إسرائيل وسوريا، أمريكا وإيران، و"القديس جيفارا"
صحف الأحد، لم تتضمن الكثير حول قضايا الشرق الأوسط، بل ركزت في معظمها، على قضايا سياسية داخلية منها مثلا، احتمال أن يدعو رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون إلى انتخابات عامة الشهر القادم منتهزا فرصة صعود شعبيته والاحتمال الكبير لفوز حزبه "العمال" على حزب المحافظين. وربما تكون الصحيفة الوحيدة التي خصصت مساحة جيدة لتناول التطورات الأخيرة في المنطقة هي صحيفة "الصنداي تايمز".
خصصت الصحيفة صفحة كاملة احتوت ثلاثة مواضيع أهمها موضوع نشرت الصحيفة مقدمته على صفحتها الأولى، ثم عادت إلى تفصيله وزودته بالرسوم التوضيحية والصور في صفحة الشؤون الدولية.
ويحمل الموضوع عنوان "إسرائيل حصلت على مواد نووية من غارتها على سورية" ثم على الصفحة الداخلية عنوان "الغارة النووية"، ونوهت الصحيفة إلى أنه "سبق صحفي خاص".
اشترك في كتابة الموضوع كل من عوزي مهنايمي من تل أبيب، وساره باكستر من واشنطن، ومايكل شريدان من لندن، وهو يكشف للمرة الأولى - حسب معلومات جاءت مما وصفته الصحيفة بـ "مصادر موثوقة"- أن إسرائيل شنت غارة أرضية على موقع سوري للحصول على عينات منه، قبل أن تشن غارتها الجوية عليه.
يقول التحقيق إن أفرادا من الكوماندوز العاملين في وحدة للقوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي كانوا يرتدون بشكل شبه مؤكد الملابس العسكرية السورية، شقوا طريقهم بهدوء تجاه المنشأة العسكرية السورية في موقع بمحافظة دير الزور في شمال سورية.
وكانت المخابرات السورية قد كثفت مراقبتها للموقع طوال أشهر حسبما ذكرت مصادر أمريكية وإسرائيلية للصحيفة، وأخبرت إسرائيل الرئيس جورج بوش بأن لديها معلومات حول وجود خبراء من كوريا الشمالية ومواد نووية في موقع سوري.
وطبقا لتقرير الصحيفة أعدت إسرائيل خطة لقصف الموقع أطلعت عليها الإدارة الأمريكية، غير أن الرئيس بوش طلب عدم توجيه الضربة إلا بعد الحصول على دليل مادي مباشر.
وهنا تروي الصحيفة كيف تسلل أفراد في وحدة الكوماندوز الإسرائيلية الشهيرة إلى داخل سورية بعد نقلهم بطائرات مروحية قرب الموقع العسكري بدير الزور، ثم كيف ظلوا يتحينون الفرصة لاقتحام الموقع والحصول على مواد نووية والعودة بها إلى إسرائيل حيث تم التأكد من طبيعتها النووية ومن وجود بصمة كوريا الشمالية عليها.
وبعد إطلاع الإدارة الأمريكية على هذا الدليل حصلت الخطة الإسرائيلية على الضوء الأخضر من واشنطن، فشنت الغارة الجوية التي دمرت الموقع تماما في السادس من سبتمبر/ أيلول.