((رسالة إلى التركيين أس2))
بسم الله الرحمن الرحيم
عقليات حُمِلت من قاع ثلجي وتم قذفها في ساحة ساخنة ملتهبة ذابت وتلاشت بمجرد ملامستها لحرارة هذه الساحة المتحركة حركة الحياة المتجددة ، والملتهبة التهاب السنة الجارية ، من يستمع إلى الأخ الدكتور موسى العبد العزيز رئيس مجلة السلفية المُتوهمة وهو يقحم نفسه متعسفاً، متكلفاً، جافاً، للحديث في قضايا الأمة والمجتمع المختلفة يُخيل إليه أنه يستمع إلى شبح قادمٍ من العصور الحجرية يتحدث بعظامه ، وبشته ، وجسده ، وحذائه!! لا بعقل وفكر وتصور وفهم وكذلك عقليات الشعارات المتعفنة سواه ، وهذا بلا شك انطباع الواعي عن عقليات اللاواعي ، وإدراك المتحرك عن عقليات جمود القوالب الثلجية والتي بما تمثله من طرح ساذج . تثبت أنه ليس بينها وبين الفقه الإسلامي المعتبر ، وفقه توجهات الأمة الحقيقية أي صلة تذكر ، وليس بينها وبين متغيرات الواقع أي رابط على الإطلاق ؟ !
على أنني ملزم كغيري بتسجيل رؤيتي عن بعض ما دار حول هذه الانتخابات بصورة مجملة في النقاط التالية :
أولاً :
الشبح شارك في قناة متخلفة كتخلف فكر القوالب وهو يطالب بفصل الدين عن دنيا الناس . أي فصل هوية المجتمع عن المجتمع نفسه وتحويل دعاتها إلى مجموعة من الدراويش السذج يجب أن يقبعوا في زوايا المساجد بعيداً عن هموم الناس ومصالحهم ، وتمثيل آمالهم وتقديم خدماتهم التي أثبت واقع العمليات
الانتخابية في كل البلاد العربية وغير العربية التي فُسح فيها المجال لدعاة الهوية أثبت طوال العقود الماضية أنهم خير من يمثل مطالب المجتمعات ويسعى لتحقيقها عملاً وممارسة ، لا شعارات ونظريات ، وأنهم خير من يحفظ الأمانة لها ، ويتحمل عنهم الأذى ، ويسير بهم في طريق ممارسة إسلامية واعية يسميها المهزومون (ديموقراطية) ونستطيع لاحقاً إثبات هذا القول بصورة مفصلة إذا لزم الأمر ، وإن كان لا يحتاج إلى إثبات وأعتقد أن ممارسة دعاة الهوية الإسلامية للعمل التنموي في تركيا ، والجزائر ، ومصر ، والكويت ، والأردن مع الأخذ في الاعتبار المعوقات التي يضعها أعداء هويتهم في الطريق وكذلك ما وقع فيه إخواننا من أخطاء هي لازمة لكل عمل بشري وكذلك طبيعة وواقعها السياسي المختلف من مجتمع إلى آخر وأعتقد أن إنجازاتهم خير دليل على ذلك ولعل لسان حال هذه الإنجازات يقول:
وإذا خفيت على الغبي فعاذرٌ
ألا ترانـي مُقلـة عميـاء
ثانياً :
الغثيان والصداع هما الحالتان الملازمتان كلٌ مستمع إلى أصوات تكسر هذه القوالب عبر مكرفونات القنوات الإعلامية ، وهي تزعم تمثيل المنهج السلفي وفي الحقيقة هو زعم مُدعي الوصل بليلى ، وليلى لا تقر لهم بذاك ... لكن أصوات تكسر هذه القوالب لو تم تبنيها رسمياً فسيكون لها أثر لا سمح الله في تخفيض حرارة الإتصال المقبول الذي نُشجعه اليوم وندعو للمحافظة عليه بين المسئولين والمواطنين بمختلف توجهاتهم وانتماآتهم وستؤثر سلباً في عملية الثقة التي نسعى لبنائها بصورة واعية معتدلة تقوم على أساس رؤية تطبيق عملي للمطالب المتبادلة والتي تمثل ركيزة العلاقة التي لابد من قيامها واستمرارها لتحقيق التوجه الإصلاحي ، والأهداف الإصلاحية داخل المجتمع بين كل الأطراف المعنية ، ومن المؤكد أن هذه الرؤية هي السبب الرئيس لمؤتمرات الحوار التي نادى بها توجه ولي العهد الموقر بما يمثله من أديولوجية تعبر عن توجهات السياسة القائمة اليوم ؟ وأنا على ثقة عمياء أن المسئولين يدركون ضرورة رفض توجهات العقليات الثلجية وعقليات الشعارات المتعفنة تماماً كما نحن وإياهم نرفض توجهات العقليات الإنتقامية العبثية القائمة على الغلو ، والتنطع ، والتكفير والتجاوز مهما كان أصحابها ، ومهما كانت شعاراتهم فلن تخدعنا الصورة عن الجوهر ، ولا السراب عن الحقيقة .
ثالثاً :
هذه القناة وأمثالها لم تختر بعض الأشباح إلا لحاجة في نفس يعقوب فنحن نعرف ما تريد عندما تقدم عقليات القوالب ممثلة للإسلام ، وتصوراته في وجه التيارات الليبرالية ، والقومية ، والعلمانية ، عقليات تتحدث عن الأضرحة والموضوع في الانتخابات !!!
إنها تريد أن تقول للعالم أنظروا هذا هو الإسلام ، وها هم مُمثلوه تخلفاً وجموداً ، وتملقاً وهي تزعم أنها تدافع عن الدولة وعن نظامها . والدولة ليست في حاجة لمدح المتملقين بل هي في حاجة إلى إنصاف المنصفين.
وندرك جيداً أن رموز الدولة أرقى ، وأنضج ، وأكثر واقعية من أن يتحدث عنهم ، وعن هويتهم وعن الواقع الذي صنعته توجهاتهم السياسية مثل هذه القوالب والشعارات التي لا هي إلى الإسلام ، وتصوره الكامل والشامل للحياة ، ولا هي إلى رؤية المسئولين وفهمهم للواقع ، ومتطلباته ، وإدراكهم للمتغيرات القائمة اليوم في منطقتنا وفي بلادنا بالذات !
رابعاً :
قاعدة الإسلام تقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) والعملية الانتخابية رؤية إسلامية لها مدلولاتها ، وشواهدها ، وآثارها ، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُحيط بها مثل عقليات القوالب التي طالبت كف الدعاة والأئمة والمساجد عن التدخل فيما سمته (دنيا الانتخابات) بحجة (أنتم أعلم بأمور الدنيا)، فإذا اعتزل دعاة هوية المجتمع هذه الانتخابات أو غيرها حسب مفهوم صوت التكسر الثلجي ، فهذا يعني أن يبتعد الإسلام وتصوره عن المجتمع ، ومطالبه ، وتقديم الخدمات له ، وتلبية احتياجاته ، والمشاركة في صناعة القرار في أوساطه ، والمسلم العادي يعرف دور المساجد في حياة الأمة ، والمجتمع المسلم يطالب دعاة دعاة الهوية بالانطلاق منها دائماً وأبداً في أي حدث ، وأي ممارسة قديمة أو جديدة.. فالمساجد جامعة تمثل مختلف جوانب الحياة ويجب أن تُعبر منابرُها عن هموم الأمة المختلفة ، ولا يقصر دورها ودور ممثليها على مفاهيم حجرية متخلفة عن شمولية الإسلام المستوعبة لكل مصالح العباد والبلاد ، وتغيرات الزمان والمكان والسلفية الحقيقية المبدعة هي التي تحمل هذا المفهوم الشمولي للتصور الإسلامي عن دور المساجد في حياة الأمة وتأمل في مفهوم العبقري ابن تيمية رحمه الله عندما قال : ( وكانت مواضع الأمة ، ومجامع الأمة هي المساجد فإن النبي صلى الله عليه وسلم أسس مسجده المبارك على التقوى ففيها الصلاة والقراءة والذكر وتعليم العلم والخطب ، وفيها السياسة وعقد الألوية والرايات ، وتأمير الأمراء ، وتعريف العرفاء وفيه تجتمع الناس عنده لما أهمهم من أمور دينهم ودنياهم ) الفتاوى ج 35 – ص 39 س 5
ومن هنا فنحن نرفض أن يتولى منابرها مجموعة من الدراويش لا يعون هذا المفهوم المتجدد لدور المساجد ولا يُثبتون للأمة من خلالها هوية العلم ، والوعي والكفاح ، والعمل ، والتقنية ، والأمانة ، والكفاءة ، والإبداع ، والعدل ، والاعتدال ، والوسطية بعيداً عن التشنج ، والغلو والتنطع ، والحجر على الأمة ، والتضييق على الناس وممارسة الخطاب التحريضي العاطفي المُغيب عن الواقع وحقائقه ومُتغيراته ، ومُتطلباته .
