أميركا تتستر على خسائرها بالعراق ؟
جريدة البيان
14/03/1426
بات واضحا الآن أن إدارة الرئيس جورج بوش أصبحت تعيش حالة حادة من الحرج امام الرأى العام فى أميركا ؛فى ظل تصاعد أعداد القتلى الاميركيين بالعراق سواء من العسكريين الذين بلغ عددهم وفق البنتاجون حتى امس حوالى الفين منذ الغزو الاميركى للعراق فى مارس 2003؛ فضلا عن غيرالعسكريين من المقاولين والخبراء المدنيين الذين استهدفت المقاومة العراقية العشرات منهم خلال الشهورالماضية؛وكان آخرهم ستة يعملون باحدى الشركات الأمنية الكبرى بالعراق لتأمين الشخصيات العراقية والامريكية؛الذين قتلوا امس فى اسقاط الطائرة البلغارية فوق مدينة تكريت؛ الأمرالذى يضاعف بدوره من مستوى حالة الحرج التى يعيشهاالبيت الابيض؛ رغم الحديث عن انتصارات ونجاحات عسكرية داخل العراق تتضاءل بالقطع قيمتها أمام مثل هذا الكم المعلن من الخسائر البشرية الاميركية هناك ،ناهيك عن ما هو خفى؛حيث ثمة تقارير تشيرالى ان الجيش الاميركى فى العراق لجأ الى اخفاء جثث جنوده الذين تصطادهم المقاومة العراقية ؛بعد وضعها فى اكياس والتخلص منها سواء فى مياه نهرى دجلة والفرات او دفنهم وسط صحارى العراق الشاسعة؛ فى محاولة لتخفيف حجم خسائره هناك؛وهى تقارير يعزز من صدقها الى حد كبيران معظم الذين ارسلتهم اميركا للحرب فى العراق هم من المرتزقة او الحالمين بالجنسية من المهاجرين الباحثين عن الحرية والثراء والاستقرار!
وهكذا يتأكد يوما بعد يوم ان الادارة الاميركية تعيش مستنقعا بالعراق اشبه الى حد كبيربما عاشه جنودها فى فيتنام إمام المقاومة الوطنية؛ حيث قتل 58177 جنديا أمريكيا هناك؛ ولا شك ان تجربة فيتنام ستلقي بظلالها على السياسة الامريكية مع تصاعد خسائر الجيش الاميركى بالعراق بشكل او بآخر. وهو ما يؤكد وجود خطة خفية لتقليل حجم الكارثة والفضيحة بالعراق وتأثيرها على المواطن الاميركى الذى سبق وان انتفض فى معظم المدن الاميركية ضد هذه الحرب ومبرراتها الواهية والتى ثبت زيفها فيما بعد!! ورغم ذلك تصرالادارة الاميركية على المراوغة فى سحب قواتها من العراق!!
ويبقى القول الى متى تستمر الإدارة الأميركية فى التستر على خسائرها بالعراق الى درجة التضليل غير المقبول للرأي العام الاميركى اولا والدولى ثانيا
وهل من اخلاق الحروب وحقوق الانسان والحرية التى تتغنى بها الادارات الاميركية التخلص من جثث هؤلاء من (انصاف الاميركيين) و(الفارين الى حريتها) الذين أرسلتهم للموت فى العراق بهذه الاساليب؛ لاخفاء حجم الكارثة وفداحة الخسارة؛ إلى هذا الحد بلغت الاستهانة بأرواح الناس؛حتى وان كان مبدأ الغاية تبررا لوسيلة هوا لقاعدة.. بئس الغاية طالما كانت الوسيلة بمثل هذه (الحقارة).
Comment