تحقيق: سالم مريشيد/ تصوير: محسن سالم
يردد سكان جدة بين الحين والآخر في تحقيق: سالم مريشيد/ تصوير: محسن سالم
يردد سكان جدة بين الحين والآخر في مجالسهم "الحكاية" التي تزعم ان جدة ستتعرض لكارثة الغرق.. ويزداد اعتقادهم بأن هذه الحكاية توشك على الوقوع كلما تفاقمت وارتفعت مشكلة المياه الجوفية.. والتي أصبحت تغطي سطح الأرض في الكثير من أحياء في جدة.. حتى أصبحت في غير مأمن من زحف هذه المياه التي تشبعت بها الأرض.. وأصبحت تنز بها من كل مكان؟!.
ولم يقف طفح المياه الجوفية عند حد.. حتى اختلطت به مياه المجاري.. وأصبح يشكل عامل تدمير وتلويث للبنية التحتية، والحياة وصحة الانسان في جدة.. إلى درجة لا تتوقف فيها ألسن سكان جدة بالدعاء كل يوم إلى أن "يناموا" ويستيقظوا وقد وجدوا آليات ومعدات الحفر الخاصة بمشروع شبكة الصرف الصحي قد بدأت في العمل لانقاذ جدة من مشكلتها المزمنة والتي اصبحت تهددها وتهدد سكانها بأخطار لا حدود لها.
أحياء تغرق في المياه
الكثير من أحياء جدة أصبحت المياه تغطي أرضها.. ووصل الأمر إلى اغراق الأدوار الأرضية في بعض الأحياء.. وأدت إلى اجبار سكان هذه الأحياء إلى هجر بيوتهم والهرب منها.. مثلما حدث في أحياء الفيصلية الشرقي، والرحاب والبوادي والسلامة!!.
هذه المشكلة آخذة في الازدياد والتمدد والزحف إلى كل احياء جدة دون استثناء إلى درجة لم يعد فيها حي من أحياء جدة في مأمن من هذا الخطر.. وتزداد المشكلة استفحالا وضررا عند سقوط زخات بسيطة من الأمطار.. لأن الأرض المشبعة بالماء لا تتحمل المزيد من المياه.. فتتحول هذه المياه إلى بحيرات وانهار في شوارع واحياء جدة.
@ أحد المواطنين في حي النزهة في شمال جدة قال: انه من أوائل السكان الذين بنوا في الحي، ويتذكر انه عندما بدأ في البناء عام 1400ه.. حفر خزان المياه الأرضي لعمق أكثر من سبعة أمتار.. وكانت الأرض جافة تماما.. واليوم لا يكاد من يفكر في بناء أرضه الحفر أكثر من عشرة سنتيمترات حتى يجد الماء قد غطى الحفرة من كل مكان.
وقال مواطن آخر في حي البوادي الغربي ان الامانة تهدد كل من تطفح "بيارة" بيته بالغرامة وقطع مياه الشرب عنه.. ولكننا رغم شفط مياه الصرف الصحي من بيوتنا نجدها في اليوم التالي قد امتلأت وطفحت إلى الشارع.. وهذا ناتج عن تشبع الأرض بالمياه، وكلما شفطنا المياه تسربت إلى البيارات وملأتها.. وبشكل لا يمكن أن يعالجه الشفط حتى لو تم بشكل يومي.. ونحن بين سنديان شفط المياه الجوفية من بيارات بيوتنا.. ومطرقة التهديد بالغرامة وحبس مياه الشرب عنا من الأمانة؟!.
@ الكثير من المواطنين الذين التقيت بهم في الكثير من أحياء جدة أكدوا انه لا يمكن انقاذ جدة من الغرق، وبنيتها التحتية من التلف إلا بسرعة تنفيذ شبكة شاملة للصرف الصحي.. وان تتحقق هذه الوعود بشكل عاجل حتى لا يأتي يوم ونجد فيه جدة قد غرقت بالكامل.. أو نجد احياءها مطمورة بالمياه وبشكل يصعب علاجه!!. المستنقعات المرة تغرق حي الربيع
@ جرس انذار دق هذه المرة من حي الربيع في شمال جدة.. فقد ذهلت عندما وجدت الحي غارقاً في المياه.. وبيوته تحوطها البحيرات من كل جانب.. والبيوت التي يتم وضع أساساتها قد طمرت بالماء بشكل اضطر العاملون فيها إلى التوقف عن العمل فيه.. لأنه من غير الممكن العمل وسط بحيرات الماء.