خامساً :
وقفتنا هذه مع إخواننا التركيين أس اثنين 2 بمختلف تياراتهم ، لأن الحمديين لا يتركون فرصة تفوتهم دون أن يؤكدوا حقيقة توجهاتهم القديمة المتجددة مع كل حدث أو واقعة ، أو خطوة تخطوها الدولة المسلمة والمجتمع المسلم نحو الالتحام والتعاون ، وبناء الثقة .. والعارف ببواطن الأمور يدرك أن سر جرأتهم على الإفصاح الفج ، والإعلان المتبجح هو الاتكاء على بعض معطيات التأثير في الواقع ؟ !!! لأنها الظاهرة في المنطقة..؟!!! فهذا هو الدافع الحقيقي لمثل هذا التقيؤ التركي الإعلامي وغيره .. ولا جديد في الأمر (( فتلك شنشنة نعرفها من أخزم)) والتركيون س2 في هذا التصريح إنما يؤكدون العمل على الإانطلاق من الركائز الثلاثة للهوية القومية التركية والمتمثلة في الآتي :
أولاً :
إعادة الإنتماء للعروبة بأفكار حداثية على نمط الحداثة العقدية في الغرب.
ثانياً :
إلغاء الأصولية الإسلامية .
ثالثاً :
إلغاء الحكومات التقليدية ذات التكوين العائلي أو القبلي أو الوراثي
مجلة شروق 24 / 3 / 1413 هـ .
فلا جديد أبداً ولكن تصريح التركيين في جريدة الحياة 4 محرم 1426 هـ
وهو يعقب على ما أسماه فوز الإسلاميين في انتخابات المجالس البلدية في الرياض يحتاج إلى تأمل عميق لأنه يقول ( إن أسباب فوز التيار الإسلامي هو بسبب سيطرتهم في ذلك على المنابر والخطاب الثقافي منذ سنين الأمر الذي مكنهم من تحقيق نتيجة متوقعة .. إلا أنه بعد الوعي الديمقراطي في المجتمع ربما نشهد تحولاً ؟!!!
ثم أضاف ( إنني واثق أن الناخب سيكتشف بعد الدورة الثانية أن بضاعة هؤلاء الإسلاميين شعارات وليس برامج وأشياء ملموسة تترجم إلى برامج عملية لمصلحة الفرد والمجتمع ؟!!! ) .
وهذا التصريح فعلاً يملي علينا الوقفات التالية :
أولاً :
أن التصريح أُبرز جنباً إلى جنب مع تصريح وزير الداخلية الموقر الرجل الواعي الذي يؤكد [ أن المجتمع مسلماً وهويته مسلمة وكل أبنائه يجب أن ينطووا تحت هذا اللواء ] بينما التصريح الحمدي يناقض كلام وزير الداخلية تماماً ؟!
ولا أدري هل التركيون كعادتهم وهم يزعمون زوراً أنهم مستشارون في السياسة الرسمية يُريدون إيهام الرأي العام أن كلام المسئولين شيئاً والممارسة شيئاً مختلفاً تماماً ؟ كما هي عادتهم التي للأسف لا ينتبه لها الكثير أثناء تصريحاتهم ومقالاتهم وسأثبت ذلك، وأنهم في مواقعهم الرسمية المزعومة من التأثير لرسم سياسة المستقبل؟! أم يُريدون زعزعة الثقة في الإسلاميين تمهيداً لدور مرتقب في الجولات القادمة كما ذكر الناطق الرسمي ؟!
أم يُريدون دق جرس الإنذار لأتباعهم بأن كل الوسائل الماضية لتحقيق التحول المطلوب لديهم قد باءت بالفشل تقريباً ؟ وعليهم البحث عن غيرها لتحقيق التحول المراد !!!
عدة أسئلة تدور في ذهن المجتمع عن حقيقة توجه هذه التصريحات .
ثانياً :
أن التركيين س2 لم يصدقوا كعادتهم في الإشارة والحديث عن الأشياء والمسميات فهم يعلمون من هو الذي كان يُسيطر على منابر الخطاب الثقافي الإعلامي وأكثر المنطلقات الأدبية طوال العقود الماضية .. اللهم منابر المساجد ، ولعل الحمديين يريدون القول حتى هذه يجب أن تخضع لمنطق التحول الديمقراطي كما ذكر آنفاً ؟!
ثالثاً :
أصحاب القرار حفظهم الله يجب أن يُدركوا خطورة مثل هذه التصريحات وأن هذا الغلو والتطرف والإرهاب في منطق التركيين لا يخدم ما تسعى إليه الدولة من وضع الأمور في مواضعها الصحيحة ، وجمع فئات المجتمع على أرضية القواسم المشتركة التي تختفي عليها كل شعارات وتوجهات التحريض على طرف ما ، والتشكيك لمجرد إتهامات لا تستند إلى دليل .
سادساً :
رداً على عقليات القوالب وعلى منطق التنويريين الخاشقجيين والشبكشيين مع التركيين أس2 وأمثالهم الذين يدورون في فلك المُوارات ، والهروب من الإفصاح عن الواقع وحقيقة طروحاته : نقول : جاءت مؤتمرات الحوار الوطني برعاية ولي العهد التي تمثل إعترافاً صريحاً بواقع التعددية الحزبية مهما تم تحوير المسميات وتنكيس المفاهيم .
ولماذا ؟ ومن هو المستفيد من الضحك على أنفسنا ، والتنصل من مسؤولية الانتماء وهو حقيقة التوجهات القائمة اليوم فقط تحتاج هذه التوجهات إلى ترشيدها وتوجيهها الوجهة الواعية ، وتصحيح مفاهيمها . أما إنكار الحقائق فليس في صالح أحد على الإطلاق .
أليست الشيعة حزباً له قياداته ودينه وتوجهاته ؟!!
والليبرالية حزب له فكره وقياداته ومنطلقاته ؟!! والإسلاميون جماعات لها مناهجها وقياداتها ، وبرامجها .
والقومية حزب له قياداته وتوجهاته ؟!! ومرجعياته .
أنا لا أعتقد أنه ينكر هذا الواقع إنسان عاقل أو حريص بوعي على مصلحة الوطن ..
