Announcement

Collapse
No announcement yet.

مؤسسة النقد قد تواجه المأزق

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مؤسسة النقد قد تواجه المأزق


    مؤسسة النقد قد تواجه المأزق
    عبدالله ناصر الفوزان

    مؤسسة النقد قد تواجه المأزق

    يقول البعض أحيانا "أخسر من عمري... وأعرف...."، إذا أرادوا أن يعبروا عن تشوقهم لمعرفة أمر بالغ الأهمية... وأنا بصراحة لا أريد أن أخسر من عمري ولا ثانية واحدة، بل ولا أريد أن أخسر شيئا البتة، ولكني مع هذا أتمنى أن أعرف ما ستفعله مؤسسة النقد العربي السعودي لو قام مجلس الاحتياط الفدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة على الدولار كما هو متوقع بعد الأحداث الاقتصادية الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية واستمر في خفض متدرج بعد ذلك.
    نحن حاليا هنا في المملكة نمر بمرحلة ارتفاع متواصل بل جنوني في الأسعار بشكل شامل تقريبا، ونواجه بالتالي تنامياً كبيراً في معدلات التضخم، والتوقعات تقول إننا سنواجه المزيد من ذلك مستقبلا، كما أن السيولة عندنا في ارتفاع، والاقتصاد يمر بفترة ازدهار ملحوظ، وإيراداتنا ترتفع بشكل كبير نتيجة للارتفاعات المتواصلة الاستثنائية في أسعار البترول، وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة الأمريكية التي نربط ريالنا بدولارها برباط أبدي مثل الزواج الكاثوليكي تمر بحالة معاكسة لحالتنا تقريبا، فهي تواجه الآن خطر الانكماش الاقتصادي والبطالة، وتعرضت لبعض الضربات الاقتصادية القوية كمشكلة الرهن العقاري، وهذا يفرض على السلطات النقدية هناك خفض سعر الفائدة، وهناك توقعات قوية الآن بأن يخفض مجلس الاحتياط الفدرالي الفائدة على الدولار قريبا بنصف نقطة ويواصل خفضها في المستقبل.
    وهنا المأزق...
    فالأوضاع الاقتصادية عندنا تتطلب حسب البدهيات الاقتصادية رفع سعر الفائدة لمواجهة التضخم، والأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية تتطلب خفض سعر الفائدة لمواجهة الانكماش والبطالة، والمشكلة أن ريالنا مربوط من عنقه بالدولار بحبل قصير ولا بد لهذا أن يسير حيث يسير.
    ماذا ستفعل مؤسسة النقد عندما تخفض الولايات المتحدة الفائدة على الدولار بنصف نقطة، وتواصل التخفيض في المستقبل، هل ستترك الدولار يجر ريالنا معه بذلك الحبل المربوط في عنقه فيأخذه معه إلى القطب الشمالي وهو (الريال) يلبس ثياب الصيف، أم تضطر لفك الحبل بشكل تكتيكي فيما يتعلق بالفائدة وليس سعر الصرف فيتعرض (ريالنا) لهجمات المضاربين والانتهازيين والباحثين عن المكاسب السهلة بكل ما ينتج عن كل ذلك من أضرار لا بد أن تتحملها المؤسسة..؟
    إن قامت المؤسسة بخفض الفائدة على الريال تاركة الدولار يجر الريال معه إلى حيث يذهب، فسيزداد الاقتراض عندنا ويكبر الطلب على السلع ويشتعل التضخم وتكبر المشكلة وتتضاعف مشاكل الناس وتزداد شكاواهم من الغلاء وتكون مؤسسة النقد بهذا كمن يصب البنزين على النار، وإن أبقت الريال في مكانه ولم تسمح له بالانجرار خلف الدولار وأبقت الفائدة على الريال كما هي دون تخفيض "ولا أقول رفعتها" فإن هذا يعني أن الفائدة على الريال ستكون أكثر من الفائدة على الدولار، وهذا سيجعل المضاربين يقبلون وبكثافة على شراء الريال وبيع الدولار بـ(الخيارات