العرب بحاجة لمزيد من التفاؤل
رأي الوطن
التحولات السريعة والعميقة التي مر بها العالم العربي، تسببت في الكثير من الاهتزاز السياسي والفكري على امتداد العالم العربي، مما يستدعي وقفة حقيقية لمراجعة ما حدث، والمحافظة على ما تم اكتسابه من أن تتخطفه قوى تسعى لإثارة القلاقل في المنطقة؛ والانتقاص من هذا الحراك الاجتماعي من خلال توجيهه في الاتجاه الخاطئ.
لا بد من تكاتف عربي حقيقي لمساعدة كل من مصر وتونس وليبيا على تجاوز ما حدث، والانطلاق نحو المستقبل بكل قوة وجدية ممكنة، فعودة الصف العربي بقوة كبيرة هي الضمانة الوحيدة لاستقرار المنطقة، التي تجمعها وحدة المصير.
تسليم مقعد ليبيا بالأمم المتحدة للمجلس الانتقالي خطوة في الطريق الصحيح نحو مساعدة ليبيا دوليا على إرساء الاستقرار، بعيدا عن بعض المطالبات الدولية المشككة في المجلس، التي لا تهدف إلا لزعزعة الاستقرار الجزئي الذي حصلت عليه ليبيا.
وفي مصر، مثل إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن نيته عقد الانتخابات خلال شهر نوفمبر القادم خطوة أخرى على الطريق الصحيح بعد حالات الفوضى التي شهدتها البلاد، ومثل هذه الخطوات يجب أن تعزز وتسرع كي تعيد التفاؤل للشارع العربي، وتوجهه نحو العمل على التنمية والبناء بدلا من الدوائر المفرغة للصراعات الداخلية.
الأنباء المتواترة حول قرب التوقيع على المبادرة الخليجية التي تخص اليمن تبعث بعضا من التفاؤل، وإن كان الملف اليمني الذي ظل معلقا لفترة يزيد من الشرخ الذي آن الآوان لرأبه، فاليمن وسورية تمثلان اليوم جرحين مفتوحين يجب العمل بكل سرعة وجدية على معالجتهما، ولعل معالجة الشأن اليمني هي الأقرب من السوري، ما يمثل خطوة قادرة على بعث التفاؤل بقدرة العرب على ألا يعلقوا في حلقات مفرغة، وأن يكونوا على قدر المسؤولية التي يحتمها العصر في الالتفات لمستقبل الشعوب، بدلا من أن تدخل بعض دوله في احترابات وصراعات داخلية، وهو الأمر الذي يتضح مثاله في سورية بكل جلاء، مع قيام النظام باستعداء شعبه وإسقاط قتلى كل يوم.