يجب أن يفهم التركيون أن هذه المؤتمرات جاءت لتقول لكل أبناء الوطن الواحد على لسان قيادته الواحدة العامة أن هناك قواسم مشتركة مُمكن أن تجمع هذه التيارات على توحدٍ وطني لا يُخالف ثوابت هوية المجتمع ، وأنه يجب أن تتسع صدور أبناء الوطن الواحد للخلاف الذي لا يُصادم الثوابت وأن تنتهي مرحلة التصادم الذي يستخدم منطق الترهيب الإعلامي ، وأن يحتكم أبناء الوطن الواحد إلى ما يُطالب به المجتمع الواحد . ومن ثم يكون رضى الأطراف المختلفة بهذه الصورة يكون دليل وعي والتزام وتقيد وعدم مصادرة للآخر ، وأعتقد جازماً أن هذا ما أرادته القيادة الحكيمة من هذه المؤتمرات لكن للأسف إن الذي يُشاهد الحوارات والنقاشات والكتابات والتصريحات في هذه القناة إياها وفي غيرها يدرك أن المتناقشين في وادٍ والحقائق في وادٍ أخر وأنه اتضح أنه هناك من يتلون تلون الحرباء ، ويرتدي عباءة ولاء الذئاب ، وينطلق من فلسفة اللاوعي الذي ضرب بجذوره في أعماق هذه الحوارات والنقاشات مع وجود الاستثناء .
نقول أن هذه الخطوة المبدئية مهما كان حجمها فهي مطلب من مطالب الإصلاح للقيادة والمجتمع تحقق على الطريق ، وهذه الخطوة لا تسر توجهات التركيين ومن لف لفهم فهم أسباب تخلفنا السياسي ، والثقافي ، والاجتماعي على مستوى الوطن العربي كله وفي بلادنا خاصة !!
نعم لا تسر توجهاتهم لأنهم هم الذين وقفوا خلف تأخرها طوال هذه العقود ؟ لغرض واحد لا ثاني له هو منطق تصريحات القوم في الماضي والحاضر إنهم يريدون تربية مجتمع عروبي بأفكار حداثية على نمط الحداثة العقدية في الغرب لينتخب هذا المجتمع إياه توجهات وفلسفات التركيين أس2 .
هؤلاء القوم يُدركون جيداً أن للمجتمع هوية لا يرضى بغيرها بديلاً ، ولقد دأبوا خلال العقود الماضية على محاربة هويته ، والتشكيك في تصورها للحياة ، وقدرته على استيعاب متطلبات المجتمع ، ومتغيرات العصر .
وأنا أتوجه للأخوة المسئولين بأخذ كلام التركيين في الاعتبار .
فمن سيكون خلف تحول المجتمع ؟!!
وهل هذا يوافق أو يخالف توجهات القيادة التي أعلنت عنها دائماً وأبداً ؟
وكيف يمكن أن يتم هذا التحول ؟
وهل هو منطق المؤتمرات الحوارية التي رعاها ولي العهد أكرمه الله ومن الذي سيقف وراء هذا التحول ؟!
وما هي أساليب ووسائل تحقيق هذا التحول .
مضطرين لربط الحاضر بالماضي ، لنؤكد لإخواننا التركيين أس2 وغيرهم أن التصريح إياه هو نفس تصريحات الجماعة في جميع البلاد العربية (لقومية العقدية الغربية)!!!، وإن منطق ببغاوات الثقافة القومية ، والأدوار التي تلعبها لا تتغير ولا تتبدل إنما الذي يتغير هو الأشخاص الذين ينفذون هذه الأدوار ومن المُضحك المُبكي أنني عثرت لمجموعة من الناصريين والبوضافيين في مصر والجزائر من قبل 40 عاماً إلى يومنا هذا على عشرات التصاريح هي هي بالحرف والنص فقط تغير لاعب الدور في الزمان والمكان والله المستعان !
سابعاً :
نحن إسلاميين وهذا هو شرفنا ، ومصدر فخرنا ، وأساس تميزنا وسبب انتصارنا رغم عقبات الطريق الشائك المليء بمخلفات الفكر القومي المُحرض ؟!!! لكننا لم نظهر في وسائل الإعلام ولا في المنابر لنقول للناس نحن إسلاميين وغيرنا ليسوا كذلك ؟!
ولم نُقصي من خطابنا الواعي أحداً ملتزماً بثوابت الحوار الذي أعلنته القيادة ؟!
ولم نُميز أنفسنا بطرح يخالف منطق الأمة والمجتمع ...
الذي سمانا هم هؤلاء القوم ، والذي نعتنا بالفشل واللاوعي هم هؤلاء التركيون أس2 ربما . ربما لأنهم يعرفون من هم ومن نحن ؟!
ومن أين يصدرون ومن أين نصدر نحن ؟!
ما هي حقيقتهم ، وهل لهم ولثقافتهم وفكرهم صلة بالأمة والدولة وهويتها؟!!
عدة أسئلة تفرض نفسها الله أعلم بها ثم هؤلاء القوم ..
أما نحن فلا نتهم أحداً لكننا فقط نُشير إلى التصريحات والعبارات ونتحدث عن مدلولاتها ، وأهدافها ، ونستفسر من أصحابها وما يمكن أن يُفهم منها ؟
وهذا الهجوم المعاصر ، والتشنج المعاصر ( للجماعة الحبوبين ) لم تعد تخفى على الأمة أسبابه فهي تدرك بوضوح أن القوم يعيشون مرحلة الإفلاس المُتكرر ، وصراع الهزيمة لأفكارهم ، ومعاناة أمراضهم الحداثية العقدية الغربية؟!!!
ويتجرعون مرارة إِنكشاف أوراقهم .. لقد كُبكبوا على وجوهم حتى أحالها وحل تراب العروبة المهزومة مِسخاً شوهاء على قارعة الطريق
وهم كعادتهم يُريدون أن يحُملوا الأمة فشل أديولوجياتهم ، وتوجهاتهم ، وممارساتهم ، ويقولون أن الأمة لم تصل إلى مرحلة الوعي والتقدم كما
قال التركيون أس2 فلذلك لم تنتخب توجهاتهم ، ولم تنطلق من ركائزهم الثلاث السابقة ؟!
لقد ماتوا فنعتوا الأمة بالموت !
خسروا فوصفوا الأمة بالخسران !
هُزموا فوصموا الأمة بالهزيمة !
لقد نعوا أنفسهم إلى أشباح الموتى . ومخلفات القومية ، ومزابل النسيان . وهم لا زالوا يُكابرون ويهربون من مواجهة واقعهم .. لقد توجهت اللوعة " القصيبية " إلى مزبلة العروبة العقدية الجنسية القبانية بنهذ النعي!
[ نزار أزف إليك الخبر
لقـد أعنوها وفاة العرب
وقد نشروا النعي فوق السطور ... وبين السطور ... وتحت السطور
معتصم اليوم باع السيوف لبيريز
وجيش ابن أيوب مرتهن
في بنوك رعاة البقر ] ج الجزيرة 1 / 8 / 1424 هـ
وها هو زعيم عروبتهم وقوميتهم المهزومة قذاف التخلف العروبي ينعتهم بأنهم [ ناس زي الزفت ] وأن نسائهم أفضل من رجالهم [ ولم يعد لديهم دمُ ولا رجولة ] ج الشرق 10 / 8 / 1424 هـ
وها هي مؤتمرات بعضهم تُطالب ( بتدخل أمريكي سياسي وعسكري في المنطقة ) ؟!! جريدة الشرق 5 / 8 / 1424 هـ
وها هو زعيم فكرهم القومي الهيكلي ( يُعلن وفاتهم وهم أحياء ) ؟!!! جريدة المدينة 7 شعبان 1424 هـ
ولسان الوعي يقول عنهم ( تعيش الثقافة العربية مأزقها الأسود في 100 عام الأخيرة فالمثقف لا فرق بينه وبين المشعوذ ، والدجال ، وما يُسمى
بالحكومات الوطنية ، أو بحركات التحرر أدت إلى تخريب البُنى الاجتماعية ، والسياسية ، والاقتصادية ، فأدت إلى أن تتخلف البلدان ، ويتعثر العلم ، وتُفتقد الحريات ، والتعبير عن الرأي .. إن تلك الحركات التي زعمت التحرر قادتنا إلى التخلف ) . ج المدينة 9 شوال 1424 هـ .
