Announcement

Collapse
No announcement yet.

الـملف النووي .. هامش سياسي ضيّق

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الـملف النووي .. هامش سياسي ضيّق

    الـملف النووي .. هامش سياسي ضيّق

    بقلـم : أُسرة تحرير هآرتس


    العروض الـمغطاة اعلامياً للرئيس الايراني، محمود احمدي نجاد، اجتذبت معظم الاهتمام حول الجمعية العمومية التي تنعقد سنويا في الامم الـمتحدة. لـم يجدد احمدي نجاد الكثير في زيارته الثالثة الى نيويورك. وفي كل كلـماته العلنية كرر مواقفه الـمعروفة، التي ترفض شرعية وجود اسرائيل، ترى في نفي الكارثة بحثاً تاريخياً وتشدد على حق ايران في حث برنامجها النووي.

    ولكن هذه الـمرة اثارت اقواله اهتماما أكبر مما في الـماضي، سواء بسبب الـمنصة الـمحترمة التي منحت له في جامعة كولومبيا، أم بسبب التوقيت: في الخطاب الجماهيري الأميركي تتعاظم الاحاديث عن هجوم وقائي ضد الـمنشآت النووية في ايران، واحمدي نجاد حاول تجنيد الـمعسكر الليبرالي الـمعارض للحرب. اقواله الـمنددة بالدعم الأميركي لاسرائيل ذكرت بحجج معارضي "اللوبي الاسرائيلي" في أميركا.

    الصدى الواسع الذي تلقاه الرئيس الايراني في الامم الـمتحدة يجب أن يشكل مذكرة صاخبة على أنه حيال اسرائيل يقف عدو خطير، يعارض وجود دولة يهودية في الشرق الاوسط، يسعى الى تحقيق قدرة نووية ويساعـد حزب الله ومنظمات الارهاب الفلسطينية. عدو يرفض كل محاولات الحل الوسط بين اسرائيل والـمعتدلين في أوساط الفلسطينيين والدول العربية، ويحاول ترجيح ميزان القوى الاقليمي في صالحه، في ظل استغلال ورطة الولايات الـمتحدة في العراق.

    حيال اقوال احمدي نجاد ينطلق بوضوح صوت الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا سركوزي، الذي يتضح انتخابه كحدث ذي مغزى في العلاقات الدولية بشكل عام وسياسة القوى العظمى في الشرق الاوسط بشكل خاص. في أول خطاب له امام الجمعية العمومية أعلن سركوزي: "ان ندع ايران تتزود بالسلاح النووي سيكون خطرا غير معقول على استقرار الـمنطقة والعالـم بأسره". الرئيس الأميركي، جورج بوش، حبذ عدم الصدام مع احمدي نجاد ولكنه انتقد الـموقف الـمزدوج للامم الـمتحدة تجاه اسرائيل.
    الاحداث في الجمعية العمومية تبرر تصريح سركوزي منذ وقت غير بعيد، في أن البرنامج النووي الايراني هو الـمشكلة الدولية الاكثر الحاحا. واتفقت الولايات الـمتحدة وفرنسا على التعاون، في محاولة لتشديد العقوبات على ايران من خلال مجلس الامن. ولكن مهمتهما غير بسيطة: روسيا تضع الـمصاعب، وكذا في اوروبا لا توجد حماسة كبيرة لتقليص العلاقات الاقتصادية مع القوة العظمى النفطية. والاحساس بالخطر، الذي يشعرون به بكامل حدته في القدس، في واشنطن وفي باريس، يجد صعوبة في التسلل بذات القدر الى عواصم اخرى. والتجاهل الفظ من جانب ايران لـمطلب مجلس الامن بان تكف عن تخصيب اليورانيوم، يواجه باللامبالاة من جانب العديد من الدول.

    الجميع يتفق، تجاه الخارج على الاقل، بأن من الافضل وقف البرنامج النووي الايراني بوسائل غير عنيفة كالعقوبات. ولكن الصعوبة الـمتزايدة في تجنيد الدعم للعقوبات يقرب الحسم الاشد - هل التسليم بايران نووية بقيادة شخصيات متطرفة مثل احمدي نجاد وعلي خمينائي، ام محاولة وقفها بالقوة قبل أن تنال القنبلة؟.
    الباطل صوته أعلى، وأبواقه اوسع، واكاذيبه لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن ان تقف عند حد. فكيف اذا كان بعض ابطاله قد بات في نظر نفسه والعميان من حوله من انصاف آلهة.
Working...
X