إنجاز سياسي إيجابي يجب استثماره
رأي الوطن
تؤكد التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون بأن مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتمع أمس لبحث تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، أن هذه الخطوة جاءت بعد أن وقعت حكومة إسرائيل في مأزق سياسي دولي كبير بانتهاك قواتها للأعراف الدولية عبر الاعتداء على مسالمين عزّل في السفن التي تحمل المساعدات الإنسانية لأهالي غزة في المياه الدولية.
أمام ذلك تحاول إسرائيل تخفيف الضغوط العالمية عليها بتصريحات مسؤوليها، لكنها في الوقت ذاته تمارس تسلطها وعنجهيتها وتستمر بالحصار بطريقة أخرى فتضع قيودا جديدة وتحدد مواد وسلعا بعينها يُسمح بدخولها. وإذ يدعو عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي إسحق هرتزوج إلى رفع الحصار بقوله "علينا أن نفهم أن الحصار الذي طبق حتى هذا الوقت عفا عليه الزمن ولم يعد من الممكن تطبيقه في المناخ الدولي والدبلوماسي الحالي" فإن هذا يعني أن من جاؤوا لكسر الحصار من نشطاء منظمات المجتمع المدني في عدة دول قد حققوا أكثر من إنجاز.. فهم من جهة لفتوا أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية ومعاناة أهالي قطاع غزة.. ومن جهة أخرى عرّوا إسرائيل تماما حين انكشفت أمام الجميع بقرصنتها واتضح أنها لا تتورع عن فعل شيء من أجل ما تعتقد أنه يمثل مصالحها.. وإلى ذلك فقد أدى تحرك النشطاء إلى تنادي الدول في الأمم المتحدة للمطالبة بتحقيق دولي في ممارسات إسرائيل التي فضحتها الكاميرات والشهود والحقائق على ظهر السفن.. وغير ذلك من نتائج.
أمام ما بدأ يلوح على أرض الواقع من إنجاز سياسي إيجابي لصالح القضية الفلسطينية، يفترض بجامعة الدول العربية أن تتحرك على مختلف الاتجاهات سعيا إلى مزيد من الأوراق الرابحة.. بدءا من الاتحاد الأوروبي وصولا إلى الأمم المتحدة، فالتصرف الأرعن الذي قامت به إسرائيل وانعكس سلبا عليها يجب أن يستثمر على الفور، فالتأخير قد تستفيد منه إسرائيل في إعادة ترتيب أوراقها، ومن ثم تضييق الخناق على قطاع غزة وأهله من جديد.