قطاع طرق وقتلة وخونة وجواسيس!
التجديد العربي
السيد زهرة
قتلة وقطاع طرق، وخونة وتجار وجواسيس. هذه هي الأوصاف التي تبادلها قادة فتح وحماس منذ يومين.
احمد عبدالرحمن الناطق باسم فتح وصف سعيد صيام وغيره من قادة حماس بأنهم ليسوا الا مجموعة من "القتلة وقطاع الطرق".
بالمقابل، وصف محمود الزهار القيادي في حركة حماس، قادة منظمة التحرير بأنهم مجموعة من "الخونة والتجار والجواسيس".
حين يصل الأمر بقادة فتح وحماس إلى هذا الحد، فإن من حقنا ان نقول ان هذه القيادات لا تتحمل أي قدر من المسئولية تجاه الشعب الفلسطيني ومعاناته وقضيته.
ليس هذا فحسب، بل ان هذه القيادات لم تعد في حقيقة الأمر تستحق شرف تمثيل الشعب الفلسطيني، ولا يحق لها ان تزعم انها تعبر عنه.
في نفس اليوم، الذي تفرغ فيه قادة فتح وحماس لتبادل هذه الشتائم، كانت غزة تئن وقد حرمها العدو الإسرائيلي من إمدادات الوقود والغذاء. وكانت المنظمات الدولية تطلق صرخات استغاثة محذرة من كارثة إنسانية كبرى بدأت بالفعل في غزة. وبالإضافة إلى هذا، كان مسئولو العدو يعلنون ان شن عدوان واسع على غزة هي مسألة وقت فقط.
وفي نفس اليوم أيضا، كان العدو الإسرائيلي يعلن عن خطة جديدة بإقامة عشرات المواقع الاستيطانية في الضفة.
بدلا من ان ينشغل قادة فتح وحماس بمحنة ومعاناة الشعب الفلسطيني، ويركزوا جهودهم على ما بمقدورهم ان يفعلوه إزاء هذه المحنة، تفرغوا لتبادل السباب بهذا الشكل المقزز.
كل من الفريقين يتحدث ويتصرف كما لو كان صاحب سلطة وحكم، في حين ان الكل يعلم انه لا احد فيهم يملك في حقيقة الأمر سلطة ولا حكما.
وبنفس القدر من عدم الإحساس بالمسئولية الوطنية الذي أظهره قادة الفريقين، أضاعوا عن عمد، ولأسباب لا يمكن ان يتفهمها أو يقبلها احد، الفرصة التي أتيحت لرأب الصدع، وإنهاء مهزلة الانقسام وإعادة الوحدة إلى الساحة الفلسطينية في حوار القاهرة.
فعلى الرغم من كل الجهود التي تم بذلها مصريا وعربيا من اجل إنجاح الحوار. وعلى الرغم من التقدم الذي قيل انه تم إحرازه، فإن هؤلاء القادة أجهضوا الحوار فجأة ولم يعطوه فرصة أن يلتئم من الأساس. وكالعادة تبادلوا الاتهامات عن المسئولية في إفشال الحوار. وكلهم في حقيقة الأمر مسئولون.
الحقيقة المؤسفة التي أصبحت واضحة للعيان اليوم هي إن هؤلاء القادة من الجانبين أصبحوا هم أنفسهم كارثة حلت بالشعب الفلسطيني. أصبحوا هم أنفسهم عبئا على الشعب وعلى قضيته.
كيف يمكن لنا أن نتوقع حماسا من أي دولة في العالم للدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته إذا كان هذا هو حال قياداته؟
كيف لنا أن نتوقع مبادرة من أي نوع لإنهاء الاحتلال وإنصاف شعب فلسطين إذا كان قادته عاجزين حتى عن مجرد أن يجلسوا ويتحاوروا لإنهاء مهزلة الانقسام؟.
شعب فلسطين الصابر المكافح الذي قدم كل هذه التضحيات التاريخية ومازال يقدم التضحيات من اجل قضيته، يستحق قيادات أفضل من هذه بكثير.
يستحق شعب فلسطين قيادة تتحلى بروح المسئولية الوطنية وتعيد الاعتبار إلى كفاح هذا الشعب والى قضيته.