الآجلة) مستغلين الفارق في سعر الفائدة، كما سيجعل بعض المستثمرين يقترضون الدولار ويحولونه إلى الريال مستفيدين من الفارق أيضا، وهو مكسب مضمون بلا مخاطر لعدم وجود أي احتمال لخفض سعر الريال أمام الدولار بل المحتمل هو العكس أي إن هناك مكاسب محتملة من هذه العمليات فيما لو اضطرت مؤسسة النقد لرفع سعر صرف الريال أمام الدولار، هذا فضلا عن الذين سيراهنون على رفع سعر الريال، وسيقومون بشرائه أمام الدولار في عملية مضمونة بلا خسائر وقد يشكل هذا ضغطاً كبيراً على مؤسسة النقد.
    إذا فالمؤسسة قد تقع في ورطة، أي ستكون أمام خيارين أحلاهما مر، أي كما نقول في مثلنا الشعبي، إن قامت ضرب رأسها الغار وإن جلست أكلتها النار، فماذا ستفعل يا ترى؟؟
    لا أدري ماذا ستفعل، ولكن هذه الورطة التي قد تقع فيها هي نتيجة طبيعية لربط ريالنا بالدولار ذلك الربط الأبدي اللافت للنظر، وليست هذه الورطة الأولى التي نجد أنفسنا واقعين فيها نتيجة لهذا... فقد حصلت مواقف مماثلة أخذنا معها الدولار إلى مناطق متجمدة ونحن نرتدي ملابس الصيف، وقادنا إلى مناطق تغلي من شدة الحر ونحن في ملابس الشتاء، فالربط بالدولار له مزايا عديدة وله مساوئ عديدة أيضا، وقد تمتعنا بمزاياه وها نحن الآن نواجه إحدى المساوئ ولكن من الوزن الثقيل.
    أعتقد أنه كان في الإمكان أن نتنازل عن بعض المزايا لنتلافى المساوئ الثقيلة لو جعلنا ارتباط الريال بالدولار مرنا بحيث تقوم المؤسسة بين كل حين وآخر بتعديل سعر الصرف أمام الدولار بالرفع والخفض كلما تطلب الأمر ذلك، ولو كان هذا يحصل وكنا نرفع سعر صرف الريال أمام الدولار في السنوات الماضية التي تعرض خلالها الدولار للانخفاض المتواصل أمام العملات العالمية، لربما كنا قد تجنبنا المأزق الحالي فلم نتعرض لارتفاع التضخم بتلك الحدة التي كان لانخفاض القوة الشرائية للريال بلا شك دور فيها، ولما أعطينا المضاربين فرصة للانقضاض على الريال بيعا أو شراء، بين كل آن وآخر لأن احتمال تخفيض سعره أمام الدولار حينئذ يكون واردا فيما لو ارتفع سعر الدولار أمام العملات العالمية.
    ومما يؤكد هذه الورطة أنه على الرغم من أن مؤسسة النقد لم تخفض سعر الفائدة على الريال مع الدولار في آخر تخفيض فإن كثرة السيولة لدى البنوك فيما يبدو أجبرتها على تخفيض الفائدة على الريال بمعدل أقل من معدل فائدة الدولار وفقا للمقولة المعروفة لا يصح إلا الصحيح والصحيح أنه طالما أن السيولة مرتفعة لدى البنوك فلا بد أن ينخفض معدل الفائدة وهذا طبعا يؤدي لرفع معدلات التضخم كما حصل وما زال يحصل الآن، وبالتأكيد فهناك خيارات أخرى لمؤسسة النقد ولكن كلها تتطلب الثمن الباهظ، فهل أدركتم حجم الورطة التي قد تواجه مؤسسة النقد؟
    الدكتور تركي فيصل الرشيد

    رجل أعمال . استاذ زائر كلية الزراعة في جامعة اريزونا توسان - مقيم في الرياض .
    يمكن متابعته على تويتر
    @TurkiFRasheed


  • #2
    رد: مؤسسة النقد قد تواجه المأزق

    الارتفاع شامل دول العالم والاسباب معروفه والعامل الاساسي هو ارتفاع اسعار النفط والذي جعل الولايات المتحدة الامريكة تتلاعب باسعار المواد الغذائية الاساسية والتصنيعية وذلك لتقليل الخسائر وتعديل وتحسين الناتج القومي الامريكي ولتقليل العجز في الموازنه لديهم

    Comment

    Working...
    X