كنت أعتقد للوهلة الأولى ان هذه المياه ناتجة عن الأمطار الأخيرة التي هطلت على جدة أواخر رمضان الفارط.. ولكن الأستاذ عادل محمد عبده من سكان الحي أخبرني أن معاناة هذا الحي مع هذه المياه مستمرة، وتعود لعدة أشهر يعاني فيها سكان الحي من هذه البحيرات التي غمرت بدرومات العمائر، وعطلت الهواتف في البيوت واطفأت اضاءة أعمدة الانارة في الشوارع لأن الكوابل الموجودة تحت الأرض مغمورة بالمياه ومن غير الممكن اصلاحها.. كما أدت إلى إحداث تلوث بيئي كبير في الحي.. وأدت إلى تكاثر وتوالد البعوض بشكل لا يطاق في الحي.
خلل في مشروع الأمانة!!
المواطن عادل عبده يوضح مشكلة الحي الذي لا يزال غارقاً في المياه الملوثة قائلاً: لقد بدأت معاناة الحي منذ تنفيذ أمانة جدة لمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في الحي.
وقال ان هذه المياه التي نراها تغرق الحي اختلطت فيها مياه البيارات مع المياه التي تأتي من باطن الأرض.. لأن الحي منخفض عن الأحياء المحيطة به.. فجميع المياه الجوفية في الأحياء الأخرى بعد تنفيذ هذا المشروع تأتي وتنسحب إلى الحي.. ثم تخرج من المواسير وخزانات المياه الموجودة ضمن المشروع لتغرق الحي بالكامل كما نرى.. وهذا ناتج عن وجود خلل في تنفيذ المشروع.. كوجود تهريب في المواسير الخاصة بالمشروع.. أو انها انسدت بسبب ضيق قطرها.. أو ان المياه تفتح في مواسير غير محكمة الغلق.. أو ان الفتحات الموجودة في المواسير سدت بالطمي والحجارة.. أو تركيبها غير صحيح لأن العمالة التي نفذت هذا المشروع وكما وقفت على ذلك بنفسي عمالة عادية.. وربما لا توجد عندها الخبرة الكافية لتنفيذ مثل هذه المشاريع التي تحتاج إلى خبرة؟!
وأضاف الأستاذ عادل عبده ان هذا الحي الذي يغرق بالمياه.. والذي اختلطت فيه مياه الشرب بمياه الصرف الصحي يستدعي ضرورة مراجعة سريعة للكيفية التي تم بها تنفيذ المشروع.. ودراسة لجيولوجية الحي لعلاج هذه المشكلة التي عانى منها الحي طويلاً.. وجعلت الكثير من السكان فيه يندمون على اليوم الذي سكنوا فيه هذا الحي التعيس!!
وقال: ان محاولات الأمانة بالشفط بواسطة المضخات ونقلها إلى مواقع أخرى لا يمكن أن تكون العلاج الناجع.. لأنه بقدر ما تشفط ستجد المياه في اليوم التالي قد أغرقت الحي نتيجة تسرب المياه الجوفية من الأحياء الأخرى للحي هذا بسبب انخفاضه وتبعاً لنظرية الأواني المستطرقة.
الحلول الوقتية ضياع
للمال دون فائدة
العديد من المواطنين أكدوا ان مشاريع تخفيض المياه الجوفية في بعض أحياء جدة لا يمكن أن تحقق الفائدة المرجوة.. لأنها تخفف المشكلة بعض الوقت، ولكنها لا تلبث أن تعود للظهور مثلما يحدث في حي الربيع، وحي البوادي الغربي وغيرها من الأحياء التي نفذت فيها مشاريع لتخفيض منسوب المياه الجوفية.
الأستاذ عادل عبده قال ان مثل هذه المشاريع عبارة عن مسكنات وقتية لا يلبث أثرها أن يزول.. وتفقد قيمتها.. خاصة عندما يتم تنفيذها بطريقة عشوائية، ودون دراسة سليمة لكيفية التنفيذ.
وأضاف ان مشاريع تخفيض المياه الجوفية في الأحياء.. ومشاريع تصريف مياه الأمطار هي هدر للمال العام دون فائدة تذكر.. لأن هذه المشاريع تفتقد للتنفيذ السليم.. والمشاريع الوقتية لا قيمة لا.. ولابد من البدء على وجه السرعة في تنفيذ مشروع شامل ومتكامل للتصريف في جدة لانقاذ المدينة من الآثار السلبية لارتفاع المياه الجوفية.. وانقاذ السكان من هذا التلوث الخطير الذي ينتج عن تسرب مياه المجاري إلى الشوارع أو شفطها بواسطة صهاريج الشفط الصفراء التي لا يوجد مثيل لها حتى في أكثر البلاد تخلفاً وفقراً.
أضف إلى ذلك ما تشكله هذه المستنقعات التي تملأ حي الربيع.. وأحياء مختلفة من جدة من انتشار وتوالد للبعوض الذي اصبح اليوم يرتفع في أجسادنا دون حساب؟!
