صحيفة "الكريستشان ساينس مونيتور" بلا طبعة ورقية
ستيفاني كليفورد - نيويورك تايمز
بعد قرن من الصدور المستمر، سوف توقف صحيفة "الكريستشان ساينس مونيتور" طبعتها اليومية وتصدر على الإنترنت فقط، كما أعلن ناشرها يوم الثلثاء [11 تشرين الثاني]. والإجراء الذي يرمي إلى خفض التكاليف يجعل "المونيتور" أول صحيفة وطنية تتخلّى عن نسختها المطبوعة.
تصدر الصحيفة حالياً من الاثنين إلى الجمعة، وسوف تنتقل للصدور على الإنترنت فقط في نيسان المقبل، على الرغم من أنها سوف تطلق أيضاً مجلة تصدر في عطلة نهاية الأسبوع.
وقد أعلن رئيس تحريرها، جون ييما، أن الانتقال للتركيز على الإنترنت سوف يسمح للصحيفة بأن تبقي على مكاتبها الثمانية في الخارج. وأضاف "لدينا ترف – فرصة – أن نقوم بقفزة سوف تُضطر معظم الصحف إلى القيام بها في السنوات الخمس المقبلة".
وصحيفة "الكريستشان ساينس مونيتور" هي حالة غير مألوفة في الصحافة، فهي مطبوعة لا تتوخّى الربح تموّلها إحدى الكنائس وتُوزَّع عبر البريد الإلكتروني. لكن مع حصولها على سبع جوائز بوليتزر واشتهارها بالتفكير المتعمّق والتغطية الدولية القوية، حافظت لوقت طويل على تأثير كبير جداً في عالم النشر، لكنه انحسر مع تراجع توزيعها إلى 52 ألف عدد بعدما وصل إلى أكثر من 220 ألفاً عام 1970.
ففي صناعة تشهد تسريحاً للعمّال وإغلاقاً للمكاتب وتقليصاً لحجم المنتج، سوف يتم رصد تجربة "الكريستشان ساينس مونيتور" عن كثب. قال ييما "يتحدّث الجميع عن نماذج جديدة. هذا نموذج جديد".
وقال لو أورنيك، رئيس قسم الصحافة في جامعة بوسطن، إنه من الصعب تفسير ما تعنيه الخطوة بالنسبة إلى الصحف الأخرى، لأن "المونيتور" صحيفة غير ربحية في حين أن معظم الصحف ليست كذلك. لكنه أضاف أن المؤسسات الإخبارية في مختلف أنحاء الصناعة الصحافية "سوف تُضطر بكل بساطة إلى أن تصبح أصغر".
قبل "الكريستشان ساينس مونيتور"، كانت حفنة من الصحف الصغيرة قد أوقفت نسخها المطبوعة. ففي العام الجاري، انتقلت صحيفة "الكابيتال تايمز" في ماديسون في ولاية ويسكونسن للصدور فقط على الإنترنت، وأعلنت صحيفة "الدايلي تلغرام" في سوبيريور في ويسكونسن أنها ستصدر على الإنترنت ما عدا يومين فقط في الأسبوع.
يبدو أن التخلي عن النسخة المطبوعة يغري المديرين التنفيذيين في الصحف. ففي مؤتمر عقدته أخيراً كلية الصحافة في جامعة "سيتي يونيفرستي أوف نيويورك"، ناقشت مجموعة من المديرين في قطاع النشر كيف يجب أن تكون غرفة الأخبار الفعالة لناحية الكلفة. واتفقوا في نهاية الأمر على أن الحل هو في التخلي عن الورق والانطلاق عبر الشبكة الإلكترونية.
غير أن كين دكتور، المحلل لشؤون الصحف في شركة "أوتسيل إنكوربورايتد"، أعلن أن معظم الصحف لا تستطيع التخلي عن الورق. فبحسب جمعية الصحف الأميركية، لا تزال النسخ المطبوعة تحقق 92 في المئة من إجمالي العائدات.