هذا غيض من فيض لم أشأ أن أجرح مشاعر القوم بطوام اعترافاتهم من المحيط إلى الخليج ولعلني لا أُدفع إلى ذلك .
وهؤلاء القوم ينكرون الجميل دائماً فالله يعلم أننا ونحن في عليائنا لم نقف من إخواننا هؤلاء بعد كل نكسة لهم عسكرية أو ثقافية ، أو سياسية لم نقف موقف المتفرج على إخواننا ، وهم يتلوون أمام أعيننا في طرقات المدن العربية وبالذات في طرق مدن بلادنا خاصة يخبطون خبط المُشردين والتائهين !
ولم نرضى بهم وهم يقرعون أسنان الندم في صور تدعو للشفقة ، والرحمة ، والأسى على أرصفة العجز القومي الثقافي العروبي المهزوم... بل مدينا أيدينا لإخواننا ، وقلنا لهم هلموا إلى طريق فطرتكم ، ورحمكم الله باعترافاتكم ، وأنتم( شاطرين – وكويسين ، ومتقدمين ، وواعين ، وحبوبين ) أدركتم أخيراً أن الركض في طرق العروبة الممسوخة عن هوية الأمة لم يخلف إلا الضياع ، والموت ، والندم ، (والمرمطة ) !!
ولقد عاد كثير من هؤلاء فعادت إليهم الحياة بعد أن أعلن القصيبيون وفاتهم بالسكتة ؟!!!
وتابوا فتقبلهم المجتمع
وصحوا فاحتضنهم الوعي
ونقولها دائماً وأبداً الأمة الإسلامية لم تمت ، والعروبة المنصبغة بالإسلام لم تمت ، والعرب اللذين خلطوا عروبتهم بإسلامهم لم يموتوا .. إنما الذي أعترف إخواننا بموتهم وإفلاسهم ونعيهم إلى القباني هم عرب نفايات الحداثة العقدية الغربية القبانية ، وهم الخنجر التي غرسها أعداؤنا في خاصرة الأمة ؟
الأمة لا زالت بخير مهما اعتراها من الضعف ، والوهن بأسباب – الشاطرين إياهم والمتسكعين على أرصفة الأعداء ؟!
ومن حقنا على إخواننا أن لا يُحملوننا تبعة نكساتهم المتكررة من عهود ثقافة [ بلاد العرب أوطاني ... فلا دين يفرقنا .. ؟! مروراً برميهم لإسرائيل وحلفائها في البحر ؟!!!
إلى وقت طلب تدخلها ، وحلفائها في المنطقة ؟!
إلى ساعات التسكع على أبواب السفارات الأمريكية بمشاريعهم الإصلاحية ؟!
إلى حاضر استقدامهم لـ [ كلينتون ] ليفتتح مؤتمراتهم بالموسيقى واللغة الإنجليزية ويقول تغيروا حتى يكون عندكم وعي ديمقراطي وتُصبحون [عال العال] إلى لحظات نعتهم لنا باللاوعي ولمشاريعنا بالفشل ؟!!
وإلى حاضر تأكيداتهم للسيدة [ أولبرايت ] بأننا بدأنا نغير ونتقدم ونزرع المرأة على طريقة [ زرع الرمان ؟! ] إلى أخر ما تم رصده بالصوت والصورة ؟!!! وما الله به عليم
أخيراً ... لابد أن يتقبل إخواننا النصيحة المبذولة وأن يواجهوا الحقيقة القائمة دائماً وأبداً . أن العقود الماضية ، وما تم فيها من نكسات وتخلف، وفساد هو إنتاجهم ، وإخراجهم ، وصناعتهم ، وثمرات سعيهم المتنكب لصراط الوعي المستقيم وإننا لا نسأل عنه لا من قريب ولا بعيد ..
وإننا اليوم نطالب القيادات على مستوى الأمة بتغيير المسار الذي تحكم فيه هؤلاء طوال هذه العقود وكفاهم ركضاً أتضح خسرانه لكل ذي قلب وبصر ، ونؤكد أن الإنتماء إلى هوية الأمة قولاً وعملاً هو السياج المانع الذي سيحمي الأمة قيادات وشعوب من أمريكا وتوجهاتها ، وعملائها ، وأبواقها في كل زمان ومكان وأن أفكار القوم أشبه بأزياء الراقصات تتبدل بتبدل الزبائن ، والأدوار والمسارح التي يقفن عليها ، وهذا هو لسان حال العقود الماضية بكل توجهاتها ، [ ولا يُلدغ المؤمن من جُحر مرتين ] ويجب أن يدرك التركيون أننا أولى منهم بدولة تنتمي إلينا ، وننتمي إليها مهما كان الخلاف بيننا، وأننا لن نسمح لهم بمحاولة دسّ السمّ بالعسل، وتشويه صورة الدولة، وتحريض الشباب عليها، ومحاولة دفع عجلة التكفير والخروج على النظام وزرع الكراهية له في نفوس الشباب بمثل هذه التصريحات المحرضة، ولابد أن يعي التركيون أس2 وأمثالهم أننا نحمّل توجهاتهم مسؤولية العبث، والتكفير، والتفجير، القائمة اليوم بصورة كاملة، ولعل من المناسب أن يفهم المجتمع أن الأخ الدكتور تركي الحمد ليس مستشاراً لولي العهد وأن هذا الادعاء كذباً محضاً، فلا يمكن لأحد أن يخلط بين الخمر واللبن، إلا جحا غفر الله له ولأمثاله.
ثامناً :
أخيراً لابد أن يُدرك القارئ الكريم أننا لا نتكئ على ما أسماه التركيون فوز الإسلاميين ، ولنا بفضل الله كل الحسابات الدقيقة ، والتوقعات المُرتقبة نتيجة ما ستحدثه التكتلات التي شُكلت لتحديد مسار معين أو تحديد وجهة ذات أثير في هذه الانتخابات وفي غيرها ، وقد يُحاول طرف ما ؟ إيهامنا بما تُخفي الأكمة وهذا محال فلئن كانت هذه الانتخابات بتوجهاتها ، وملابساتها ، وأهدافها جديدة على مجتمعنا فهي ليست كذلك في المجتمعات العربية التي نلتقي معها في كثير من القواسم والروابط وما تم هناك قد يحدث هنا ! مع الأخذ في الاعتبار أن قراءة شاملة في ثنايا دساتير الأنظمة العربية تُظهر الاختلاف البيّن بين مضمونها ومضمون نظام الحكم في بلادنا، وأن الحركات الإسلامية قاتلت في كثير من البلدان لإدراج عبارة (أن الإسلام المصدر الأول للتشريع)، بينما يقضي النظام لدينا (أن الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع). هذا في حالة وصول الانتخابات إلى المراحل المتقدمة إنشاء الله ... لكن هناك من القواسم المشتركة في أساليب ووسائل ونظام هذه الانتخابات ما يجعلنا نحذر أن الذي يتغير في توجهات (الجماعة) منفذو الأدوار لا أقل ولا أكثر .
شكراً لكل منصف والله يتولى السرائر وربما ربما ربما نعود .