مجالسهم "الحكاية" التي تزعم ان جدة ستتعرض لكارثة الغرق.. ويزداد اعتقادهم بأن هذه الحكاية توشك على الوقوع كلما تفاقمت وارتفعت مشكلة المياه الجوفية.. والتي أصبحت تغطي سطح الأرض في الكثير من أحياء في جدة.. حتى أصبحت في غير مأمن من زحف هذه المياه التي تشبعت بها الأرض.. وأصبحت تنز بها من كل مكان؟!.
ولم يقف طفح المياه الجوفية عند حد.. حتى اختلطت به مياه المجاري.. وأصبح يشكل عامل تدمير وتلويث للبنية التحتية، والحياة وصحة الانسان في جدة.. إلى درجة لا تتوقف فيها ألسن سكان جدة بالدعاء كل يوم إلى أن "يناموا" ويستيقظوا وقد وجدوا آليات ومعدات الحفر الخاصة بمشروع شبكة الصرف الصحي قد بدأت في العمل لانقاذ جدة من مشكلتها المزمنة والتي اصبحت تهددها وتهدد سكانها بأخطار لا حدود لها.
أحياء تغرق في المياه
الكثير من أحياء جدة أصبحت المياه تغطي أرضها.. ووصل الأمر إلى اغراق الأدوار الأرضية في بعض الأحياء.. وأدت إلى اجبار سكان هذه الأحياء إلى هجر بيوتهم والهرب منها.. مثلما حدث في أحياء الفيصلية الشرقي، والرحاب والبوادي والسلامة!!.
هذه المشكلة آخذة في الازدياد والتمدد والزحف إلى كل احياء جدة دون استثناء إلى درجة لم يعد فيها حي من أحياء جدة في مأمن من هذا الخطر.. وتزداد المشكلة استفحالا وضررا عند سقوط زخات بسيطة من الأمطار.. لأن الأرض المشبعة بالماء لا تتحمل المزيد من المياه.. فتتحول هذه المياه إلى بحيرات وانهار في شوارع واحياء جدة.
@ أحد المواطنين في حي النزهة في شمال جدة قال: انه من أوائل السكان الذين بنوا في الحي، ويتذكر انه عندما بدأ في البناء عام 1400ه.. حفر خزان المياه الأرضي لعمق أكثر من سبعة أمتار.. وكانت الأرض جافة تماما.. واليوم لا يكاد من يفكر في بناء أرضه الحفر أكثر من عشرة سنتيمترات حتى يجد الماء قد غطى الحفرة من كل مكان.
وقال مواطن آخر في حي البوادي الغربي ان الامانة تهدد كل من تطفح "بيارة" بيته بالغرامة وقطع مياه الشرب عنه.. ولكننا رغم شفط مياه الصرف الصحي من بيوتنا نجدها في اليوم التالي قد امتلأت وطفحت إلى الشارع.. وهذا ناتج عن تشبع الأرض بالمياه، وكلما شفطنا المياه تسربت إلى البيارات وملأتها.. وبشكل لا يمكن أن يعالجه الشفط حتى لو تم بشكل يومي.. ونحن بين سنديان شفط المياه الجوفية من بيارات بيوتنا.. ومطرقة التهديد بالغرامة وحبس مياه الشرب عنا من الأمانة؟!.
@ الكثير من المواطنين الذين التقيت بهم في الكثير من أحياء جدة أكدوا انه لا يمكن انقاذ جدة من الغرق، وبنيتها التحتية من التلف إلا بسرعة تنفيذ شبكة شاملة للصرف الصحي.. وان تتحقق هذه الوعود بشكل عاجل حتى لا يأتي يوم ونجد فيه جدة قد غرقت بالكامل.. أو نجد احياءها مطمورة بالمياه وبشكل يصعب علاجه!!. المستنقعات المرة تغرق حي الربيع
@ جرس انذار دق هذه المرة من حي الربيع في شمال جدة.. فقد ذهلت عندما وجدت الحي غارقاً في المياه.. وبيوته تحوطها البحيرات من كل جانب.. والبيوت التي يتم وضع أساساتها قد طمرت بالماء بشكل اضطر العاملون فيها إلى التوقف عن العمل فيه.. لأنه من غير الممكن العمل وسط بحيرات الماء.