وأضاف دكتور "إذا كانت هذه النسبة المرتفعة جداً من العائدات مرتبطة بالمنتج المطبوع، فسوف تخسر هذه الشركات تسعين في المئة من عائداتها إذا تخلّت عن النسخ المطبوعة". وقال إنه في حين أن التخلص من التكاليف مثل مصانع الطباعة وشاحنات التوصيل يساعد قليلاً، فهو لن يعوّض عن العائدات التي ستخسرها هذه الشركات.
قال ييما إن النسخ المطبوعة كانت تؤمّن مالاً لصحيفة "الكريستشان ساينس مونيتور" لكن الجزء الأكبر من العائدات كان من الاشتراكات وليس الإعلانات. تؤمّن الاشتراكات نحو تسعة ملايين دولار من عائدات الصحيفة، في حين أن حصة الإعلانات في النسخة المطبوعة هي أقل من مليون دولار. وأضاف أن عائدات الإنترنت تبلغ نحو 1.3 مليون دولار. هو يتوقّع تراجعاً في عائدات الانتشار، لكنه يتوقّع أيضاً أن يعجب تصميم المجلة المعلنين في المطبوعات. وينوي إجراء خفوضات أيضاً. فقد قال إنه مزمع على صرف بعض الموظفين في هيئة التحرير التي يصل عدد أعضائها إلى مئة وهيئة العمل المؤلفة من ثلاثين شخصاً. قال "لست واثقاً من أننا سنظل في حاجة إلى العدد نفسه من الأشخاص، لكن من المؤكّد أنه لن تكون هناك خفوضات كبيرة".
بموجب آلية التنظيم الجديدة، يُرتقَب من المراسلين أن يعدّوا أخباراً للصفحة الإلكترونية ويعمدوا إلى تحديثها بضع مرات في اليوم، وأن يكتبوا مقالات أطول للمجلة التي تصدر في نهاية الأسبوع.
قال ييما إنه يأمل أن يصبح موقع "الكريستشان ساينس مونيتور" CSMonitor.com مكاناً أساسياً للأخبار الدولية. يستقبل الموقع الآن نحو ثلاثة ملايين زيارة للصفحة شهرياً، بحسب شركة comScore، وقال ييما إنه يسعى إلى زيادة العدد إلى ما بين عشرين وثلاثين مليوناً في الشهر في السنوات الخمس المقبلة. وأضاف أنه حتى لو لم يتمكّن من ملء الموقع سوى بالإعلانات المتبقّية والرخيصة، فإن زيادة نسبة الزيارات للصفحة الإلكترونية كما يتوقّع، تجعل من الصحيفة "نموذجاً قابلاً للاستدامة".
الهدف من المجلة التي سوف تركّز على الشؤون الدولية، هو إرضاء القراء المتعلقين بالمطبوعة، كما قال ييما الذي أردف أنه لا يتوقع أن تحقق أرباحاً طائلة. وقد علّق "نعرف بالتأكيد أن المجلات الإخبارية في أزمة. لا نتوهّم أبداً أنها ستكون آلية للنمو".
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "الكريستشان ساينس مونيتور" انطلقت كبديل من الصحافة الصفراء في مطلع القرن العشرين، تموّلها كنيسة "The First Church Of Christ Scientist" في بوسطن من خلال المساهمات وصندوق للهبات. فقد أرادت الكنيسة أن يكون لقسم النشر لديها مساهمته في هذا الإطار، لكنها تنوي أن تخفّض إعاناتها للصحيفة من 12 مليون دولار إلى حوالى أربعة ملايين في غضون خمس سنوات. وقد قال ييما إنه قلق من رد فعل المشتركين. وعلّق بأن القرّاء المخضرمين "يحبّون احتساء القهوة وقراءة الصحيفة، مثلي تماماً. هذه تجربة فريدة. لكن سوف يكون على الجميع أن يقوموا بهذا التحوّل عاجلاً أم آجلاً، وهذا أمر محسوم".
