وطني .. آه يا وطني!
رائد قاسم
في البلاد القريبة وتحديدا في دولة الواق واق يبلغ معدل الفقر 3% أما في وطني فقد صرح وزير الشئون الاجتماعية بان معدل الفقر 25% رغم كونها أغنى بلاد العالم!!
آه يا وطني!
في دولة الواق واق احتلت المرأة 50% من وظائف الحكومية و30% من الوظائف القيادية ، وفي وطني تبلغ مشاركة المرأة 5% من إجمالي قوة العمل !!
آه يا وطني!
في دولة ألواق واق يبلغ معدل الدخل الفردي 2344 دولار وفي وطني 726 دولار!! وهي دولة لا يتجاوز إنتاجها من النفط 800 ألف برميل من النفط يوميا! ووطني ينتج 10 مليون برميل!!
آه يا وطني!
في دولة ألواق واق أصبح النفط يمثل 33% من إجمالي الدخل القومي، وفي وطني ما يزال 100%
آه يا وطني!
في بلاد ألواق واق ينتخبون مواطنا أسود من أصول افريقية ومسلمة رئيسا لهم ويولونه أمورهم ، وفي وطني ترفع أكثر من 10 قضايا طلاق في المحاكم بحجة عدم كفاءة النسب !!
آه يا وطني !
في بلاد ألواق واق تترأس المرأة الدولة وزارة الدفاع والقضاء وفي وطني ما تزال محرومة من قيادة السيارة والعمل والتنقل!
آه يا وطني!
في بلاد ألواق واق يصبح العرب والمسلمون أعضاء في البرلمانات والمجالس الحكم ومؤسسات السلطة العامة ولا يعاملون إلا على كونهم مواطنين ، وفي وطني ما تزال تنخر العصبيات القبلية والمذهبية ويعامل الناس بعضهم بناء على انتماءاتهم ومذاهبهم وقبائلهم وأعراقهم !
آه يا وطني!
في بلاد ألواق واق يهتم الناس بالاقتصاد والتنمية وتحديث التشريعات والقوانين والأنظمة من اجل بناء أنساني واجتماعي قائما على العدالة والمساواة ، وفي وطني يعيش الإنسان في الفراغ والإهمال فينشغل الناس لا إراديا بقضايا الماضي الذي انتهى ولن يعود أبدا !
آه يا وطني !
في بلاد ألواق واق يعمل العرف على مساعدة المجتمع على التعامل مع القانون، وفي بلادي فان العرف هو القانون ! فتحرم المرأة من بقية حقوقها باسم العرف! التي هي بعضها في الشرع حلال ولكن العرف لا يسمح بها !
آه يا وطني!
في بلاد ألواق ألواق تهتم الحكومة هناك بمكافحة الظواهر المؤثرة على حياة المجتمع كالقضايا الأخلاقية والعنف والجرائم والحوادث المرورية فترصد لها الميزانيات من اجل محاربتها من خلال الإعلام ووضع القوانين الجزائية والتنظيمية ، إلا في وطني فلم يسمع المواطن يوما عن حملة للتصدي لهذه الظاهرة أو تلك وكأن الناس في يعيشون وادي والمسئولين في وادي آخر !
آه يا وطني!
في بلاد ألواق واق الكل مندرج في المشروع الوطني بغض النظر عن طائفته ومعتقداته وفي وطني الكل يلجا إلى طائفته أو قبيلته فأين أنت يا وطني ؟
آه يا وطني!
في بلاد ألواق واق دين الشخص ومعتقداته شان خاص فلا اثر لها على الحياة المبنية على العقد الاجتماعي ، وفي وطني تتصارع الأديان والهويات فلا يسود إلا القوى ! وهكذا يصنف الإنسان والمكان بناء على الهوية فيضيع الوطن فأين أنت يا وطني ؟
آه يا وطني!
في بلاد ألواق واق تمشي المرأة في الأسواق وتأكل في المطاعم وتذهب أينما تشاء وهي حرة طليقة ومواطنة مسئولة وشخصية معتبرة أمام القانون ، وفي وطني فهي ليست سوى امرأة ليس لها اعتبار أو كيان وتحتاج إلى معرف أينما حلت وارتحلت وليس لها أن ترتاد المرافق العامة لأنها أنثى مريبة تنشر الفساد في أنحاء الأرض!
آه يا وطني!
في بلاد ألواق واق لرجال الدين مساجدهم ومعابدهم وليس لهم إن يفرضوا أرائهم على بقية المواطنين فالقانون سيد الجميع ، وفي وطني رجال الدين يحتكرون الدين ويسودون المجتمع ويتحكمون بالإنسان باسم الله والقران ! فلا صوت يعلوهم ولا فكرة مقابل فكرتهم!
آه يا وطني!
في بلاد ألواق واق تتغير الأنظمة والقوانين والتشريعان ويتسارع إيقاع التغيير لمصلحة الوطن والمواطن ، أما وطني فأمسه كيومه ويومه كغده وغذه لما بعده.
آه يا وطني!
في بلاد الواق واق لا شيعي ولا سني! لا رجل ولا امرأة ! لا ابن قبيلة ولا ابن حضر ! مواطن فقط وفقط وفي وطني تضيع هوية الإنسان فينا لتضيع معه هوية الوطن..
آه يا وطني!
في بلاد الواق واق تساهم مؤسسات المجتمع المدني في التنمية لتساهم مع المؤسسات الرسمية في بناء الوطن وفي وطني لا وجود لمؤسسات المجتمع المدني لتساهم في التنمية ، هذا إذا كانت تسوده تنمية في الأصل والأساس!!
آه يا وطني !
في بلاد ألواق واق ، يساهم القانون في المحافظة على ثقافة وسلوك وقيم حقوق الإنسان في المجتمع ، وفي وطني يزوج الأطفال ويمارس العنف ضد النساء وتنتهك الحقوق الأولية للإنسان ، ولا راد من ضمير أو قانون فلا وجود لهما إلا إذا كان الضحية ذا نسب رفيع أو مكانة شاهقة ...
آه يا وطني !
في بلاد ألواق واق يعيش الإنسان من اجل نفسه ووطنه، وفي وطني يعشي الإنسان من اجل نفسه وطائفته....
آه يا وطني ..ليتك لم تكن وطني !
Comment