كنت أعتقد للوهلة الأولى ان هذه المياه ناتجة عن الأمطار الأخيرة التي هطلت على جدة أواخر رمضان الفارط.. ولكن الأستاذ عادل محمد عبده من سكان الحي أخبرني أن معاناة هذا الحي مع هذه المياه مستمرة، وتعود لعدة أشهر يعاني فيها سكان الحي من هذه البحيرات التي غمرت بدرومات العمائر، وعطلت الهواتف في البيوت واطفأت اضاءة أعمدة الانارة في الشوارع لأن الكوابل الموجودة تحت الأرض مغمورة بالمياه ومن غير الممكن اصلاحها.. كما أدت إلى إحداث تلوث بيئي كبير في الحي.. وأدت إلى تكاثر وتوالد البعوض بشكل لا يطاق في الحي.
خلل في مشروع الأمانة!!
المواطن عادل عبده يوضح مشكلة الحي الذي لا يزال غارقاً في المياه الملوثة قائلاً: لقد بدأت معاناة الحي منذ تنفيذ أمانة جدة لمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في الحي.
وقال ان هذه المياه التي نراها تغرق الحي اختلطت فيها مياه البيارات مع المياه التي تأتي من باطن الأرض.. لأن الحي منخفض عن الأحياء المحيطة به.. فجميع المياه الجوفية في الأحياء الأخرى بعد تنفيذ هذا المشروع تأتي وتنسحب إلى الحي.. ثم تخرج من المواسير وخزانات المياه الموجودة ضمن المشروع لتغرق الحي بالكامل كما نرى.. وهذا ناتج عن وجود خلل في تنفيذ المشروع.. كوجود تهريب في المواسير الخاصة بالمشروع.. أو انها انسدت بسبب ضيق قطرها.. أو ان المياه تفتح في مواسير غير محكمة الغلق.. أو ان الفتحات الموجودة في المواسير سدت بالطمي والحجارة.. أو تركيبها غير صحيح لأن العمالة التي نفذت هذا المشروع وكما وقفت على ذلك بنفسي عمالة عادية.. وربما لا توجد عندها الخبرة الكافية لتنفيذ مثل هذه المشاريع التي تحتاج إلى خبرة؟!
وأضاف الأستاذ عادل عبده ان هذا الحي الذي يغرق بالمياه.. والذي اختلطت فيه مياه الشرب بمياه الصرف الصحي يستدعي ضرورة مراجعة سريعة للكيفية التي تم بها تنفيذ المشروع.. ودراسة لجيولوجية الحي لعلاج هذه المشكلة التي عانى منها الحي طويلاً.. وجعلت الكثير من السكان فيه يندمون على اليوم الذي سكنوا فيه هذا الحي التعيس!!
وقال: ان محاولات الأمانة بالشفط بواسطة المضخات ونقلها إلى مواقع أخرى لا يمكن أن تكون العلاج الناجع.. لأنه بقدر ما تشفط ستجد المياه في اليوم التالي قد أغرقت الحي نتيجة تسرب المياه الجوفية من الأحياء الأخرى للحي هذا بسبب انخفاضه وتبعاً لنظرية الأواني المستطرقة.
الحلول الوقتية ضياع
للمال دون فائدة
العديد من المواطنين أكدوا ان مشاريع تخفيض المياه الجوفية في بعض أحياء جدة لا يمكن أن تحقق الفائدة المرجوة.. لأنها تخفف المشكلة بعض الوقت، ولكنها لا تلبث أن تعود للظهور مثلما يحدث في حي الربيع، وحي البوادي الغربي وغيرها من الأحياء التي نفذت فيها مشاريع لتخفيض منسوب المياه الجوفية.
الأستاذ عادل عبده قال ان مثل هذه المشاريع عبارة عن مسكنات وقتية لا يلبث أثرها أن يزول.. وتفقد قيمتها.. خاصة عندما يتم تنفيذها بطريقة عشوائية، ودون دراسة سليمة لكيفية التنفيذ.
وأضاف ان مشاريع تخفيض المياه الجوفية في الأحياء.. ومشاريع تصريف مياه الأمطار هي هدر للمال العام دون فائدة تذكر.. لأن هذه المشاريع تفتقد للتنفيذ السليم.. والمشاريع الوقتية لا قيمة لا.. ولابد من البدء على وجه السرعة في تنفيذ مشروع شامل ومتكامل للتصريف في جدة لانقاذ المدينة من الآثار السلبية لارتفاع المياه الجوفية.. وانقاذ السكان من هذا التلوث الخطير الذي ينتج عن تسرب مياه المجاري إلى الشوارع أو شفطها بواسطة صهاريج الشفط الصفراء التي لا يوجد مثيل لها حتى في أكثر البلاد تخلفاً وفقراً.
أضف إلى ذلك ما تشكله هذه المستنقعات التي تملأ حي الربيع.. وأحياء مختلفة من جدة من انتشار وتوالد للبعوض الذي اصبح ِاليوم يرتفع في أجسادنا دون حساب؟!