ترجمة نسرين ناضر - النهار
ستيفاني كليفورد - نيويورك تايمز
بعد قرن من الصدور المستمر، سوف توقف صحيفة "الكريستشان ساينس مونيتور" طبعتها اليومية وتصدر على الإنترنت فقط، كما أعلن ناشرها يوم الثلثاء [11 تشرين الثاني]. والإجراء الذي يرمي إلى خفض التكاليف يجعل "المونيتور" أول صحيفة وطنية تتخلّى عن نسختها المطبوعة.
تصدر الصحيفة حالياً من الاثنين إلى الجمعة، وسوف تنتقل للصدور على الإنترنت فقط في نيسان المقبل، على الرغم من أنها سوف تطلق أيضاً مجلة تصدر في عطلة نهاية الأسبوع.
وقد أعلن رئيس تحريرها، جون ييما، أن الانتقال للتركيز على الإنترنت سوف يسمح للصحيفة بأن تبقي على مكاتبها الثمانية في الخارج. وأضاف "لدينا ترف – فرصة – أن نقوم بقفزة سوف تُضطر معظم الصحف إلى القيام بها في السنوات الخمس المقبلة".
وصحيفة "الكريستشان ساينس مونيتور" هي حالة غير مألوفة في الصحافة، فهي مطبوعة لا تتوخّى الربح تموّلها إحدى الكنائس وتُوزَّع عبر البريد الإلكتروني. لكن مع حصولها على سبع جوائز بوليتزر واشتهارها بالتفكير المتعمّق والتغطية الدولية القوية، حافظت لوقت طويل على تأثير كبير جداً في عالم النشر، لكنه انحسر مع تراجع توزيعها إلى 52 ألف عدد بعدما وصل إلى أكثر من 220 ألفاً عام 1970.
ففي صناعة تشهد تسريحاً للعمّال وإغلاقاً للمكاتب وتقليصاً لحجم المنتج، سوف يتم رصد تجربة "الكريستشان ساينس مونيتور" عن كثب. قال ييما "يتحدّث الجميع عن نماذج جديدة. هذا نموذج جديد".
وقال لو أورنيك، رئيس قسم الصحافة في جامعة بوسطن، إنه من الصعب تفسير ما تعنيه الخطوة بالنسبة إلى الصحف الأخرى، لأن "المونيتور" صحيفة غير ربحية في حين أن معظم الصحف ليست كذلك. لكنه أضاف أن المؤسسات الإخبارية في مختلف أنحاء الصناعة الصحافية "سوف تُضطر بكل بساطة إلى أن تصبح أصغر".
قبل "الكريستشان ساينس مونيتور"، كانت حفنة من الصحف الصغيرة قد أوقفت نسخها المطبوعة. ففي العام الجاري، انتقلت صحيفة "الكابيتال تايمز" في ماديسون في ولاية ويسكونسن للصدور فقط على الإنترنت، وأعلنت صحيفة "الدايلي تلغرام" في سوبيريور في ويسكونسن أنها ستصدر على الإنترنت ما عدا يومين فقط في الأسبوع.
يبدو أن التخلي عن النسخة المطبوعة يغري المديرين التنفيذيين في الصحف. ففي مؤتمر عقدته أخيراً كلية الصحافة في جامعة "سيتي يونيفرستي أوف نيويورك"، ناقشت مجموعة من المديرين في قطاع النشر كيف يجب أن تكون غرفة الأخبار الفعالة لناحية الكلفة. واتفقوا في نهاية الأمر على أن الحل هو في التخلي عن الورق والانطلاق عبر الشبكة الإلكترونية.
غير أن كين دكتور، المحلل لشؤون الصحف في شركة "أوتسيل إنكوربورايتد"، أعلن أن معظم الصحف لا تستطيع التخلي عن الورق. فبحسب جمعية الصحف الأميركية، لا تزال النسخ المطبوعة تحقق 92 في المئة من إجمالي العائدات.