محمد بن دليم آل دليم
جوال : 0505883228
بسم الله الرحمن الرحيم
عقليات حُمِلت من قاع ثلجي وتم قذفها في ساحة ساخنة ملتهبة ذابت وتلاشت بمجرد ملامستها لحرارة هذه الساحة المتحركة حركة الحياة المتجددة ، والملتهبة التهاب السنة الجارية ، من يستمع إلى الأخ الدكتور موسى العبد العزيز رئيس مجلة السلفية المُتوهمة وهو يقحم نفسه متعسفاً، متكلفاً، جافاً، للحديث في قضايا الأمة والمجتمع المختلفة يُخيل إليه أنه يستمع إلى شبح قادمٍ من العصور الحجرية يتحدث بعظامه ، وبشته ، وجسده ، وحذائه!! لا بعقل وفكر وتصور وفهم وكذلك عقليات الشعارات المتعفنة سواه ، وهذا بلا شك انطباع الواعي عن عقليات اللاواعي ، وإدراك المتحرك عن عقليات جمود القوالب الثلجية والتي بما تمثله من طرح ساذج . تثبت أنه ليس بينها وبين الفقه الإسلامي المعتبر ، وفقه توجهات الأمة الحقيقية أي صلة تذكر ، وليس بينها وبين متغيرات الواقع أي رابط على الإطلاق ؟ !
على أنني ملزم كغيري بتسجيل رؤيتي عن بعض ما دار حول هذه الانتخابات بصورة مجملة في النقاط التالية :
أولاً :
الشبح شارك في قناة متخلفة كتخلف فكر القوالب وهو يطالب بفصل الدين عن دنيا الناس . أي فصل هوية المجتمع عن المجتمع نفسه وتحويل دعاتها إلى مجموعة من الدراويش السذج يجب أن يقبعوا في زوايا المساجد بعيداً عن هموم الناس ومصالحهم ، وتمثيل آمالهم وتقديم خدماتهم التي أثبت واقع العمليات
الانتخابية في كل البلاد العربية وغير العربية التي فُسح فيها المجال لدعاة الهوية أثبت طوال العقود الماضية أنهم خير من يمثل مطالب المجتمعات ويسعى لتحقيقها عملاً وممارسة ، لا شعارات ونظريات ، وأنهم خير من يحفظ الأمانة لها ، ويتحمل عنهم الأذى ، ويسير بهم في طريق ممارسة إسلامية واعية يسميها المهزومون (ديموقراطية) ونستطيع لاحقاً إثبات هذا القول بصورة مفصلة إذا لزم الأمر ، وإن كان لا يحتاج إلى إثبات وأعتقد أن ممارسة دعاة الهوية الإسلامية للعمل التنموي في تركيا ، والجزائر ، ومصر ، والكويت ، والأردن مع الأخذ في الاعتبار المعوقات التي يضعها أعداء هويتهم في الطريق وكذلك ما وقع فيه إخواننا من أخطاء هي لازمة لكل عمل بشري وكذلك طبيعة وواقعها السياسي المختلف من مجتمع إلى آخر وأعتقد أن إنجازاتهم خير دليل على ذلك ولعل لسان حال هذه الإنجازات يقول:
وإذا خفيت على الغبي فعاذرٌ
ألا ترانـي مُقلـة عميـاء
ثانياً :
الغثيان والصداع هما الحالتان الملازمتان كلٌ مستمع إلى أصوات تكسر هذه القوالب عبر مكرفونات القنوات الإعلامية ، وهي تزعم تمثيل المنهج السلفي وفي الحقيقة هو زعم مُدعي الوصل بليلى ، وليلى لا تقر لهم بذاك ... لكن أصوات تكسر هذه القوالب لو تم تبنيها رسمياً فسيكون لها أثر لا سمح الله في تخفيض حرارة الإتصال المقبول الذي نُشجعه اليوم وندعو للمحافظة عليه بين المسئولين والمواطنين بمختلف توجهاتهم وانتماآتهم وستؤثر سلباً في عملية الثقة التي نسعى لبنائها بصورة واعية معتدلة تقوم على أساس رؤية تطبيق عملي للمطالب المتبادلة والتي تمثل ركيزة العلاقة التي لابد من قيامها واستمرارها لتحقيق التوجه الإصلاحي ، والأهداف الإصلاحية داخل المجتمع بين كل الأطراف المعنية ، ومن المؤكد أن هذه الرؤية هي السبب الرئيس لمؤتمرات الحوار التي نادى بها توجه ولي العهد الموقر بما يمثله من أديولوجية تعبر عن توجهات السياسة القائمة اليوم ؟ وأنا على ثقة عمياء أن المسئولين يدركون ضرورة رفض توجهات العقليات الثلجية وعقليات الشعارات المتعفنة تماماً كما نحن وإياهم نرفض توجهات العقليات الإنتقامية العبثية القائمة على الغلو ، والتنطع ، والتكفير والتجاوز مهما كان أصحابها ، ومهما كانت شعاراتهم فلن تخدعنا الصورة عن الجوهر ، ولا السراب عن الحقيقة .
ثالثاً :
هذه القناة وأمثالها لم تختر بعض الأشباح إلا لحاجة في نفس يعقوب فنحن نعرف ما تريد عندما تقدم عقليات القوالب ممثلة للإسلام ، وتصوراته في وجه التيارات الليبرالية ، والقومية ، والعلمانية ، عقليات تتحدث عن الأضرحة والموضوع في الانتخابات !!!
إنها تريد أن تقول للعالم أنظروا هذا هو الإسلام ، وها هم مُمثلوه تخلفاً وجموداً ، وتملقاً وهي تزعم أنها تدافع عن الدولة وعن نظامها . والدولة ليست في حاجة لمدح المتملقين بل هي في حاجة إلى إنصاف المنصفين.
وندرك جيداً أن رموز الدولة أرقى ، وأنضج ، وأكثر واقعية من أن يتحدث عنهم ، وعن هويتهم وعن الواقع الذي صنعته توجهاتهم السياسية مثل هذه القوالب والشعارات التي لا هي إلى الإسلام ، وتصوره الكامل والشامل للحياة ، ولا هي إلى رؤية المسئولين وفهمهم للواقع ، ومتطلباته ، وإدراكهم للمتغيرات القائمة اليوم في منطقتنا وفي بلادنا بالذات !
رابعاً :
قاعدة الإسلام تقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) والعملية الانتخابية رؤية إسلامية لها مدلولاتها ، وشواهدها ، وآثارها ، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُحيط بها مثل عقليات القوالب التي طالبت كف الدعاة والأئمة والمساجد عن التدخل فيما سمته (دنيا الانتخابات) بحجة (أنتم أعلم بأمور الدنيا)، فإذا اعتزل دعاة هوية المجتمع هذه الانتخابات أو غيرها حسب مفهوم صوت التكسر الثلجي ، فهذا يعني أن يبتعد الإسلام وتصوره عن المجتمع ، ومطالبه ، وتقديم الخدمات له ، وتلبية احتياجاته ، والمشاركة في صناعة القرار في أوساطه ، والمسلم العادي يعرف دور المساجد في حياة الأمة ، والمجتمع المسلم يطالب دعاة دعاة الهوية بالانطلاق منها دائماً وأبداً في أي حدث ، وأي ممارسة قديمة أو جديدة.. فالمساجد جامعة تمثل مختلف جوانب الحياة ويجب أن تُعبر منابرُها عن هموم الأمة المختلفة ، ولا يقصر دورها ودور ممثليها على مفاهيم حجرية متخلفة عن شمولية الإسلام المستوعبة لكل مصالح العباد والبلاد ، وتغيرات الزمان والمكان والسلفية الحقيقية المبدعة هي التي تحمل هذا المفهوم الشمولي للتصور الإسلامي عن دور المساجد في حياة الأمة وتأمل في مفهوم العبقري ابن تيمية رحمه الله عندما قال : ( وكانت مواضع الأمة ، ومجامع الأمة هي المساجد فإن النبي صلى الله عليه وسلم أسس مسجده المبارك على التقوى ففيها الصلاة والقراءة والذكر وتعليم العلم والخطب ، وفيها السياسة وعقد الألوية والرايات ، وتأمير الأمراء ، وتعريف العرفاء وفيه تجتمع الناس عنده لما أهمهم من أمور دينهم ودنياهم ) الفتاوى ج 35 – ص 39 س 5
ومن هنا فنحن نرفض أن يتولى منابرها مجموعة من الدراويش لا يعون هذا المفهوم المتجدد لدور المساجد ولا يُثبتون للأمة من خلالها هوية العلم ، والوعي والكفاح ، والعمل ، والتقنية ، والأمانة ، والكفاءة ، والإبداع ، والعدل ، والاعتدال ، والوسطية بعيداً عن التشنج ، والغلو والتنطع ، والحجر على الأمة ، والتضييق على الناس وممارسة الخطاب التحريضي العاطفي المُغيب عن الواقع وحقائقه ومُتغيراته ، ومُتطلباته .