يردد سكان جدة بين الحين والآخر في تحقيق: سالم مريشيد/ تصوير: محسن سالم
يردد سكان جدة بين الحين والآخر في مجالسهم "الحكاية" التي تزعم ان جدة ستتعرض لكارثة الغرق.. ويزداد اعتقادهم بأن هذه الحكاية توشك على الوقوع كلما تفاقمت وارتفعت مشكلة المياه الجوفية.. والتي أصبحت تغطي سطح الأرض في الكثير من أحياء في جدة.. حتى أصبحت في غير مأمن من زحف هذه المياه التي تشبعت بها الأرض.. وأصبحت تنز بها من كل مكان؟!.
ولم يقف طفح المياه الجوفية عند حد.. حتى اختلطت به مياه المجاري.. وأصبح يشكل عامل تدمير وتلويث للبنية التحتية، والحياة وصحة الانسان في جدة.. إلى درجة لا تتوقف فيها ألسن سكان جدة بالدعاء كل يوم إلى أن "يناموا" ويستيقظوا وقد وجدوا آليات ومعدات الحفر الخاصة بمشروع شبكة الصرف الصحي قد بدأت في العمل لانقاذ جدة من مشكلتها المزمنة والتي اصبحت تهددها وتهدد سكانها بأخطار لا حدود لها.
أحياء تغرق في المياه
الكثير من أحياء جدة أصبحت المياه تغطي أرضها.. ووصل الأمر إلى اغراق الأدوار الأرضية في بعض الأحياء.. وأدت إلى اجبار سكان هذه الأحياء إلى هجر بيوتهم والهرب منها.. مثلما حدث في أحياء الفيصلية الشرقي، والرحاب والبوادي والسلامة!!.
هذه المشكلة آخذة في الازدياد والتمدد والزحف إلى كل احياء جدة دون استثناء إلى درجة لم يعد فيها حي من أحياء جدة في مأمن من هذا الخطر.. وتزداد المشكلة استفحالا وضررا عند سقوط زخات بسيطة من الأمطار.. لأن الأرض المشبعة بالماء لا تتحمل المزيد من المياه.. فتتحول هذه المياه إلى بحيرات وانهار في شوارع واحياء جدة.
@ أحد المواطنين في حي النزهة في شمال جدة قال: انه من أوائل السكان الذين بنوا في الحي، ويتذكر انه عندما بدأ في البناء عام 1400ه.. حفر خزان المياه الأرضي لعمق أكثر من سبعة أمتار.. وكانت الأرض جافة تماما.. واليوم لا يكاد من يفكر في بناء أرضه الحفر أكثر من عشرة سنتيمترات حتى يجد الماء قد غطى الحفرة من كل مكان.
وقال مواطن آخر في حي البوادي الغربي ان الامانة تهدد كل من تطفح "بيارة" بيته بالغرامة وقطع مياه الشرب عنه.. ولكننا رغم شفط مياه الصرف الصحي من بيوتنا نجدها في اليوم التالي قد امتلأت وطفحت إلى الشارع.. وهذا ناتج عن تشبع الأرض بالمياه، وكلما شفطنا المياه تسربت إلى البيارات وملأتها.. وبشكل لا يمكن أن يعالجه الشفط حتى لو تم بشكل يومي.. ونحن بين سنديان شفط المياه الجوفية من بيارات بيوتنا.. ومطرقة التهديد بالغرامة وحبس مياه الشرب عنا من الأمانة؟!.
@ الكثير من المواطنين الذين التقيت بهم في الكثير من أحياء جدة أكدوا انه لا يمكن انقاذ جدة من الغرق، وبنيتها التحتية من التلف إلا بسرعة تنفيذ شبكة شاملة للصرف الصحي.. وان تتحقق هذه الوعود بشكل عاجل حتى لا يأتي يوم ونجد فيه جدة قد غرقت بالكامل.. أو نجد احياءها مطمورة بالمياه وبشكل يصعب علاجه!!. المستنقعات المرة تغرق حي الربيع
@ جرس انذار دق هذه المرة من حي الربيع في شمال جدة.. فقد ذهلت عندما وجدت الحي غارقاً في المياه.. وبيوته تحوطها البحيرات من كل جانب.. والبيوت التي يتم وضع أساساتها قد طمرت بالماء بشكل اضطر العاملون فيها إلى التوقف عن العمل فيه.. لأنه من غير الممكن العمل وسط بحيرات الماء.
