نوعية الهواء تزداد سوءاً في مدن شرق أمريكا
أظهرت دراسة علمية حديثة، أن نوعية الهواء في العديد من المدن الواقعة بشرق الولايات المتحدة، ازدادت سوءاً خلال هذا الصيف، نتيجة لتفاقم ظاهرة "الاحتباس الحراري"، التي تسببت في ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وحذرت الدراسة من أن مدن مثل "كولومبوس" و"كليفلاند" بولاية "أوهايو"، وثمان مدن أخرى بالولايات الأمريكية الشرقية، قد تشهد تدهوراً كبيراً في نوعية الهواء، نتيجة ارتفاع نسبة "الأوزون" الأرضي، الناتج عن عوادم السيارات وأدخنة المصانع، ومصادر التلوث الأخرى.
وتم إعداد هذه الدراسة بالمشاركة بين مجلس الدفاع عن المصادر الطبيعية بالولايات المتحدة، وعدد من الجامعات الأمريكية، من بينها جامعتي "يل" و"جون هوبكنز"، ونشرت نتائجها في مجلة متخصصة معنية بالتغيرات المناخية.
وقالت الطبيبة بمستشفى "رينبو للأطفال والولادة" في كليفلاند، سينثيا بيرير: "إنها (نتائج الدراسة) خطيرة، ويجب وضعها في الاعتبار، فهذا مؤشر جديد على أن التغيرات المناخية تؤثر بشكل خطير على الصحة العامة للبشر"، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس.
وأضافت قولها: "الضباب الدخاني أحد أخطر مظاهر التلوث"، التي طرأت على نوعية الهواء على العديد من المدن الأمريكية مؤخراً، مشيرة إلى أن هذا النوع من التلوث "شديد التأثير" على صحة الكائنات بمختلف أنواعها.
ولكن أحد مخططي قطاع الطاقة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، علق على الدراسة قائلاً: "إنها نفس الخطوة القديمة، التي عادة ما تأتي من إحدى الجماعات البيئية."
وأضاف مايرون إيبل، الذي يعمل بمعهد لدراسات الطاقة لا يهدف للربح، قوله: "هذا التقرير يحاول لفت انتباه الناس إلى مخاطر الاحتباس الحراري، من خلال انتقاء بعض الحقائق المحددة بعناية، دون غيرها."
وكانت وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة EPA، قد اقترحت مؤخراً عدة قواعد جديدة، قالت إنها ستشجع مصافي النفط، ومصانع الكيماويات، وغيرها من المنشآت الصناعية، على تخفيض الانبعاثات السامة التي تطلقها في الهواء.
غير أن جماعات بيئية اعترضت على تلك القواعد، قائلة عن الاقتراحات الجديدة، التي طرحتها الوكالة من شأنها أن تخفف المعايير القائمة بالفعل، وستضع بمام هذه المنشآت "برنامج امتثال طوعي" بدلاً من القواعد الملزمة لها.
وقال مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، إن انبعاثات نحو 188 مادة سامة، بما فيها البنزين والأسبيستوس، والكلور، والفورمالديهايد، يمكن أن تزداد بما يصل إلى 50 ألف رطل سنوياً للمنشأة الواحدة، في حال تبني تلك القواعد الجديدة.
وفيما قال جون ووك، المحامي بالمجلس، إن الاقتراح "أحد أشد الهجمات ضراوة على الإطلاق التي شنتها هيئة حماية البيئة على حماية الهواء من التلوث، في عهد أي إدارة أمريكية"، فقد ردت المتحدثة باسم الهيئة، جينيفر وود، بقولها إن "هيئة حماية البيئة ملتزمة بخفض مستويات الانبعاثات السامة في الهواء."
وأضافت وود قولها إن الاقتراح يُعد "خطوة أخرى نحو هواء أكثر نظافة، وحياة أفضل صحة لأكثر من ثلاثمائة مليون أمريكي."