خامساً :
وقفتنا هذه مع إخواننا التركيين أس اثنين 2 بمختلف تياراتهم ، لأن الحمديين لا يتركون فرصة تفوتهم دون أن يؤكدوا حقيقة توجهاتهم القديمة المتجددة مع كل حدث أو واقعة ، أو خطوة تخطوها الدولة المسلمة والمجتمع المسلم نحو الالتحام والتعاون ، وبناء الثقة .. والعارف ببواطن الأمور يدرك أن سر جرأتهم على الإفصاح الفج ، والإعلان المتبجح هو الاتكاء على بعض معطيات التأثير في الواقع ؟ !!! لأنها الظاهرة في المنطقة..؟!!! فهذا هو الدافع الحقيقي لمثل هذا التقيؤ التركي الإعلامي وغيره .. ولا جديد في الأمر (( فتلك شنشنة نعرفها من أخزم)) والتركيون س2 في هذا التصريح إنما يؤكدون العمل على الإانطلاق من الركائز الثلاثة للهوية القومية التركية والمتمثلة في الآتي :
أولاً :
إعادة الإنتماء للعروبة بأفكار حداثية على نمط الحداثة العقدية في الغرب.
ثانياً :
إلغاء الأصولية الإسلامية .
ثالثاً :
إلغاء الحكومات التقليدية ذات التكوين العائلي أو القبلي أو الوراثي
مجلة شروق 24 / 3 / 1413 هـ .
فلا جديد أبداً ولكن تصريح التركيين في جريدة الحياة 4 محرم 1426 هـ
وهو يعقب على ما أسماه فوز الإسلاميين في انتخابات المجالس البلدية في الرياض يحتاج إلى تأمل عميق لأنه يقول ( إن أسباب فوز التيار الإسلامي هو بسبب سيطرتهم في ذلك على المنابر والخطاب الثقافي منذ سنين الأمر الذي مكنهم من تحقيق نتيجة متوقعة .. إلا أنه بعد الوعي الديمقراطي في المجتمع ربما نشهد تحولاً ؟!!!
ثم أضاف ( إنني واثق أن الناخب سيكتشف بعد الدورة الثانية أن بضاعة هؤلاء الإسلاميين شعارات وليس برامج وأشياء ملموسة تترجم إلى برامج عملية لمصلحة الفرد والمجتمع ؟!!! ) .
وهذا التصريح فعلاً يملي علينا الوقفات التالية :
أولاً :
أن التصريح أُبرز جنباً إلى جنب مع تصريح وزير الداخلية الموقر الرجل الواعي الذي يؤكد [ أن المجتمع مسلماً وهويته مسلمة وكل أبنائه يجب أن ينطووا تحت هذا اللواء ] بينما التصريح الحمدي يناقض كلام وزير الداخلية تماماً ؟!
ولا أدري هل التركيون كعادتهم وهم يزعمون زوراً أنهم مستشارون في السياسة الرسمية يُريدون إيهام الرأي العام أن كلام المسئولين شيئاً والممارسة شيئاً مختلفاً تماماً ؟ كما هي عادتهم التي للأسف لا ينتبه لها الكثير أثناء تصريحاتهم ومقالاتهم وسأثبت ذلك، وأنهم في مواقعهم الرسمية المزعومة من التأثير لرسم سياسة المستقبل؟! أم يُريدون زعزعة الثقة في الإسلاميين تمهيداً لدور مرتقب في الجولات القادمة كما ذكر الناطق الرسمي ؟!
أم يُريدون دق جرس الإنذار لأتباعهم بأن كل الوسائل الماضية لتحقيق التحول المطلوب لديهم قد باءت بالفشل تقريباً ؟ وعليهم البحث عن غيرها لتحقيق التحول المراد !!!
عدة أسئلة تدور في ذهن المجتمع عن حقيقة توجه هذه التصريحات .
ثانياً :
أن التركيين س2 لم يصدقوا كعادتهم في الإشارة والحديث عن الأشياء والمسميات فهم يعلمون من هو الذي كان يُسيطر على منابر الخطاب الثقافي الإعلامي وأكثر المنطلقات الأدبية طوال العقود الماضية .. اللهم منابر المساجد ، ولعل الحمديين يريدون القول حتى هذه يجب أن تخضع لمنطق التحول الديمقراطي كما ذكر آنفاً ؟!
ثالثاً :
أصحاب القرار حفظهم الله يجب أن يُدركوا خطورة مثل هذه التصريحات وأن هذا الغلو والتطرف والإرهاب في منطق التركيين لا يخدم ما تسعى إليه الدولة من وضع الأمور في مواضعها الصحيحة ، وجمع فئات المجتمع على أرضية القواسم المشتركة التي تختفي عليها كل شعارات وتوجهات التحريض على طرف ما ، والتشكيك لمجرد إتهامات لا تستند إلى دليل .
سادساً :
رداً على عقليات القوالب وعلى منطق التنويريين الخاشقجيين والشبكشيين مع التركيين أس2 وأمثالهم الذين يدورون في فلك المُوارات ، والهروب من الإفصاح عن الواقع وحقيقة طروحاته : نقول : جاءت مؤتمرات الحوار الوطني برعاية ولي العهد التي تمثل إعترافاً صريحاً بواقع التعددية الحزبية مهما تم تحوير المسميات وتنكيس المفاهيم .
ولماذا ؟ ومن هو المستفيد من الضحك على أنفسنا ، والتنصل من مسؤولية الانتماء وهو حقيقة التوجهات القائمة اليوم فقط تحتاج هذه التوجهات إلى ترشيدها وتوجيهها الوجهة الواعية ، وتصحيح مفاهيمها . أما إنكار الحقائق فليس في صالح أحد على الإطلاق .
أليست الشيعة حزباً له قياداته ودينه وتوجهاته ؟!!
والليبرالية حزب له فكره وقياداته ومنطلقاته ؟!! والإسلاميون جماعات لها مناهجها وقياداتها ، وبرامجها .
والقومية حزب له قياداته وتوجهاته ؟!! ومرجعياته .
أنا لا أعتقد أنه ينكر هذا الواقع إنسان عاقل أو حريص بوعي على مصلحة الوطن ..
