سبع سنوات من الرئاسة حظي الاسد لدى الحكام العرب بتعابير التحقير. في أحاديث مغلقة يسمونه الاهبل، ويشيرون الى صهره الجنرال آصف شوكت، رئيس المخابرات الذي يحرص على البقاء في الظل اعلاميا بأنه "رجل سورية القوي". وهكذا فان الرئيس السوري منعزل في القيادة. وحتى عمرو موسى، امين عام الجامعة العربية، الذي لم يفوت حتى اليوم فرصة لمهاجمة اسرائيل بكلمات حادة، يصمت.
لدي شكاوى شديدة، لم يخفِ وزير الخارجية السوري وليد المعلم غضبه تجاه زعماء العالم العربي الذين لم يسارعوا الى الاعراب عن التضامن مع سورية بعد غارة الطائرات الاسرائيلية. اين التضامن؟ اشتكى. وكان المعلم قد تبنى توقعات كبيرة قبل اللقاء مع ملك السعودية الذي كان فرصة للمصالحة بين الرياض ودمشق. غير أنه في اللحظة الاخيرة، بعد أن استوعب الملك السعودي ما يتخفى خلف تسلل الطائرات الى سورية، كما نشر في الصحف الاجنبية، الغي اللقاء. دون مبررات.
في الاسبوع الماضي قررت دمشق ان تكون هي أول من ينشر نبأ تسلل الطائرات. غير أن ردود الفعل ظهرت غير منسقة ويتضارب الواحد مع الاخر: الناطق بلسان الجيش السوري بدأ بلاغه بالاعتذار وفي الحال تباهى بأن منظومة الدفاع الجوي السورية طاردت طائرات العدو. وبعد نحو ساعة تحدث وزير الاعلام د. محسن بلال بنبرة مغايرة فعدل البلاغ العسكري. لم نجبر الطائرات على الفرار بل فرت هي بنفسها بعد أن انكشفت على شاشات الرادار. وفي السياق سارع فوزي الشعيبي المقرب من الرئيس بالتهديد بأن "سورية تحتفظ لنفسها بحق الرد"، فيما قال نائب وزير الخارجية، فيصل مقداد: "نحن لا ندرس امكانيات الرد".
وكان الاسد قضى الاسبوع الماضي في لقاءات مع وجهاء محليين: جوائز للحكام المتميزين، شهادات اعتبار للتلاميذ في المدارس، احاديث مع منظمي احتفالات؛ لم يسبق لجدول اعمال الرئيس السوري أن كان مليئا بهذا العدد الكبير من الجلسات المملة.
صباح أول من أمس بشرت الصحف الرسمية بنهاية موسم السياحة والاسعار الزهيدة في الفنادق وهاجمت الرئيس بوش في كل المقالات الافتتاحية على سياسته في العراق. ولم تُذكر أية كلمة عما حصل في سماء سورية قبل عشرة ايام. وفي الموقع الاخباري الشعبي "ايلاف" وجدوا السبيل لاستفزاز قصر الرئاسة في دمشق: صورة كبيرة لمنظمي اجتماع المعارضة السورية في برلين بنجومية نائب الرئيس القديم المنفي في باريس عبدالحليم خدام، وبرعاية الادارة في واشنطن. الرئيس بوش، كما كتب الصحافي يقول، يعتزم انعاش قائمة "محور الشر" وادخال سورية اليها، الى جانب حلفائها المخلصين، كوريا الشمالية وايران.