كنت أعتقد للوهلة الأولى ان هذه المياه ناتجة عن الأمطار الأخيرة التي هطلت على جدة أواخر رمضان الفارط.. ولكن الأستاذ عادل محمد عبده من سكان الحي أخبرني أن معاناة هذا الحي مع هذه المياه مستمرة، وتعود لعدة أشهر يعاني فيها سكان الحي من هذه البحيرات التي غمرت بدرومات العمائر، وعطلت الهواتف في البيوت واطفأت اضاءة أعمدة الانارة في الشوارع لأن الكوابل الموجودة تحت الأرض مغمورة بالمياه ومن غير الممكن اصلاحها.. كما أدت إلى إحداث تلوث بيئي كبير في الحي.. وأدت إلى تكاثر وتوالد البعوض بشكل لا يطاق في الحي.
خلل في مشروع الأمانة!!
المواطن عادل عبده يوضح مشكلة الحي الذي لا يزال غارقاً في المياه الملوثة قائلاً: لقد بدأت معاناة الحي منذ تنفيذ أمانة جدة لمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في الحي.
وقال ان هذه المياه التي نراها تغرق الحي اختلطت فيها مياه البيارات مع المياه التي تأتي من باطن الأرض.. لأن الحي منخفض عن الأحياء المحيطة به.. فجميع المياه الجوفية في الأحياء الأخرى بعد تنفيذ هذا المشروع تأتي وتنسحب إلى الحي.. ثم تخرج من المواسير وخزانات المياه الموجودة ضمن المشروع لتغرق الحي بالكامل كما نرى.. وهذا ناتج عن وجود خلل في تنفيذ المشروع.. كوجود تهريب في المواسير الخاصة بالمشروع.. أو انها انسدت بسبب ضيق قطرها.. أو ان المياه تفتح في مواسير غير محكمة الغلق.. أو ان الفتحات الموجودة في المواسير سدت بالطمي والحجارة.. أو تركيبها غير صحيح لأن العمالة التي نفذت هذا المشروع وكما وقفت على ذلك بنفسي عمالة عادية.. وربما لا توجد عندها الخبرة الكافية لتنفيذ مثل هذه المشاريع التي تحتاج إلى خبرة؟!
وأضاف الأستاذ عادل عبده ان هذا الحي الذي يغرق بالمياه.. والذي اختلطت فيه مياه الشرب بمياه الصرف الصحي يستدعي ضرورة مراجعة سريعة للكيفية التي تم بها تنفيذ المشروع.. ودراسة لجيولوجية الحي لعلاج هذه المشكلة التي عانى منها الحي طويلاً.. وجعلت الكثير من السكان فيه يندمون على اليوم الذي سكنوا فيه هذا الحي التعيس!!
وقال: ان محاولات الأمانة بالشفط بواسطة المضخات ونقلها إلى مواقع أخرى لا يمكن أن تكون العلاج الناجع.. لأنه بقدر ما تشفط ستجد المياه في اليوم التالي قد أغرقت الحي نتيجة تسرب المياه الجوفية من الأحياء الأخرى للحي هذا بسبب انخفاضه وتبعاً لنظرية الأواني المستطرقة.
الحلول الوقتية ضياع
للمال دون فائدة
العديد من المواطنين أكدوا ان مشاريع تخفيض المياه الجوفية في بعض أحياء جدة لا يمكن أن تحقق الفائدة المرجوة.. لأنها تخفف المشكلة بعض الوقت، ولكنها لا تلبث أن تعود للظهور مثلما يحدث في حي الربيع، وحي البوادي الغربي وغيرها من الأحياء التي نفذت فيها مشاريع لتخفيض منسوب المياه الجوفية.
الأستاذ عادل عبده قال ان مثل هذه المشاريع عبارة عن مسكنات وقتية لا يلبث أثرها أن يزول.. وتفقد قيمتها.. خاصة عندما يتم تنفيذها بطريقة عشوائية، ودون دراسة سليمة لكيفية التنفيذ.
وأضاف ان مشاريع تخفيض المياه الجوفية في الأحياء.. ومشاريع تصريف مياه الأمطار هي هدر للمال العام دون فائدة تذكر.. لأن هذه المشاريع تفتقد للتنفيذ السليم.. والمشاريع الوقتية لا قيمة لا.. ولابد من البدء على وجه السرعة في تنفيذ مشروع شامل ومتكامل للتصريف في جدة لانقاذ المدينة من الآثار السلبية لارتفاع المياه الجوفية.. وانقاذ السكان من هذا التلوث الخطير الذي ينتج عن تسرب مياه المجاري إلى الشوارع أو شفطها بواسطة صهاريج الشفط الصفراء التي لا يوجد مثيل لها حتى في أكثر البلاد تخلفاً وفقراً.
أضف إلى ذلك ما تشكله هذه المستنقعات التي تملأ حي الربيع.. وأحياء مختلفة من جدة من انتشار وتوالد للبعوض الذي اصبح اليوم يرتفع في أجسادنا دون حساب؟!
