القضية الفلسطينية: هل يتحرك أوباما متأخرا؟
أحمد فاروق
بي بي سي - واشنطن
في يونيو/ حزيران 2008 قال باراك أوباما امام مؤتمر لوبي إيباك إن القدس يجب ان تبقى موحدة تحت السيادة الإسرائيلية، ثم عاد بعدها وقال إن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هما المعنيان بهذا الموضوع رغم اعتقاده عدم امكانية تقسيم المدينة من الناحية العملية.
وتعهد أوباما أمام المؤتمر نفسه بضمان تفوق إسرائيل العسكري النوعي في الشرق الأوسط وقدرتها على الدفاع عن نفسها، وبعد نحو ذلك بشهر قام اوباما بجولة خارجية التقى خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ورئيس الوزراءالإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس.
ونتيجة اشتعال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية فرضت قضايا داخلية نفسها على الانتخابات أهمها الاقتصاد نتيجة الأزمة المالية العالمية فكان طبيعيا أن يتحول اهتمام أوباما وجون ماكين إلى الاقتصاد على حساب السياسة الخارجية.
وبعد الفوز الكاسح الذي حققه أوباما في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 أكد المراقبون أن الاهتمام بالاقتصاد سيتصدر أجندة الرئيس المنتخب وبالنسبة للسياسة الخارجية فالأولوية للعراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب.
وكان الرئيس الفلسطيني قد هنأ أوباما على فوزه بالانتخابات وحثه على مسارعة الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي.
أما حركة حماس فترى أن على أوباما "التعلم" مما وصفته بأخطاء الرئيس بوش في التعامل مع العالمين العربي والاسلامي.
وهنا يمكن التساؤل إذا كان أوباما سيسير على نهج رؤساء سبقوه إلى البيت الأبيض لم يهتموا بالصراع العربي الإسرائيلي خاصة في فترة رئاستهم الأولى ثم تحركوا متأخرا لرعاية مفاوضات سلام.
التزام بالسلام
مروان بورقان الناشط العربي في الحزب الديمقراطي استبعد أن "يهمل" أوباما القضية الفلسطينية مثلما فعل جورج بوش لسبع سنوات ثم تحرك في السنة الأخيرة لرعاية مفاوضات سلام تهدف إلى قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية.
وأكد بورقان في تصريح لبي بي سي العربية التزام أوباما باستمرار مفاوضات السلام حتى لو انشغل بالقضية الاقتصادية في بداية رئاسته، وتوقع أن يعين مبعوثا إلى الشرق الأوسط.
وأوضح بورقان أن أوباما شرح مرارا وجهة نظره في أن الفلسطينيين عندما لا يجدون أملا سيلجأون إلى العنف، وأشار إلى أن الرئيس المنتخب دعا أيضا إسرائيل لتخفيف الحصار عن الفلسطينيين، وقال إن من مصلحتها إقامة دولة فلسطينية مزدهرة على أراض متصلة وطالب بوقف الاستيطان.
المرتبة الرابعة
أما الدكتور إدمون غريب أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الامريكية بواشنطن فأعرب عن اعتقاده بأن أوباما لديه رؤية أفضل من جون ماكين لطبيعة النزاع.
ولكن غريب يتفق أيضا مع الآراء القائلة بأن الاهتمام بالقضية الفلسطينية سيتراجع في بداية عهد أوباما ربما إلى المرتبة الرابعة في قضايا السياسة الخارجية. ويتوقع أيضا أن لا يشهد عهد أوباما أي تغيير في العلاقة الأمريكية مع إسرائيل.
وأضاف في لقاء مع بي بي سي العربية أن أوباما قد يحتاج شيئا إيجابيا على الأرض يبني عليه تحركه في عملية السلام وقد يأتي ذلك أيضا بحسب رأي غريب نتيجة ضغط عربي تقوده مثلا الجامعة العربية.
وأشار غريب إلى أن أوباما يتميز بوجود فريق من المستشارين له ذوي توجهات متنوعة بعضهم يفضل تبني أجندة متواضعة تجاه الشرق الأوسط وترك الأوضاع كما هي خلافا للتوجهات "الثورية" لإدارة جورج بوش التي تبنت أحيانا أسلوب التغيير بالقوة في المنطقة.
مهمة ليست مستحيلة
أما الفريق الآخر والكلام للأكاديمي الأمريكي فيرى أن تحقيق السلام مهمة صعبة وليست مستحيلة وأنه يجب التحرك لأن عدم وجود حل خاصة للقضية الفلسطينية يحمل في طياته مخاطر كبيرة.
ويوضح الأكاديمي أن هذا الفريق يرى أيضا أنه يجب التعامل مع جميع الأطراف (حركة حماس مثلا) إذا لم تعارض مفاوضات السلام وقبلت أي اتفاق تسفر عنه نتيجة استفتاء شعبي.
كما ان هناك عوامل أخرى ستحدد طبيعة التحرك الأمريكي في بداية عهد أوباما كما يقول غريب أهمها نتائج الانتخابات المبكرة في إسرائيل، وأوضح أن وصول بنيامين نتنياهو للحكم المسأة كما أن استمرار الصراع بين فتح وحماس سيضعف موقف الفلسطينيين.