Announcement

Collapse
No announcement yet.

"موقف" سعودي – إيراني واحد... وأهداف مختلفة !

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • "موقف" سعودي – إيراني واحد... وأهداف مختلفة !

    "موقف" سعودي – إيراني واحد... وأهداف مختلفة !



    سركيس نعوم - النهار


    لم تعترض المملكة العربية السعودية على لقاء المصالحة الذي عقد اخيراً بين حليفها زعيم تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله الامين العام لـ"حزب الله"، "ابن" الجمهورية الاسلامية الايرانية وحليف سوريا بشار الاسد.

    ولم يحاول قادتها الكبار، وفي مقدمهم الملك عبدالله بن عبد العزيز، ثنيه (اي الحريري) عن اللقاء انطلاقاً من مواقف ثلاثة ثابتة عندها، على حد قول قريبين منها. اولها، حرصها على تجنّب التدخّل في الشأن اللبناني وعلى اقناع الجهات العربية والاقليمية والدولية بعدم التدخل فيه. وثانيها، معرفتها بدقة الاوضاع في لبنان وحساسيتها وخصوصاً بعد استشراء المذهبية داخل الصف الاسلامي وتحوّلها خطراً كبيراً يهدّد وحدة الصف والبلد والدولة فضلاً عن الاستقرار وحياة الناس الآمنين.

    اما ثالثها، فهو معرفتها ان الحريري يعطي الإستقرار في بلاده الأولوية على اي اعتبار آخر ويتمتع باستقلالية تمكّنه من اتخاذ القرارات الملائمة في الاوقات المناسبة، علماً ان هذا هو دوره الاساسي كزعيم لبناني. لكن المملكة العربية السعودية، ودائماً استنادا الى القريبين منها انفسهم، لا تأمل في تمخض لقاء المصالحة المذكور اعلاه والمصالحات الأخرى التي جرت في لبنان والمصالحات التي يسعى كثيرون الى اتمامها عن نتائج ايجابية عملية، اي قابلة للتطبيق، وتالياً لالغاء لبنان الساحة وعودة شعوبه - الادوات الى الولاء للبنان الوطن رغم تنوّع انتماءاتها الطائفية والمذهبية والسياسية. كما أنها (اي المملكة) لا تأمل في ان تتوصل "هيئة الحوار الوطني" الى حلول للقضايا – المشكلات التي تعترض اللبنانيين وتقسّمهم، رغم ايمانها بان الحوار هو الوسيلة الوحيدة لايجاد الحلول وليس الاقتتال والتشرذم والتناحر.

    واسباب ذلك كثيرة ومعروفة، منها عدم نضج الواقعين العربي – الاقليمي والدولي للحلول نظرا الى استمرار المواجهة الشرسة بين الاطراف الأساسيين داخل كل منهما. فضلاً عن انها لا تؤمن كثيراً بنظرية "تنظيم الاختلاف او الاختلافات" التي برّر بها مؤيدو المصالحات اجراءها. ذلك ان المطلوب ليس تنظيم الاختلاف، وهو امر قامت به سوريا على افضل ما يكون خلال وصايتها المباركة دولياً وعربــــياً (وسعـــــودياً كذلك) على لبنان من 1990 حتى 2005 وأدى الى الاخطار التي يعرفها الجميع ويرونها، بل ازالة هذا الاختلاف بعد البحث الجدي فيها اسباباً وظروفاً ونتائج.

    هل المملكة العربية السعودية هي الوحيدة في موقفها الفعلي غير "المتفائل" في المصالحات و"الحوار"؟

    الامر المفاجىء الذي تكشفه معلومات قريبين من الجمهورية الاسلامية في بيروت هو ان لهذه موقفاً من الأمرين لا يختلف كثيراً عن الموقف السعودي ولا سيما لعدم جدوى تنظيم الاختلاف والحوار، علماً ان الدولتين "الشقيقتين" جغرافياً ودينياً وليس مذهبياً لا تقللان دور الحوار والمصالحات في تنفيس احتقان اللبنانيين على تنوّعهم وتناقضهم، وان على نحو سطحي جداً. اما اسباب الموقف الايراني هذا فمعروفة ومنها استمرار المواجهة بين طهران واميركا وحلفائها من العرب في كل المنطقة ومنها لبنان، وتالياً استمرار حاجتها (اي طهران) اليه في حال انتهت فترة الانتظار (بعد تسلم باراك اوباما الرئاسة في بلاده) للضغط على واشنطن وحلفائها الشرق الاوسطيين سواء بغية التوصل الى تسوية معها او مواجهة الحرب معها في حال تعذر التسوية.

    الا ان من ابرز الاسباب غير المعلنة للموقف الايراني المتماثل مع الموقف السعودي من الحوار والمصالحات في لبنان فهو كون الرياض وطهران في مواجهة حادة وقاسية، وإن غير مباشرة على الاقل حتى الآن، وكون لبنان ساحة لها. فالمسؤولون الايرانيون لا يواجهون السعودية لاسباب مذهبية على ما يقول القريبون من طهران انفسهم او لاسباب قومية (الفرس في مقابل العرب) بل لسبب آخر له علاقة بالتشدد الديني، فهم يعتبرون الوهابية التي يفترض انها ليست مذهباً، عقيدة سعودية منتشرة في الخليج وفي الدول الاسلامية غير العربية المجاورة لها وذلك يهددها مباشرة كونه يكفّر اهلها بسبب مذهبهم الديني.

