Announcement

Collapse
No announcement yet.

إسرائيل باتت عبئاً على يهود أميركا

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • إسرائيل باتت عبئاً على يهود أميركا

    إسرائيل باتت عبئاً على يهود أميركا

    بقلم: يونتان روزنبلوم

    عن "معاريف"

    لحظة الصفقة التاريخية التي ربطت بين يهود أميركا وإسرائيل منذ العام 1948، قد أزفت. شروط تلك الصفقة لم تتجسد عبر الكلمات، إلا أنها كانت واضحة: اسرائيل ستوفر ليهود اميركا شعورا بالافتخار والثقة بيهوديتهم، وفي المقابل يقومون هم باغداق الاموال والدعم الاقتصادي والسياسي عليها. اسرائيل لم تعد كما كانت مصدرا للاعتزاز بالنسبة لليهود الاميركيين غير الارثوذوكس، وهم لا يسارعون كما كانوا الى المشاركة في الهوية التي توفرها لهم.
    هذا الأمر يظهر من خلال دراسة نشرها في الآونة الأخيرة المختصان الاجتماعيان ستيفان كوهين وآري كلمان، حيث أظهرت أن اليهود الاميركيين الشبان تحت سن 35 لا يكنون لاسرائيل محبة كبيرة. أكثر من نصف اليهود تحت سن 35 قالوا انهم لن يعتبروا تدمير اسرائيل مأساة شخصية، وأن بامكانهم أن يتعايشوا مع موت أو طرد الملايين من اخوانهم اليهود. يمكن الافتراض أن الكارثة النازية ايضا لن تبدو في نظرهم مأساة "شخصية".
    شعور اليهود تحت سن 35 تجاه اسرائيل يتجاوز الشعور المرضي باتجاه الكراهية الظاهرة. اسرائيل تعقد حياتهم الاجتماعية وتعكر هويتهم السياسية. مجرد فكرة الدولة اليهودية مريحة فقط لـ 54 في المائة منهم. في اوروبا وفي التجمعات النخبوية الاميركية يدينون بالولاء للهوية العالمية والعالم من غير حدود. يهود اسرائيل واصرارهم العنيد على الدفاع عن دولتهم ظلوا خارج دائرة التطورات هذه.
    يهود اميركا الشبان لا يريدون التدنس بالصبغة الوطنية التي تتصف بالمفارقة التاريخية والتي تمثلها اسرائيل. في التجمعات اليهودية واماكن التقاء الجمهور المتنور والتحضر تعتبر اسرائيل دولة قمعية كولونيالية. ومن الذي سيحاول في هذه الحالة الظهور بمظهر المؤيد للابرتهايد؟ في الماضي تنكر اليهود الاصلاحيون للصهيونية خشية أن يتم التشكيك بولائهم للأقطار المستضيفة، أما اليوم فيشعر يهود اميركا الشبان بخوف مشابه.
    خطوط الصرعات الدارجة اشارت الى وجود هذا الاتجاه منذ ما قبل اربعين عاما. في مؤتمر "كومانتري" للمفكرين اليهود الشبان الذي نظم في العام 1965، عبر مشارك واحد فقط عن تسليمه الكامل بوجود اسرائيل وافتخاره بانجازاتها، وقد هاجر بالفعل اليها بعد ذلك. أما الباقون فقد عبروا عن مستويات مختلفة من عدم الارتياح من النزعة الحربية الاسرائيلية (وهذا الامر حدث قبل "احتلال" 1967).
    حسب رأي رئيس الوكالة اليهودية، زئيف بيلسكي، يكمن التفسير في الحياة المريحة التي يعيشها اغلبية يهود الولايات المتحدة، كوهين وكالمان يجيدان تفسير الأمر أكثر منه. ردهما يكمن في الديمغرافية التي لم يدرساها: اليهود الارثوذوكسيون. لو انهما أجريا استطلاعا بين الشبان اليهود الارثوذوكس لظهرت نتائج معاكسة. هؤلاء مرتبطون بمصير اخوانهم اليهود في اسرائيل واغلبيتهم سيتعلمون في اسرائيل بعد الثانوية لسنوات طويلة. وكلهم تقريبا سيزورون اسرائيل مرات كثيرة.
    حتى أتباع ساتمر المناهض للصهيونية الذي يعيش في مونرو، القرية المعزولة، سيزيد من صلواته عندما تصبح اسرائيل في ازمة، ويتابع عن كثب مجريات الاحداث. لماذا؟ لان هناك مغزى في نظره لكلمة "يهودي".
    التبعات السياسية المترتبة على إسرائيل جراء ذلك ملموسة. لحسن الحظ البروفيسوران وولت ومارشهايمر مخطئان في موقفهما من اللوبي الاسرائيلي الذي يشارك في عضويته بالأساس يهود معروفون ومشهورون. المسيحيون المتشددون، وليس أي لوبي اسرائيلي، هم العمود الفقري الذي يقف من وراء الدعم الاميركي لاسرائيل. وبالرغم من ذلك هناك أشواك كثيرة تكمن في وهم ارتكازنا على الدعم المسيحي وليس على اخواننا اليهود.
    الباطل صوته أعلى، وأبواقه اوسع، واكاذيبه لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن ان تقف عند حد. فكيف اذا كان بعض ابطاله قد بات في نظر نفسه والعميان من حوله من انصاف آلهة.
Working...
X