مجالسهم "الحكاية" التي تزعم ان جدة ستتعرض لكارثة الغرق.. ويزداد اعتقادهم بأن هذه الحكاية توشك على الوقوع كلما تفاقمت وارتفعت مشكلة المياه الجوفية.. والتي أصبحت تغطي سطح الأرض في الكثير من أحياء في جدة.. حتى أصبحت في غير مأمن من زحف هذه المياه التي تشبعت بها الأرض.. وأصبحت تنز بها من كل مكان؟!.
ولم يقف طفح المياه الجوفية عند حد.. حتى اختلطت به مياه المجاري.. وأصبح يشكل عامل تدمير وتلويث للبنية التحتية، والحياة وصحة الانسان في جدة.. إلى درجة لا تتوقف فيها ألسن سكان جدة بالدعاء كل يوم إلى أن "يناموا" ويستيقظوا وقد وجدوا آليات ومعدات الحفر الخاصة بمشروع شبكة الصرف الصحي قد بدأت في العمل لانقاذ جدة من مشكلتها المزمنة والتي اصبحت تهددها وتهدد سكانها بأخطار لا حدود لها.
أحياء تغرق في المياه
الكثير من أحياء جدة أصبحت المياه تغطي أرضها.. ووصل الأمر إلى اغراق الأدوار الأرضية في بعض الأحياء.. وأدت إلى اجبار سكان هذه الأحياء إلى هجر بيوتهم والهرب منها.. مثلما حدث في أحياء الفيصلية الشرقي، والرحاب والبوادي والسلامة!!.
هذه المشكلة آخذة في الازدياد والتمدد والزحف إلى كل احياء جدة دون استثناء إلى درجة لم يعد فيها حي من أحياء جدة في مأمن من هذا الخطر.. وتزداد المشكلة استفحالا وضررا عند سقوط زخات بسيطة من الأمطار.. لأن الأرض المشبعة بالماء لا تتحمل المزيد من المياه.. فتتحول هذه المياه إلى بحيرات وانهار في شوارع واحياء جدة.
@ أحد المواطنين في حي النزهة في شمال جدة قال: انه من أوائل السكان الذين بنوا في الحي، ويتذكر انه عندما بدأ في البناء عام 1400ه.. حفر خزان المياه الأرضي لعمق أكثر من سبعة أمتار.. وكانت الأرض جافة تماما.. واليوم لا يكاد من يفكر في بناء أرضه الحفر أكثر من عشرة سنتيمترات حتى يجد الماء قد غطى الحفرة من كل مكان.
وقال مواطن آخر في حي البوادي الغربي ان الامانة تهدد كل من تطفح "بيارة" بيته بالغرامة وقطع مياه الشرب عنه.. ولكننا رغم شفط مياه الصرف الصحي من بيوتنا نجدها في اليوم التالي قد امتلأت وطفحت إلى الشارع.. وهذا ناتج عن تشبع الأرض بالمياه، وكلما شفطنا المياه تسربت إلى البيارات وملأتها.. وبشكل لا يمكن أن يعالجه الشفط حتى لو تم بشكل يومي.. ونحن بين سنديان شفط المياه الجوفية من بيارات بيوتنا.. ومطرقة التهديد بالغرامة وحبس مياه الشرب عنا من الأمانة؟!.
@ الكثير من المواطنين الذين التقيت بهم في الكثير من أحياء جدة أكدوا انه لا يمكن انقاذ جدة من الغرق، وبنيتها التحتية من التلف إلا بسرعة تنفيذ شبكة شاملة للصرف الصحي.. وان تتحقق هذه الوعود بشكل عاجل حتى لا يأتي يوم ونجد فيه جدة قد غرقت بالكامل.. أو نجد احياءها مطمورة بالمياه وبشكل يصعب علاجه!!. المستنقعات المرة تغرق حي الربيع
@ جرس انذار دق هذه المرة من حي الربيع في شمال جدة.. فقد ذهلت عندما وجدت الحي غارقاً في المياه.. وبيوته تحوطها البحيرات من كل جانب.. والبيوت التي يتم وضع أساساتها قد طمرت بالماء بشكل اضطر العاملون فيها إلى التوقف عن العمل فيه.. لأنه من غير الممكن العمل وسط بحيرات الماء.
