Tweet
مطلوب .. سباكة سعودية!
عشرينات
رشا أحمد-الرياض
"مطلوب سباكة سعودية".. إعلان ربما ينشر قريبا بالصحف السعودية، وخصوصا بعد اتجاه العديد من السعوديات لمهنة السباكة وحرص بعضهن على تعلم أسرارها، وبدلا من أن يتعلموا تسبيك الطعام - كما هو حال أقرانهن- آثروا السباحة ضد التيار والعمل بمهنة "تسليك المواسير"!.
أم صالح، أبرز هذه النماذج، فخلال الفترة الأخيرة تصدرت الصحف السعودية وأصبحت حكايتها مع السباكة معروفة للجميع، حيث تعلمت لمهنة بدافع الفضول، إلا أنها أصّرت على الاستمرار فيها رغم ما واجهته من معوقات، وصلت أن زوجها "السباك" هددها بالطلاق مما جعلها تعزف عن مزاولة المهنة فترة لتعاود العمل فيها بعد وفاة زوجها، ولتكون أم صالح نموذجا للمرأة السعودية التي شمرت عن ساعديها للدخول في معترك الحياة بوظائف مهنية غير تقليدية..
فهل تقبل السعوديات العمل بهذه المهنة؟ وكيف ينظرن لها؟
تغيير النظرة التقليدية
تقول ح .ف، مُدرسة: "أنا لا أرى مشكلة في أن تتعلم المرأة أعمال السباكة والكهرباء حتى يتثنى لها الدخول للبيت لإصلاح أي عطل دون قيود، وكذلك سيتثنى لها دخول الأماكن الخاصة بالفتيات والنساء والتي قد يستمر فيها الأعطال أياما لعدم قدرة الرجال على الدخول إليها".
من جهتها طالبت ل.م، طالبة، بضرورة تغيير النظرة الدونية القديمة لبعض المهن وتحفيز السيدات على العمل بها طالما أنها ترى أن هذه المهنة مناسبة لها ولظروفها الاقتصادية، خصوصا إذا كانت هي العائل الوحيد للأسرة.
وتابعت: "على المرأة العمل في أي مهنة تقيها الحاجة أفضل من انتظارها مساعدات الآخرين، فلا أرى أن مهنة السباكة أو النجارة مهنة غير شريفة وطالما هي كذلك فلما لا تعمل فيها لتلبية طلباتها ومتطلبات أسرتها".
أما هـ.أ، ربة منزل، فأعربت عن رفضها لعمل السعوديين سواء الرجال أو النساء بهذه المهن!، وقالت: "كيف تنزل المرأة بمستواها وتقبل بممارسة هذه المهنة أو أن تمتهن أي مهنة من المهن الذكورية، هل أتت لها هذه الفكرة من باب خالف تعرف؟، وحتى إن أتت لها من هذا المنطلق فكان من باب أولى أن تنادي بمهن تليق بها وليس مهنة كالسباكة".
الرجال يرفضون
وعن نظرة الرجل للمرأة التي تعمل في مهنة السباكة يقول عبد الله صالح، مدرس: "لا أستطيع تقبل عمل المرأة كسباكة، فهناك العديد من المهن التي تليق بالمرأة للعمل فيها، أما مهنة كهذه ستعرضها لمشاق عديدة هي في غنى عنها، فهل تستطيع تحمل هذه المشاق؟".
واستنكر ب.س، موظف، مهنة عمل المرأة كسباكة متسائلا ماذا عن نظرة المجتمع السعودي لها قائلا: "للأسف المرأة نسيت أن عملها في بيتها لا يقل أهمية عن عملها خارجيا، فالأولى لها أن تلزم منزلها بدلا من أن تعرض نفسها للضغط النفسي والجسماني".
خطورة شديدة
من جانبه يعلق الدكتور صالح الرميح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود، قائلا: "السباكة لا شك مهنة محترمة ولها قيمتها ولكنها لا تتناسب وتركيب المرأة البدني، فهي تحتاج إلى مجهود عضلي وطاقة لا يستطيع تحملها الرجال".
وأعرب د. صالح عن تأييده لحصول المرأة على دورات تدريبية في أعمال السباكة ولكن لتستفيد منها داخل منزلها وليس للعمل بها كمهنة، فالمرأة لها مهن عظيمة، ولا أعتقد أن كل الطرق أغلقت أمامها لتذهب لهذه المهنة.
أما عن المعوقات التي ستقابل المرأة، فأكد الرميح أن هناك خطورة شديدة عليها لأنها ستتعامل مع جمهور متنوع فيه الطيب والسيئ، فكيف لها أن تدخل منازل لا تعرف ساكنيها ونحن نعلم الخلوة غير الشرعية ومشاكلها فنحن نخاف من السباك فما بالك بالمرأة.
ويشير د.صالح الرميح إلى أن المجتمع السعودي مجتمع قبلي وعنده أعراف وتقاليد ومازال ينظر لهذه المهن نظرة دونية، "فنحن لا نقبل تزويج ابنتنا لسباك، فهو رجل يرى كثيرون للأسف أنه لا يُحترم على الرغم من أهمية المهنة، فما بالنا بنظرة المجتمع للسيدة السباكة".
وأوضح أن أفضل المهن للمرأة السعودية هي المهن التي لا يوجد بها اختلاط وهي التي تكون لها أولوية كأن تعمل مدرسة أو ممرضة أو حتى في الأسواق غير المختلطة فالرؤية الإسلامية في مجتمعنا قوية وتمارس ضغط على المرأة، حتى ولو كانت لها رغبة شديدة في ممارسة هذه المهنة.
Comment