إيران والبحث عن بدائل
رأي الوطن
يبدو أن أثر العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران بسبب الخلافات حول الملف النووي لن يكون أفضل حالا من آثار العقوبات السابقة. السيناريو نفسه يتجدد كل مرة: إيران تحاول المماطلة وكسب الوقت، مجلس الأمن يفرض عقوبات عليها، إيران تصعد لهجتها وترفع مستوى التحدي في وجه التهديدات والعقوبات، الغرب يعود للاتفاق على جولة جديدة من العقوبات يعرف الجميع أنها لن تأتي بالنتائج المرجوة، وهكذا تعود الأحداث لتتابع ضمن دائرة مفرغة. الجديد هذه المرة أن الأب الروحي للتيار المتشدد آية الله مصباح يازدي، دعا صراحة في كتاب له إلى ألا تحرم إيران نفسها من تطوير "أسلحة خاصة" تحتكر امتلاكها دول قليلة، في إشارة واضحة إلى الأسلحة النووية، وذلك حسب خبر نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
المشكلة أنه إذا استمرت الأمور على هذا المنوال فإن المنطقة تتجه لأحد أمرين: إما أن يتفجر صراع مسلح تكون نتائجه وخيمة على كل شعوب المنطقة، وليس إيران فقط، وإما أن تتمكن إيران من تصنيع سلاح نووي يدفع المنطقة إلى نوع جديد وخطير من سباق التسلح، لذلك لا بد لكل من إيران والدول الغربية، إذا كانت فعلا تريد الوصول إلى حل حقيقي يبعد شبح الشرين، البحث عن بدائل بعيدا عن العقوبات والتهديدات من جهة، وعن التحدي والتصعيد وإضاعة الوقت من جهة أخرى. وهنا لا بد لدول المنطقة أن تلعب دورا فاعلا في المحاولة للبحث عن حلول بديلة ، لأنها لن تستطيع أن تقف موقف المتفرج في حال نشوب صراع مسلح أو في حال امتلاك إيران لسلاح نووي.
إن فتيل الأزمة قد يشتعل لأي سبب. ربما يكفي أن تقاوم سفينة إيرانية محاولة تفتيشها لتفجير الموقف، لذلك لا بد من العمل، والعمل بسرعة، قبل أن يفوت الأوان.