الحجاج المسيحيون مشكلة في إسرائيل
- أوصت اللجنة الرسمية لرئاسة الحاخامين بمنع مشاركة الحجاج المسيحيين في الأعياد تحسبا للأعمال التبشيرية، وفيما يلي تعليق للأب مالكولم هدينج المدير العام للسفارة المسيحية الدولية بالقدس على هذه التوصية ورد عضو الكنيست يعقوب مرجي رئيس كتلة شاس بالكنيست عليه.- الأب/ مالكولم هدينج
- بمناسبة عيد المظال فإن السفارة المسيحية الدولية بالقدس تستضيف آلاف الحجاج المسيحيين، ومن المتوقع أن يشترك في هذا الحدث السياحي السنوي الكبير هذا العام 7000 حاج من مائة دولة. والمشاركون المسيحيون معروفين باهتمامهم وحبهم العميق لإسرائيل. وهم يأتون للقدس في فترات الأعياد منذ 28 عاما، ويستقبلهم الإسرائيليون بحفاوة كبيرة.
- لهذا فإن التوصية بحظر مشاركتهم والتي تعكس قلقا من التأثير التبشيري كانت مخيبه للآمال. إن السفارة المسيحية لا تمارس مطلقا أية أنشطة تبشيرية في إسرائيل وترشد أيضا الحجاج بمنع مثل هذه الأنشطة طوال فترة وجودهم في إسرائيل.
- والحجاج يأتون للقدس في عيد المظال لأسباب دينية شخصية، إذ يؤمنون بأنهم يؤدون فريضة الحج المنصوص عليها في العهد القديم وأعضاء اللجنة يعرفون ذلك جيدا. ولقد رحب كبير الحاخامين السابق شلومو جورن بالحجاج في إحدى التجمعات السابقة بتحية "مرحبا بالضيوف باسم الرب" وهي التحية التقليدية لاستقبال الحجاج بالقدس. وهذا التعبير يثبت أن عيد المظال يحتفل به أيضا الجوييم (غير اليهود) وهم مدعوون للمدينة المقدسة عندما رحب بهم كبير الحاخامين باسم إله إبراهيم واسحق ويعقوب.
- وخلال ما يزيد عن ثلاثين عاما وفرت السفارة المسيحية الدعم والسلوى لإسرائيل وللشعب اليهودي بهدف تدارك الظلم التاريخي الذي حدث لليهود في العهود المسيحية السابقة. والمسيحيون الإنجيليون لم يشاركوا في هذه الفظائع ولكنهم مضطرين لحمل عبء الميراث المُر لأخوتهم المسيحيين.
- إن السفارة المسيحية تعمل في مهمة استيعاب المهاجرين والإعانة الاجتماعية للمحتاجين ومنهم: البؤساء والناجين من النازية والنساء المنكوبات والشباب الذين يمرون بضائقة مالية. ومنذ عام 1989 تساعد السفارة حوالي 100000 مهاجر جديد من الاتحاد السوفيتي السابق ومؤخرا تمول إنشاء مسبح للأطفال المعاقين. وتقوم السفارة أيضا بأنشطة مؤيدة لإسرائيل في الخارج عن طريق مبعوثيها وأعضائها في 80 دولة حول العالم.
- وقد أقر أنبياء إسرائيل بمساهمة الجوييم (غير اليهود) في بناء صهيون، كما قال النبي أشعياء: "وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك. لأنك بغضبي ضربتك وبرضواني رحمتك. وتنفتح أبوابك دائما. نهارا وليلا لا تغلق. ليؤتى إليك بغِنَي الأمم وتقاد ملوكهم" (سفر أشعياء الاصحاح 60).
- ونحن نرى أننا "جيش الجوييم" المذكور.