    كما انه يهدد شيعة لبنان وربما غيرهم للسبب نفسه. انطلاقاً من ذلك تصرّ طهران على العمل لترتيب وضع لبناني بطريقة سلمية او غير سلمية تخدم مصالحها ومصالح حلفاء لبنانيين لها، وتصرّ الرياض على القيام بالأمر نفسه.

    ماذا يعني ذلك؟

    يعني ان لبنان لا يزال على ابواب الجحيم بعدما نزل درجات عدة على سلمه في السنتين الاخيرتين، وهذا ما يحاول رئيس جمهوريته العماد ميشال سليمان معالجته في اتصالاته مع قادة العرب والمنطقة والعالم. وهذا ما يحاول القيام به ايضاً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في زياراته الخارجية رغم طابعها التنافسي مع زيارات رئيس الدولة للخارج الذي قد يكون مقصوداً.

    وهذا ما قام به أخيراً في روسيا زعيم "المستقبل" سعد الحريري إذ حرص على مطالبة مستقبليه بحماية لبنان من أي اعتداء في الوقت الضائع من اشقاء وأعداء. ويُقال إنه لقي تجاوباً.
    الباطل صوته أعلى، وأبواقه اوسع، واكاذيبه لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن ان تقف عند حد. فكيف اذا كان بعض ابطاله قد بات في نظر نفسه والعميان من حوله من انصاف آلهة.

  • #2
    رد: "موقف" سعودي – إيراني واحد... وأهداف مختلفة !

    تزيين الموقف إلايراني باتهام السعودية



    داود الشريان - الحياة



    سركيس نعوم واحد من أهم المعلقين السياسيين في الصحافة اللبنانية، ولديه مصادر معلومات عربية وغربية، وهو جاهد للمحافظة على البقاء في منطقة الوسط بعد انقسام الساحة الصحافية في لبنان الى فسطاطين. لكن في مقال الامس تعرض سركيس لتضليل معلوماتي عجيب، فاعتبر ان الموقف السعودي متطابق مع الايراني حول الأمل في ان يفشل الحوار بين اللبنانيين، وشرح مبررات الموقف السعودي بطريقة تدل على انه استقاه من طرف لا يعرف السعودية، فضلاً عن ان يكون على علم بما يجري في اروقة الرياض.

    لن نتوقف كثيرا عند تحليله لموقف الرياض الذي قال انه استقاه من «قريبين منها»، فذكر ان السعودية لا تؤمن كثيراً بنظرية «تنظيم الاختلاف او الاختلافات»، بل «ازالة هذا الاختلاف»، وهي عبارة جميلة، لكن ليس لها ترجمة في القاموس السعودي، وتصلح ان تقال عن أي موقف في أي شيء لأي دولة. ثم نقل كلام المصدر الايراني الذي فسر دوافع طهران بطريقة توحي بأن ايران دولة عربية يحكمها المعتصم، ثم خلص الى ان ايران لا تواجه السعودية لأسباب مذهبية او قومية، معاذ الله، وانما بسبب الوهابية التي تكفر أهلها بسبب مذهبهم الديني. كما انها تهدد شيعة لبنان وربما غيرهم للسبب نفسه.

    الشاهد ان سركيس، وعلى غير العادة، لف بنا لفة طويلة عريضة ليقول لنا ان ايران ليس لديها دوافع قومية او مذهبية في لبنان، لكنها تحارب من اجل الشيعة في لبنان. وهذه بلاغة لم نعهدها بسركيس، حتى انه كاد ان يقول ان الوهابية فكرة وجودية لا علاقة لها بالدين، ولهذا تحاربها ايران.

    من حق سركيس ان يخاف على لبنان، ويحذر من الصراع الطائفي، لكن ان يحمل السعودية وزر الآخرين في لبنان اعتمادا على مصادر مجهولة فهذا شيء نستغربه من سركيس، فضلاً عن انه مطلع متميز على تاريخ لبنان السياسي الحديث والقديم، وهو يعرف ان العلاقة السعودية مع السياسيين اللبنانيين على اختلاف طوائفهم تجاوزت نصف قرن، ويعلم ايضاً ان ما يسميه الوهابية موجودة منذ ذلك الوقت، فلماذا اصبحت العلاقة السعودية اليوم خطراً يهدد السلم الاهلي، ولماذا لم تكفّر الوهابية اللبنانيين في الخمسينات والستينات ولم تفرق شملهم؟

    وكيف تعاملت السعودية بطريقة متساوية مع كل الطوائف على مدى عقود على رغم وجود الوهابية؟ لماذا لا يسأل سركيس نفسه عمن دخل الساحة السياسية اللبنانية بشعارات سياسية وبيارق وصور. من حق اي لبناني ان يبرر تدخل ايران في شؤون العرب في لبنان، لكن من غير الموضوعية السكوت على الدور الايراني بهذه الطريقة
    الباطل صوته أعلى، وأبواقه اوسع، واكاذيبه لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن ان تقف عند حد. فكيف اذا كان بعض ابطاله قد بات في نظر نفسه والعميان من حوله من انصاف آلهة.

    Comment

    Working...
    X