محمد ابرهيم - النهار اللبنانية
غياب الائتلاف الدولي عن معركة تكريت أثار هواجس سنّة العراق، ودفع السعودية إلى رفع الصوت ضد تسليم العراق لإيران، بعدما أصبحت القيادة الميدانية العراقية ضد "داعش" معقودة للحرس الثوري الإيراني. يُذكر أنه عندما تمت إزاحة المالكي من رئاسة الحكومة العراقية قيل إنه كان عقبة في وجه إعادة صوغ السلطة السياسية في العراق بما يجمع كل مكوّناته، وخصوصا السنّة، في المعركة ضد "داعش". كما قيل بأن ذلك كان خطوة ضرورية لضمان الدعم الخليجي لهذه المعركة. وفي توزيع الحقائب داخل الحكومة العراقية كان الحرص ظاهرا على تسليم حقيبة الدفاع للسنّة كيلا تظهر المعركة ضد "داعش" وكأنها حرب أهلية سنية - شيعية.
وليس مقنعا التبرير الأميركي بأن معركة تكريت هي معركة الجيش العراقي، لذلك يمتنع الائتلاف الدولي عمّا فعله حتى الآن وهو تأمين الغطاء الجوّي لكل من يقاتل "داعش". وكان منتظرا أن يكون دخول الجيش العراقي على خط التحرير مناسبة لتكثيف الدور الأميركي، الجوّي، لا إلغائه. وليس مقنعا أيضا تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري عدم وجود أي ارتباط بين قرب التوصّل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي والموقف الأميركي من الاندفاعة الإيرانية الإقليمية التي باتت تشمل رسميا كلا من العراق وسوريا واليمن ولبنان.
وعندما يضيف كيري بأن الوصول إلى خاتمة سعيدة للمأزق النووي الإيراني هو مصلحة عالمية، في إشارة إلى ما هو أبعد من الأثر الإقليمي لانفجار الخلاف الأميركي - الإيراني حول المسألة النووية، فإنه يعني أن واشنطن تضع في اعتبارها كل المشكلات التي يطرحها فشل المحادثات مع إيران على صعيد انتشار السلاح النووي عالميا، بما يشبه تأثير الدومينو. ومن هنا ربما غضّ النظر عن الدور الإيراني المتعاظم في العراق والذي يمكن اعتباره تشجيعا للقيادة الإيرانية كي تتخذ القرارات "الصعبة" في الملف النووي، بما يجعل أوباما يخرج من المفاوضات وقد أثبت أنه حافظ على مصالح حلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها، وبما يمكّنه لاحقا من مواجهة الكونغرس المتحالف مع نتنياهو في هذا الملف.
في موازاة ذلك كانت لافتة بداية الحديث، على لسان مسؤولين عسكريين أميركيين، عن إمكان دور عسكري أميركي مستقبلي في سوريا للمساعدة على إزاحة الأسد. وكانت لافتة أيضا الانعطافة في موقف الائتلاف السوري المعارض، على لسان رئيسه خالد خوجة، وذلك بنقل مسألة إزاحة الأسد من رأس جدول الأعمال إلى نهايته. وكأن في ذلك مواكبة زمنية للخطة الأميركية المرحلية ضد "داعش" أولاً ثم ضد النظام ثانياً. وكل ذلك يطرح سؤالا عما إذا كان في الذهن الأميركي عرض أشمل لإيران يتضمن تسليمها العراق ويأخذ منها سوريا.
غياب الائتلاف الدولي عن معركة تكريت أثار هواجس سنّة العراق، ودفع السعودية إلى رفع الصوت ضد تسليم العراق لإيران، بعدما أصبحت القيادة الميدانية العراقية ضد "داعش" معقودة للحرس الثوري الإيراني. يُذكر أنه عندما تمت إزاحة المالكي من رئاسة الحكومة العراقية قيل إنه كان عقبة في وجه إعادة صوغ السلطة السياسية في العراق بما يجمع كل مكوّناته، وخصوصا السنّة، في المعركة ضد "داعش". كما قيل بأن ذلك كان خطوة ضرورية لضمان الدعم الخليجي لهذه المعركة. وفي توزيع الحقائب داخل الحكومة العراقية كان الحرص ظاهرا على تسليم حقيبة الدفاع للسنّة كيلا تظهر المعركة ضد "داعش" وكأنها حرب أهلية سنية - شيعية.
وليس مقنعا التبرير الأميركي بأن معركة تكريت هي معركة الجيش العراقي، لذلك يمتنع الائتلاف الدولي عمّا فعله حتى الآن وهو تأمين الغطاء الجوّي لكل من يقاتل "داعش". وكان منتظرا أن يكون دخول الجيش العراقي على خط التحرير مناسبة لتكثيف الدور الأميركي، الجوّي، لا إلغائه. وليس مقنعا أيضا تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري عدم وجود أي ارتباط بين قرب التوصّل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي والموقف الأميركي من الاندفاعة الإيرانية الإقليمية التي باتت تشمل رسميا كلا من العراق وسوريا واليمن ولبنان.
وعندما يضيف كيري بأن الوصول إلى خاتمة سعيدة للمأزق النووي الإيراني هو مصلحة عالمية، في إشارة إلى ما هو أبعد من الأثر الإقليمي لانفجار الخلاف الأميركي - الإيراني حول المسألة النووية، فإنه يعني أن واشنطن تضع في اعتبارها كل المشكلات التي يطرحها فشل المحادثات مع إيران على صعيد انتشار السلاح النووي عالميا، بما يشبه تأثير الدومينو. ومن هنا ربما غضّ النظر عن الدور الإيراني المتعاظم في العراق والذي يمكن اعتباره تشجيعا للقيادة الإيرانية كي تتخذ القرارات "الصعبة" في الملف النووي، بما يجعل أوباما يخرج من المفاوضات وقد أثبت أنه حافظ على مصالح حلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها، وبما يمكّنه لاحقا من مواجهة الكونغرس المتحالف مع نتنياهو في هذا الملف.
في موازاة ذلك كانت لافتة بداية الحديث، على لسان مسؤولين عسكريين أميركيين، عن إمكان دور عسكري أميركي مستقبلي في سوريا للمساعدة على إزاحة الأسد. وكانت لافتة أيضا الانعطافة في موقف الائتلاف السوري المعارض، على لسان رئيسه خالد خوجة، وذلك بنقل مسألة إزاحة الأسد من رأس جدول الأعمال إلى نهايته. وكأن في ذلك مواكبة زمنية للخطة الأميركية المرحلية ضد "داعش" أولاً ثم ضد النظام ثانياً. وكل ذلك يطرح سؤالا عما إذا كان في الذهن الأميركي عرض أشمل لإيران يتضمن تسليمها العراق ويأخذ منها سوريا.