- وللأسف هناك مَنْ يقلق من المسيحية بالرغم من أنها لا تشكل تهديدا وليست معادية لليهود. ولقد مرّ العالم المسيحي بتغييرات هائلة في الحقب الأخيرة: فالكراهية والازدراء حلّ محلهم في قلب الكثيرين منا الحب الكبير والالتزام العميق نحو إسرائيل والشعب اليهودي. والكثير من اليهود يدركون ويقرون بهذا التغيير. ونحن لا نكف عن جهودنا لنحظى بثقة هؤلاء الذين مازالوا لا يستوعبون ذعرنا النادم وما نقوم به لأجل الشعب اليهودي.
- عضو الكنيست يعقوب مرجي
- التاريخ يعيد نفسه ففي الماضي واليوم تدار الأنشطة التبشيرية بدعوى الرحمة في دين المحبة وهذا بهدف مضاعفة المرتدين في إسرائيل لإتباع التعاليم المسيحية. وعليه فإنه لديهم هيئات تحاول تحقيق هدفهم النهائي بإبادة الشعب اليهودي عن طريق المال.
- يمتلئ التاريخ بالمذابح والحروب الصليبية ومحاكم التفتيش وفرية الدم (هي تهمة قتل غير اليهود في عشية عيد الفصح ودائما ما ينكرها اليهود على أنها ملفقة زورا) وكل هذا باسم نفس "الحب" وإن لم يكن بالبركات والرحمات، إذ كان بالبطش والتعذيب والتدمير والنار والقتل والذبح وبدون رحمة.
- أما اليوم فالمبشرين مضطرين لتغيير طرقهم التبشيرية مثل شراء الأنفس بالمال وبالمشاريع الخادعة وبالهجرة وتأمين محل العمل. وهذه هي وسائل الإقناع التي يتبعها المبشرون المحترفون. إن تغيير الديانة للمسيحية يُعد لسبب أيديولوجي ولهذا كل الوسائل مباحة في سبيل تحقيقه لأنه بحسب إدعائهم "إغاثة" للضحية الموعودة.
- الوعود في معظمها لا تُنفذ أما الضحية المبتلاه الضعيفة المضطربة واليائسة لا تعرف ذلك. توجد حالات تثق فيها الضحية بالمضللين المحترفين ذوي الألسن المداهنة لكن هذا جاء متأخرا لأن الإذلال والتدمير السابق هو نفس الرعب الداخلي الذي يبثه المبشّر في النفس التائه للضحية.
- لا توجد حاجة في اليهودية لتهويد أصحاب الديانات الأخرى. فحرية العبادة شيء ولا داعي لمنع أصحاب أي دين آخر التصرف وفقا لعقيدتهم ولكن تغيير الديانة حتى ولو فعلها يهودي ضد مسيحي عن طريق المال أو بوسائل وضيعة أخرى فهذا شيء مختلف تماما.
- في فترات الأزمات من المحتمل أن يقوم أناس بالتضليل بسهولة بتقديم المساعدات، وينشط التبشير كثيرا عن طريق مساعدة المحتاجين وهذا كجزء من نظام استراتيجي لاكتساب ثقتهم.
- وبناءً عليه من الممكن القيام بأنشطة تبشيرية متزايدة داخل تجمعات الحجاج الجدد والاستجابة لها. لأن الكثير من الحجاج يأتون بدون خلفية متعمقة في اليهودية ولا يعرفون العبرية ومتطلعين إلى الوطن متوقعين معاملة إنسانية. هذا بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به الكثيرين فيصبحون أرض معَدة للأعمال التبشيرية. ولهذا فإن حكومة إسرائيل مضطرة لتشديد فرض القانون وأن تسرع بمشروع القانون الذي تقدمت به والذي يحظر التبشير والإغواء لتغيير الديانة ومَنْ يخرق القانون نعاقبه بالسجن لمدة عام.
يديعوت أحرونوت 18-9-2007
- من الجدير بالذكر أن المسيحيين الإنجيليين يمثلون الصهيونية المسيحية ويتركز معظم أتباعها في الولايات المتحدة الأمريكية ومن أتباعها المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية الحالية والسفارة المسيحية الدولية تمثل الطائفة الإنجيلية.
Comment