Announcement

Collapse
No announcement yet.

هل تركيا وعد ديموقراطي فعلاً ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • هل تركيا وعد ديموقراطي فعلاً ؟

    هل تركيا وعد ديموقراطي فعلاً ؟

    جنكيز تشاندار

    هل تركيا وعد ديموقراطي أم خطر سياسي؟

    كلما طرحت هذا السؤال، يجب أن تضيف إليه: لمن؟ ليس الجواب صعباً جداً. إنّه العالم الغربي دائماً، وتحديداً الولايات المتّحدة وأوروبا وأيضاً إسرائيل. كلّما طُرِح هذا السؤال، المعنى المضمَّن فيه واضح. فالكلمتان الخفيّتان في الجملة هما العالم الغربي. وهكذا يصبح السؤال "هل تركيا وعد ديموقراطي أم خطر سياسي للعالم الغربي؟"

    لقد ورد سؤال ينطلق من الروحيّة عينها في مقال في صحيفة "هيرالد تريبيون" [12 أيلول الجاري] "هل يستطيع حزب العدالة والتنمية في تركيا أن يصبح نموذجاً لزواج مثالي بين الإسلام والديموقراطية يمكن استنساخه في الشرق الأوسط؟". وتابع المقال مؤكّداً "يبدو أنّ هذا هو رأي بعض المفكّرين المسلمين والمعلّقين المستقيمين سياسياً في الغرب والمسؤولين في الاتّحاد الأوروبي".

    لكن لدى كاتبة المقال جنيف عبدو رأي مختلف. فهي تقول "غير أنّ هذا الافتراض يستند إلى الاعتقاد الخاطئ بأنّ تركيا تشبه باقي العالم الإسلامي وأنّ كلّ الإسلاميين مشابهون لقادة حزب العدالة والتنمية. لكن يجب عدم اعتبار قادة هذا الحزب إسلاميين. فكما أعلن غول في خطاب تنصيبه: العلمانية التي هي أحد المبادئ الأساسية لجمهوريّتنا، هي حكم السلم الاجتماعي".

    إذا نظرنا إلى الأمر من منظار عدم تشاطر الآراء التبسيطية للنقّاد الغربيين وتعميماتهم وأحكامهم المسبقة غير المصقولة عن المجتمعات المسلمة، نجد أنّها محقّة. ولا تترك مجالاً للشك في ملاحظاتها الختامية: "يجب ألاّ يُسرع صانعو السياسات والنقّاد في الولايات المتّحدة وأوروبا للحكم على الأمور عبر الافتراض بأنّه يمكن تطبيق النموذج التركي في أماكن أخرى. فكما أنّ العالم الإسلامي ليس وحدة متراصّة، سوف تختلف الديموقراطية على الطريقة الإسلامية من بلد إلى آخر، هذا إذا وُجِدت الديموقراطية أصلاً".

    وعنوان المقال في "هيرالد تريبيون" محبط بالدرجة نفسها: "لن يحذو الإسلاميون حذو تركيا". إذاً؟ ما هو الدرس الذي يجب أن نستخلصه جميعنا؟

    أنّ تركيا هي حالة فريدة. ليست ولا يمكن أن تكون نموذجاً يقلّده باقي العالم الإسلامي في مجال التعايش بين الإسلام والديموقراطية.

    بطبيعة الحال، يقودنا هذا الكلام إلى المنطق الآتي:

    1 - ليست المجتمعات المسلمة، ما عدا حالة تركيا الفريدة من نوعها، مؤهّلة للديموقراطية. الملاءمة بين الديموقراطية والإسلام موضع شكّ. يجب ألاّ يكون المثال التركي مضلِّلاً لأنّ من يُعتبَرون إسلاميين في تركيا ليسوا إسلاميين على الإطلاق.

    2 - بناءً عليه، يجب ألاّ يكون لأداء تركيا قبل انتخابات 22 تموز المهمة وبعدها، أيّ معنى خارج الحدود التركية. لم تقدّم تركيا "وعداً ديموقراطياً" للعالم الغربي، وبالتأكيد لم تشكّل "خطراً سياسياً" عليه في ما يتعلّق بعلاقاتها مع العالم الإسلامي.
    إنّ السعي إلى إثبات عدم الملاءمة بين الديموقراطية والإسلام، كما يحصل مرّة أخرى في مقال "هيرالد تريبيون" المذكور آنفاً، يقود بسهولة إلى تجاهل الدور الجيوسياسي الكبير لتركيا، والمضاعفات غير القابلة للجدل لنتائج انتخاباتها في البلدان الإسلامية المجاورة، وهذا نوع آخر من خداع الذات الغربي.

    قد يأتي يوم يتخلّص فيه النقّاد الغربيون من الاستشراق في مقارباتهم. يجب تلقيحهم ضدّ هذا الفيروس الفكري الذي يعود إلى مئتَي عام.


    عن "توركيش دايلي نيوز"
    ترجمة ن. ن.


    (صحافي تركي)
    الباطل صوته أعلى، وأبواقه اوسع، واكاذيبه لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن ان تقف عند حد. فكيف اذا كان بعض ابطاله قد بات في نظر نفسه والعميان من حوله من انصاف آلهة.
Working...
X