يجب أن يفهم التركيون أن هذه المؤتمرات جاءت لتقول لكل أبناء الوطن الواحد على لسان قيادته الواحدة العامة أن هناك قواسم مشتركة مُمكن أن تجمع هذه التيارات على توحدٍ وطني لا يُخالف ثوابت هوية المجتمع ، وأنه يجب أن تتسع صدور أبناء الوطن الواحد للخلاف الذي لا يُصادم الثوابت وأن تنتهي مرحلة التصادم الذي يستخدم منطق الترهيب الإعلامي ، وأن يحتكم أبناء الوطن الواحد إلى ما يُطالب به المجتمع الواحد . ومن ثم يكون رضى الأطراف المختلفة بهذه الصورة يكون دليل وعي والتزام وتقيد وعدم مصادرة للآخر ، وأعتقد جازماً أن هذا ما أرادته القيادة الحكيمة من هذه المؤتمرات لكن للأسف إن الذي يُشاهد الحوارات والنقاشات والكتابات والتصريحات في هذه القناة إياها وفي غيرها يدرك أن المتناقشين في وادٍ والحقائق في وادٍ أخر وأنه اتضح أنه هناك من يتلون تلون الحرباء ، ويرتدي عباءة ولاء الذئاب ، وينطلق من فلسفة اللاوعي الذي ضرب بجذوره في أعماق هذه الحوارات والنقاشات مع وجود الاستثناء .
نقول أن هذه الخطوة المبدئية مهما كان حجمها فهي مطلب من مطالب الإصلاح للقيادة والمجتمع تحقق على الطريق ، وهذه الخطوة لا تسر توجهات التركيين ومن لف لفهم فهم أسباب تخلفنا السياسي ، والثقافي ، والاجتماعي على مستوى الوطن العربي كله وفي بلادنا خاصة !!
نعم لا تسر توجهاتهم لأنهم هم الذين وقفوا خلف تأخرها طوال هذه العقود ؟ لغرض واحد لا ثاني له هو منطق تصريحات القوم في الماضي والحاضر إنهم يريدون تربية مجتمع عروبي بأفكار حداثية على نمط الحداثة العقدية في الغرب لينتخب هذا المجتمع إياه توجهات وفلسفات التركيين أس2 .
هؤلاء القوم يُدركون جيداً أن للمجتمع هوية لا يرضى بغيرها بديلاً ، ولقد دأبوا خلال العقود الماضية على محاربة هويته ، والتشكيك في تصورها للحياة ، وقدرته على استيعاب متطلبات المجتمع ، ومتغيرات العصر .
وأنا أتوجه للأخوة المسئولين بأخذ كلام التركيين في الاعتبار .
فمن سيكون خلف تحول المجتمع ؟!!
وهل هذا يوافق أو يخالف توجهات القيادة التي أعلنت عنها دائماً وأبداً ؟
وكيف يمكن أن يتم هذا التحول ؟
وهل هو منطق المؤتمرات الحوارية التي رعاها ولي العهد أكرمه الله ومن الذي سيقف وراء هذا التحول ؟!
وما هي أساليب ووسائل تحقيق هذا التحول .
مضطرين لربط الحاضر بالماضي ، لنؤكد لإخواننا التركيين أس2 وغيرهم أن التصريح إياه هو نفس تصريحات الجماعة في جميع البلاد العربية (لقومية العقدية الغربية)!!!، وإن منطق ببغاوات الثقافة القومية ، والأدوار التي تلعبها لا تتغير ولا تتبدل إنما الذي يتغير هو الأشخاص الذين ينفذون هذه الأدوار ومن المُضحك المُبكي أنني عثرت لمجموعة من الناصريين والبوضافيين في مصر والجزائر من قبل 40 عاماً إلى يومنا هذا على عشرات التصاريح هي هي بالحرف والنص فقط تغير لاعب الدور في الزمان والمكان والله المستعان !
سابعاً :
نحن إسلاميين وهذا هو شرفنا ، ومصدر فخرنا ، وأساس تميزنا وسبب انتصارنا رغم عقبات الطريق الشائك المليء بمخلفات الفكر القومي المُحرض ؟!!! لكننا لم نظهر في وسائل الإعلام ولا في المنابر لنقول للناس نحن إسلاميين وغيرنا ليسوا كذلك ؟!
ولم نُقصي من خطابنا الواعي أحداً ملتزماً بثوابت الحوار الذي أعلنته القيادة ؟!
ولم نُميز أنفسنا بطرح يخالف منطق الأمة والمجتمع ...
الذي سمانا هم هؤلاء القوم ، والذي نعتنا بالفشل واللاوعي هم هؤلاء التركيون أس2 ربما . ربما لأنهم يعرفون من هم ومن نحن ؟!
ومن أين يصدرون ومن أين نصدر نحن ؟!
ما هي حقيقتهم ، وهل لهم ولثقافتهم وفكرهم صلة بالأمة والدولة وهويتها؟!!
عدة أسئلة تفرض نفسها الله أعلم بها ثم هؤلاء القوم ..
أما نحن فلا نتهم أحداً لكننا فقط نُشير إلى التصريحات والعبارات ونتحدث عن مدلولاتها ، وأهدافها ، ونستفسر من أصحابها وما يمكن أن يُفهم منها ؟
وهذا الهجوم المعاصر ، والتشنج المعاصر ( للجماعة الحبوبين ) لم تعد تخفى على الأمة أسبابه فهي تدرك بوضوح أن القوم يعيشون مرحلة الإفلاس المُتكرر ، وصراع الهزيمة لأفكارهم ، ومعاناة أمراضهم الحداثية العقدية الغربية؟!!!
ويتجرعون مرارة إِنكشاف أوراقهم .. لقد كُبكبوا على وجوهم حتى أحالها وحل تراب العروبة المهزومة مِسخاً شوهاء على قارعة الطريق
وهم كعادتهم يُريدون أن يحُملوا الأمة فشل أديولوجياتهم ، وتوجهاتهم ، وممارساتهم ، ويقولون أن الأمة لم تصل إلى مرحلة الوعي والتقدم كما
قال التركيون أس2 فلذلك لم تنتخب توجهاتهم ، ولم تنطلق من ركائزهم الثلاث السابقة ؟!
لقد ماتوا فنعتوا الأمة بالموت !
خسروا فوصفوا الأمة بالخسران !
هُزموا فوصموا الأمة بالهزيمة !
لقد نعوا أنفسهم إلى أشباح الموتى . ومخلفات القومية ، ومزابل النسيان . وهم لا زالوا يُكابرون ويهربون من مواجهة واقعهم .. لقد توجهت اللوعة " القصيبية " إلى مزبلة العروبة العقدية الجنسية القبانية بنهذ النعي!
[ نزار أزف إليك الخبر
لقـد أعنوها وفاة العرب
وقد نشروا النعي فوق السطور ... وبين السطور ... وتحت السطور
معتصم اليوم باع السيوف لبيريز
وجيش ابن أيوب مرتهن
في بنوك رعاة البقر ] ج الجزيرة 1 / 8 / 1424 هـ
وها هو زعيم عروبتهم وقوميتهم المهزومة قذاف التخلف العروبي ينعتهم بأنهم [ ناس زي الزفت ] وأن نسائهم أفضل من رجالهم [ ولم يعد لديهم دمُ ولا رجولة ] ج الشرق 10 / 8 / 1424 هـ
وها هي مؤتمرات بعضهم تُطالب ( بتدخل أمريكي سياسي وعسكري في المنطقة ) ؟!! جريدة الشرق 5 / 8 / 1424 هـ
وها هو زعيم فكرهم القومي الهيكلي ( يُعلن وفاتهم وهم أحياء ) ؟!!! جريدة المدينة 7 شعبان 1424 هـ
ولسان الوعي يقول عنهم ( تعيش الثقافة العربية مأزقها الأسود في 100 عام الأخيرة فالمثقف لا فرق بينه وبين المشعوذ ، والدجال ، وما يُسمى
بالحكومات الوطنية ، أو بحركات التحرر أدت إلى تخريب البُنى الاجتماعية ، والسياسية ، والاقتصادية ، فأدت إلى أن تتخلف البلدان ، ويتعثر العلم ، وتُفتقد الحريات ، والتعبير عن الرأي .. إن تلك الحركات التي زعمت التحرر قادتنا إلى التخلف ) . ج المدينة 9 شوال 1424 هـ .