وأضاف دكتور "إذا كانت هذه النسبة المرتفعة جداً من العائدات مرتبطة بالمنتج المطبوع، فسوف تخسر هذه الشركات تسعين في المئة من عائداتها إذا تخلّت عن النسخ المطبوعة". وقال إنه في حين أن التخلص من التكاليف مثل مصانع الطباعة وشاحنات التوصيل يساعد قليلاً، فهو لن يعوّض عن العائدات التي ستخسرها هذه الشركات.
قال ييما إن النسخ المطبوعة كانت تؤمّن مالاً لصحيفة "الكريستشان ساينس مونيتور" لكن الجزء الأكبر من العائدات كان من الاشتراكات وليس الإعلانات. تؤمّن الاشتراكات نحو تسعة ملايين دولار من عائدات الصحيفة، في حين أن حصة الإعلانات في النسخة المطبوعة هي أقل من مليون دولار. وأضاف أن عائدات الإنترنت تبلغ نحو 1.3 مليون دولار. هو يتوقّع تراجعاً في عائدات الانتشار، لكنه يتوقّع أيضاً أن يعجب تصميم المجلة المعلنين في المطبوعات. وينوي إجراء خفوضات أيضاً. فقد قال إنه مزمع على صرف بعض الموظفين في هيئة التحرير التي يصل عدد أعضائها إلى مئة وهيئة العمل المؤلفة من ثلاثين شخصاً. قال "لست واثقاً من أننا سنظل في حاجة إلى العدد نفسه من الأشخاص، لكن من المؤكّد أنه لن تكون هناك خفوضات كبيرة".
بموجب آلية التنظيم الجديدة، يُرتقَب من المراسلين أن يعدّوا أخباراً للصفحة الإلكترونية ويعمدوا إلى تحديثها بضع مرات في اليوم، وأن يكتبوا مقالات أطول للمجلة التي تصدر في نهاية الأسبوع.
قال ييما إنه يأمل أن يصبح موقع "الكريستشان ساينس مونيتور" CSMonitor.com مكاناً أساسياً للأخبار الدولية. يستقبل الموقع الآن نحو ثلاثة ملايين زيارة للصفحة شهرياً، بحسب شركة comScore، وقال ييما إنه يسعى إلى زيادة العدد إلى ما بين عشرين وثلاثين مليوناً في الشهر في السنوات الخمس المقبلة. وأضاف أنه حتى لو لم يتمكّن من ملء الموقع سوى بالإعلانات المتبقّية والرخيصة، فإن زيادة نسبة الزيارات للصفحة الإلكترونية كما يتوقّع، تجعل من الصحيفة "نموذجاً قابلاً للاستدامة".
الهدف من المجلة التي سوف تركّز على الشؤون الدولية، هو إرضاء القراء المتعلقين بالمطبوعة، كما قال ييما الذي أردف أنه لا يتوقع أن تحقق أرباحاً طائلة. وقد علّق "نعرف بالتأكيد أن المجلات الإخبارية في أزمة. لا نتوهّم أبداً أنها ستكون آلية للنمو".
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "الكريستشان ساينس مونيتور" انطلقت كبديل من الصحافة الصفراء في مطلع القرن العشرين، تموّلها كنيسة "The First Church Of Christ Scientist" في بوسطن من خلال المساهمات وصندوق للهبات. فقد أرادت الكنيسة أن يكون لقسم النشر لديها مساهمته في هذا الإطار، لكنها تنوي أن تخفّض إعاناتها للصحيفة من 12 مليون دولار إلى حوالى أربعة ملايين في غضون خمس سنوات. وقد قال ييما إنه قلق من رد فعل المشتركين. وعلّق بأن القرّاء المخضرمين "يحبّون احتساء القهوة وقراءة الصحيفة، مثلي تماماً. هذه تجربة فريدة. لكن سوف يكون على الجميع أن يقوموا بهذا التحوّل عاجلاً أم آجلاً، وهذا أمر محسوم".
ترجمة نسرين ناضر - النهار