كنت أعتقد للوهلة الأولى ان هذه المياه ناتجة عن الأمطار الأخيرة التي هطلت على جدة أواخر رمضان الفارط.. ولكن الأستاذ عادل محمد عبده من سكان الحي أخبرني أن معاناة هذا الحي مع هذه المياه مستمرة، وتعود لعدة أشهر يعاني فيها سكان الحي من هذه البحيرات التي غمرت بدرومات العمائر، وعطلت الهواتف في البيوت واطفأت اضاءة أعمدة الانارة في الشوارع لأن الكوابل الموجودة تحت الأرض مغمورة بالمياه ومن غير الممكن اصلاحها.. كما أدت إلى إحداث تلوث بيئي كبير في الحي.. وأدت إلى تكاثر وتوالد البعوض بشكل لا يطاق في الحي.
خلل في مشروع الأمانة!!
المواطن عادل عبده يوضح مشكلة الحي الذي لا يزال غارقاً في المياه الملوثة قائلاً: لقد بدأت معاناة الحي منذ تنفيذ أمانة جدة لمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في الحي.
وقال ان هذه المياه التي نراها تغرق الحي اختلطت فيها مياه البيارات مع المياه التي تأتي من باطن الأرض.. لأن الحي منخفض عن الأحياء المحيطة به.. فجميع المياه الجوفية في الأحياء الأخرى بعد تنفيذ هذا المشروع تأتي وتنسحب إلى الحي.. ثم تخرج من المواسير وخزانات المياه الموجودة ضمن المشروع لتغرق الحي بالكامل كما نرى.. وهذا ناتج عن وجود خلل في تنفيذ المشروع.. كوجود تهريب في المواسير الخاصة بالمشروع.. أو انها انسدت بسبب ضيق قطرها.. أو ان المياه تفتح في مواسير غير محكمة الغلق.. أو ان الفتحات الموجودة في المواسير سدت بالطمي والحجارة.. أو تركيبها غير صحيح لأن العمالة التي نفذت هذا المشروع وكما وقفت على ذلك بنفسي عمالة عادية.. وربما لا توجد عندها الخبرة الكافية لتنفيذ مثل هذه المشاريع التي تحتاج إلى خبرة؟!
وأضاف الأستاذ عادل عبده ان هذا الحي الذي يغرق بالمياه.. والذي اختلطت فيه مياه الشرب بمياه الصرف الصحي يستدعي ضرورة مراجعة سريعة للكيفية التي تم بها تنفيذ المشروع.. ودراسة لجيولوجية الحي لعلاج هذه المشكلة التي عانى منها الحي طويلاً.. وجعلت الكثير من السكان فيه يندمون على اليوم الذي سكنوا فيه هذا الحي التعيس!!
وقال: ان محاولات الأمانة بالشفط بواسطة المضخات ونقلها إلى مواقع أخرى لا يمكن أن تكون العلاج الناجع.. لأنه بقدر ما تشفط ستجد المياه في اليوم التالي قد أغرقت الحي نتيجة تسرب المياه الجوفية من الأحياء الأخرى للحي هذا بسبب انخفاضه وتبعاً لنظرية الأواني المستطرقة.
الحلول الوقتية ضياع
للمال دون فائدة
العديد من المواطنين أكدوا ان مشاريع تخفيض المياه الجوفية في بعض أحياء جدة لا يمكن أن تحقق الفائدة المرجوة.. لأنها تخفف المشكلة بعض الوقت، ولكنها لا تلبث أن تعود للظهور مثلما يحدث في حي الربيع، وحي البوادي الغربي وغيرها من الأحياء التي نفذت فيها مشاريع لتخفيض منسوب المياه الجوفية.
الأستاذ عادل عبده قال ان مثل هذه المشاريع عبارة عن مسكنات وقتية لا يلبث أثرها أن يزول.. وتفقد قيمتها.. خاصة عندما يتم تنفيذها بطريقة عشوائية، ودون دراسة سليمة لكيفية التنفيذ.
وأضاف ان مشاريع تخفيض المياه الجوفية في الأحياء.. ومشاريع تصريف مياه الأمطار هي هدر للمال العام دون فائدة تذكر.. لأن هذه المشاريع تفتقد للتنفيذ السليم.. والمشاريع الوقتية لا قيمة لا.. ولابد من البدء على وجه السرعة في تنفيذ مشروع شامل ومتكامل للتصريف في جدة لانقاذ المدينة من الآثار السلبية لارتفاع المياه الجوفية.. وانقاذ السكان من هذا التلوث الخطير الذي ينتج عن تسرب مياه المجاري إلى الشوارع أو شفطها بواسطة صهاريج الشفط الصفراء التي لا يوجد مثيل لها حتى في أكثر البلاد تخلفاً وفقراً.
أضف إلى ذلك ما تشكله هذه المستنقعات التي تملأ حي الربيع.. وأحياء مختلفة من جدة من انتشار وتوالد للبعوض الذي اصبح ِاليوم يرتفع في أجسادنا دون حساب؟!
صحيفة الرياض 25/12/2002

Comment