هذا غيض من فيض لم أشأ أن أجرح مشاعر القوم بطوام اعترافاتهم من المحيط إلى الخليج ولعلني لا أُدفع إلى ذلك .
وهؤلاء القوم ينكرون الجميل دائماً فالله يعلم أننا ونحن في عليائنا لم نقف من إخواننا هؤلاء بعد كل نكسة لهم عسكرية أو ثقافية ، أو سياسية لم نقف موقف المتفرج على إخواننا ، وهم يتلوون أمام أعيننا في طرقات المدن العربية وبالذات في طرق مدن بلادنا خاصة يخبطون خبط المُشردين والتائهين !
ولم نرضى بهم وهم يقرعون أسنان الندم في صور تدعو للشفقة ، والرحمة ، والأسى على أرصفة العجز القومي الثقافي العروبي المهزوم... بل مدينا أيدينا لإخواننا ، وقلنا لهم هلموا إلى طريق فطرتكم ، ورحمكم الله باعترافاتكم ، وأنتم( شاطرين – وكويسين ، ومتقدمين ، وواعين ، وحبوبين ) أدركتم أخيراً أن الركض في طرق العروبة الممسوخة عن هوية الأمة لم يخلف إلا الضياع ، والموت ، والندم ، (والمرمطة ) !!
ولقد عاد كثير من هؤلاء فعادت إليهم الحياة بعد أن أعلن القصيبيون وفاتهم بالسكتة ؟!!!
وتابوا فتقبلهم المجتمع
وصحوا فاحتضنهم الوعي
ونقولها دائماً وأبداً الأمة الإسلامية لم تمت ، والعروبة المنصبغة بالإسلام لم تمت ، والعرب اللذين خلطوا عروبتهم بإسلامهم لم يموتوا .. إنما الذي أعترف إخواننا بموتهم وإفلاسهم ونعيهم إلى القباني هم عرب نفايات الحداثة العقدية الغربية القبانية ، وهم الخنجر التي غرسها أعداؤنا في خاصرة الأمة ؟
الأمة لا زالت بخير مهما اعتراها من الضعف ، والوهن بأسباب – الشاطرين إياهم والمتسكعين على أرصفة الأعداء ؟!
ومن حقنا على إخواننا أن لا يُحملوننا تبعة نكساتهم المتكررة من عهود ثقافة [ بلاد العرب أوطاني ... فلا دين يفرقنا .. ؟! مروراً برميهم لإسرائيل وحلفائها في البحر ؟!!!
إلى وقت طلب تدخلها ، وحلفائها في المنطقة ؟!
إلى ساعات التسكع على أبواب السفارات الأمريكية بمشاريعهم الإصلاحية ؟!
إلى حاضر استقدامهم لـ [ كلينتون ] ليفتتح مؤتمراتهم بالموسيقى واللغة الإنجليزية ويقول تغيروا حتى يكون عندكم وعي ديمقراطي وتُصبحون [عال العال] إلى لحظات نعتهم لنا باللاوعي ولمشاريعنا بالفشل ؟!!
وإلى حاضر تأكيداتهم للسيدة [ أولبرايت ] بأننا بدأنا نغير ونتقدم ونزرع المرأة على طريقة [ زرع الرمان ؟! ] إلى أخر ما تم رصده بالصوت والصورة ؟!!! وما الله به عليم
أخيراً ... لابد أن يتقبل إخواننا النصيحة المبذولة وأن يواجهوا الحقيقة القائمة دائماً وأبداً . أن العقود الماضية ، وما تم فيها من نكسات وتخلف، وفساد هو إنتاجهم ، وإخراجهم ، وصناعتهم ، وثمرات سعيهم المتنكب لصراط الوعي المستقيم وإننا لا نسأل عنه لا من قريب ولا بعيد ..
وإننا اليوم نطالب القيادات على مستوى الأمة بتغيير المسار الذي تحكم فيه هؤلاء طوال هذه العقود وكفاهم ركضاً أتضح خسرانه لكل ذي قلب وبصر ، ونؤكد أن الإنتماء إلى هوية الأمة قولاً وعملاً هو السياج المانع الذي سيحمي الأمة قيادات وشعوب من أمريكا وتوجهاتها ، وعملائها ، وأبواقها في كل زمان ومكان وأن أفكار القوم أشبه بأزياء الراقصات تتبدل بتبدل الزبائن ، والأدوار والمسارح التي يقفن عليها ، وهذا هو لسان حال العقود الماضية بكل توجهاتها ، [ ولا يُلدغ المؤمن من جُحر مرتين ] ويجب أن يدرك التركيون أننا أولى منهم بدولة تنتمي إلينا ، وننتمي إليها مهما كان الخلاف بيننا، وأننا لن نسمح لهم بمحاولة دسّ السمّ بالعسل، وتشويه صورة الدولة، وتحريض الشباب عليها، ومحاولة دفع عجلة التكفير والخروج على النظام وزرع الكراهية له في نفوس الشباب بمثل هذه التصريحات المحرضة، ولابد أن يعي التركيون أس2 وأمثالهم أننا نحمّل توجهاتهم مسؤولية العبث، والتكفير، والتفجير، القائمة اليوم بصورة كاملة، ولعل من المناسب أن يفهم المجتمع أن الأخ الدكتور تركي الحمد ليس مستشاراً لولي العهد وأن هذا الادعاء كذباً محضاً، فلا يمكن لأحد أن يخلط بين الخمر واللبن، إلا جحا غفر الله له ولأمثاله.
ثامناً :
أخيراً لابد أن يُدرك القارئ الكريم أننا لا نتكئ على ما أسماه التركيون فوز الإسلاميين ، ولنا بفضل الله كل الحسابات الدقيقة ، والتوقعات المُرتقبة نتيجة ما ستحدثه التكتلات التي شُكلت لتحديد مسار معين أو تحديد وجهة ذات أثير في هذه الانتخابات وفي غيرها ، وقد يُحاول طرف ما ؟ إيهامنا بما تُخفي الأكمة وهذا محال فلئن كانت هذه الانتخابات بتوجهاتها ، وملابساتها ، وأهدافها جديدة على مجتمعنا فهي ليست كذلك في المجتمعات العربية التي نلتقي معها في كثير من القواسم والروابط وما تم هناك قد يحدث هنا ! مع الأخذ في الاعتبار أن قراءة شاملة في ثنايا دساتير الأنظمة العربية تُظهر الاختلاف البيّن بين مضمونها ومضمون نظام الحكم في بلادنا، وأن الحركات الإسلامية قاتلت في كثير من البلدان لإدراج عبارة (أن الإسلام المصدر الأول للتشريع)، بينما يقضي النظام لدينا (أن الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع). هذا في حالة وصول الانتخابات إلى المراحل المتقدمة إنشاء الله ... لكن هناك من القواسم المشتركة في أساليب ووسائل ونظام هذه الانتخابات ما يجعلنا نحذر أن الذي يتغير في توجهات (الجماعة) منفذو الأدوار لا أقل ولا أكثر .
شكراً لكل منصف والله يتولى السرائر وربما ربما ربما نعود .
محمد بن دليم آل دليم
جوال : 0505883228